نشرت ذ اثلاتيك الأميركية تقريراً عن الجانب المظلم لرئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، حيث بدأت بسرد قصة تكشف فيها أحد هذه الجوانب التي دارت أحداثها في بريطانيا وقالت " إنها أمسية من أمسيات يناير في غرينيتش، التي كانت يومًا بوابة بريطانيا إلى العالم، لكنها تخضع لأسياد جدد الليلة"
وذكرت بأنه كان من ضمن المدعوين لحضور حفل جوائز مجلة “ذا رينغ”، بدعوة من تركي آل الشيخ. نجوم رياضة الملاكمة من شرق لندن ومنهم بطلي العالم في الوزن الثقيل أولكسندر أوسيك ودانييل دوبوا، وبطل الوزن فوق المتوسط كانيلو ألفاريز.
أسهبت المجلة بوصف الكيفية التي كان عليها آل الشيخ وقالت" ويقف المسؤول السعودي في مركز الصورة الأيقونية لتلك الأمسية، ناظرًا إلى الكاميرا من خلف نظارته الشمسية الشهيرة وخلفه، أربعون من أقوى الشخصيات في عالم الملاكمة، يتخذون وضعية التصوير تحت سقف المبنى المزخرف، المعروف بـ”كنيسة السيستين البريطانية”.
وأضافت أن ما جرى قد يُفسّرعلى أنه محاولة من تركي آل الشيخ لفرض نفسه في قلب المؤسسة البريطانية، وأشار التقرير إلى أن الملاكمة واجهت منذ فترة طويلة صعوبة في تنظيم نزالات بين نجومها الكبار، لكن آل الشيخ لعب دور الوسيط في تنظيم نزالات بدت يومًا شبه مستحيلة، حتى إنه اشترى جزءًا كبيرًا من أعلام رياضة الملاكمة — حيث استحوذ في نوفمبر 2024 على مجلة “ذا رينغ” التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمن، ثم اشترى حسابًا على منصة X تابعًا لصحفي آخر يتابعه أكثر من 300 ألف شخص، وأعاد تسميته ليصبح الحساب الرسمي لمجلة The Ring.
حتى إنه اشترى جزءًا كبيرًا من أعلام رياضة الملاكمة — حيث استحوذ في نوفمبر 2024 على مجلة “ذا رينغ” التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمن، ثم اشترى حسابًا على منصة X تابعًا لصحفي آخر يتابعه أكثر من 300 ألف شخص، وأعاد تسميته ليصبح الحساب الرسمي لمجلة The Ring.
أجرت صحيفة The Athletic مقابلات مع أكثر من 40 شخصًا في أوساط الملاكمة، خلال الأشهر الستة الماضية، والديوان الملكي السعودي، ودوائر الأعمال الدولية والغالبية العظمى تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم — بعضهم خوفًا على أمنهم، والبعض الآخر حتى يتمكنوا من مناقشة قضايا حساسة بصراحة أو لحماية علاقاتهم التجارية — وقد رسموا صورة لرجل يتصرف كأنه مروج لامع على المسرح العالمي، لكنه في الوقت ذاته جزء محوري من نظام يحكم بقبضة من حديد في الداخل.
والأشخاص أبلغوا الصحيفة عدة أمور منها :
١. عدد المعتقلين بسبب تغريدات ناقدة لآل الشيخ بلغ حدًا جعل أحد أجنحة سجن الرياض يُعرف بين السجناء باسم “جناح توتو”، نسبة إلى لقبه.
٢.لدى آل الشيخ علاقة وثيقة بـ MBS، تعود إلى أوائل الألفينات عندما كانا يلعبان ألعاب فيديو مثل League of Legends وAssassin’s Creed خلال سنوات المراهقة المتأخرة لولي العهد. كما وصفته الصحيفة.
٣. كوّن سمعة في أوساط النخبة السعودية بسبب نوبات غضب محرجة يُقال إنه يفتعلها.
٤.أحد مرافقي آل الشيخ خلال التحضير لنزال عالمي على لقب الوزن الثقيل كان رجلًا مطلوبًا من قبل الـ FBI كمشتبه فيه في قضايا تجسس.
٥.المطربة المصرية آمال ماهر اختفت عن الأنظار لمدة عامين بعد أن ورد أنها قدمت بلاغًا للشرطة تتهم فيه آل الشيخ بالاعتداء عليها، ولم تُوجَّه أي تهم رسمية إليه.
وأشارت الصحيفة أن آل الشيخ لم يرد على اتصالاتها.
ومن أقوال السجناء أنهم يقولون إن الذهاب إلى سجن الحائر بمثابة الذهاب "خلف الشمس"، ويقول سجين سابق: “سمعت هذا المثل منذ كنت صغيرًا. بمجرد أن تدخل هناك — كأنك اختفيت".
يقع السجن في الصحراء على بعد 25 ميلاً جنوب الرياض، ولم يُكشف الكثير عن تفاصيله، لكن يُعتقد أنه يضم حوالي خمسة آلاف سجين.
وسط أعضاء من القاعدة، وأمراء مخلوعين، ومجرمين عاديين، هناك جناح معين في السجن اكتسب سمعة خاصة.
يقول سجين سابق احتُجز بسبب انتقاده للحكومة على وسائل التواصل: “كان هناك مجموعة نسميهم ضحايا تركي وحينما تسأل: ‘وش قضيتك؟’ فيرد: ‘أنا من ضحايا تركي، انتقدت تركي آل الشيخ’. تركي لقبه توتو — فصرنا نسمي الجناح: جناح توتو" ثم يضيف "أعرف شخصا رد على تغريدة لتركي يشتكي من خسارة فريقه وهو شيء له علاقة بالسياسة — مجرد مشجع، وقال إنه انسجن بسبب تلك التغريدة فقط".
وأضافت بأن المصادر تختلف بشأن مدى معرفة آل الشيخ شخصيًا بهذه الاعتقالات أو تورطه فيها، ويقول البعض إن هناك عددًا كبيرًا من العاملين تحته، وكلهم يسعون لإرضائه، فيما يؤكد آخرون، بمن فيهم معتقلون سابقون وأشخاص عملوا عن قرب معهم، أن آل الشيخ شارك بنفسه في بعض تلك الاعتقالات.
وقد عمل الأمين العام لحزب التجمع الوطني عبدالله العودة، المدير البارز لمكافحة الاستبداد في مركز الديمقراطية للشرق الأوسط (MEDC) - وهي منظمة غير ربحية تُعنى بالدفاع عن الحقوق ومقرها الولايات المتحدة - خلال العقد الماضي على التحقق من ادعاءات أشخاص سُجنوا بسبب انتقادهم لتركي آل الشيخ.
وقال العودة لصحيفة The Athletic: “لقد تحققنا شخصيًا من التهم أو الأحكام القضائية لأكثر من 10 حالات لأشخاص تم احتجازهم في السعودية بسبب انتقادهم لتركي آل الشيخ”، موضحًا أن ادعاءاتهم تم التحقق منها بمقارنتها مع سجلات المحكمة الرسمية.
وأكد أن “معظم الضحايا لم ينتقدوا الحكومة حتى، بل انتقدوا قرارات اتخذها آل الشيخ في مجالي الترفيه أو الرياضة خلال فترة عمله في الهيئتين”.
وذكرت صحيفة The Athletic أنها تواصلت عبر وسيط مع رجل قال إنه تلقى اتصالًا من رقم مجهول، حيث قدّم المتصل نفسه على أنه من جهاز أمن الدولة، وأمره بمقابلته في مكان عام وبعد وصوله، تم اقتياده إلى سيارة دفع رباعي سوداء من قبل رجال ملثمين، ثم عُصبت عيناه، وكُبلت يداه، ونُقل إلى الرياض.
ويقول الرجل إن العصابة أُزيلت عن عينيه عند وصوله، ليجد نفسه في غرفة فاخرة، ثم دخل تركي آل الشيخ.
وفقًا للرواية، سأل آل الشيخ الرجل عن سبب انتقاده له على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الرجل قد اتهم آل الشيخ، بصفته رئيسًا لوزارة الرياضة السعودية حينها، بالتحيز، ولم يكن لديه سوى عدد قليل من المتابعين.
يدّعي الرجل أن آل الشيخ صفعه على وجهه ثلاث مرات، وأمره بحذف المنشور أو مواجهة السجن.
توسّل الرجل للعفو ووافق الشيخ، ثم أُطلق سراحه في منتصف أحد الطرق السريعة، وقيل له أن يجد طريقه للعودة بنفسه.
وتعليقاً على تلك الروايات علق العودة قائلاً "آل الشيخ يتصرف بهذه الطريقة لأنه يمتلك السلطة”، مشيرًا إلى أن والده، العالم الإسلامي سلمان العودة، محتجز في السعودية منذ عام 2017 بسبب انتقاده للحكومة، ويتابع: “لا يوجد حكم قانوني — النظام ملكي استبدادي مطلق بلا رقابة من القضاء أو المشرّعين".
ويضيف العودة أن هناك حالتين علموا بهما، حيث يُقال إن آل الشيخ عرض آلاف الريالات السعودية، أو قدّم بالفعل مدفوعات مالية، لإسكات ضحاياه ومنعهم من الحديث عما جرى معهم، أو من مشاركة قصصهم مع أي أحد أو أي جهة.
ففي سبتمبر 2019، اعتُقل العالِم الإسلامي عمر المقبل بعد أن قال إن سياسات هيئة الترفيه برئاسة آل الشيخ تهدد الثقافة السعودية، ووفقًا لمنظمات غير حكومية، لا يزال معتقلًا رغم انتهاء مدة محكوميته في مارس الماضي.
وفي أكتوبر من العام نفسه، حُكم على زعيم قبلي يُدعى فيصل بن سلطان بن حميد بالسجن خمسة أشهر بعد أن نشر تغريدة انتقد فيها آل الشيخ.
يقول أحد المطلعين على شؤون الديوان الملكي: “قد يبدو أن تركي آل الشيخ في موقع آمن، لكنه يعلم جيدًا مدى سرعة انقلاب شخص مثل محمد بن سلمان عليه”.
ويتابع: “لذلك هناك شعور دائم بالحاجة إلى القضاء على أي انتقاد شخصي حتى لا يتضخم الأمر ويجعل محمد بن سلمان يظن أنهم غير كفؤين أو يسببوا له مشاكل”.
كان أحمد محمد عمر من مشجعي نادي الأهلي المصري، وهو نادٍ استثمر فيه آل الشيخ سابقًا. وعندما انتقل إلى السعودية للعمل في عام 2021، تم احتجازه بسبب تغريدات نشرها قبل 18 شهرًا، انتقد فيها قرارات اتخذها آل الشيخ.
وبحسب مركز MEDC، وبالتحقق من منظمات حقوقية أخرى، حُكم على عمر بالسجن 19 عامًا. وتقول عائلته إنهم استنفدوا جميع السبل القانونية.
يضيف عبدالله العودة: “الظروف في السجون السعودية سيئة عمومًا، والذين يُحتجزون لفترات قصيرة عادة ما يتعرضون للأذى الجسدي بشكل أكبر. يتراوح العنف من الضرب على يد الحراس، إلى الصفع على الوجه، إلى حالات قصوى يتم فيها تعليق السجين من كعبيه رأسًا على عقب، وكل هذه الحالات وثقها مركزنا في سياق معتقلين بسبب انتقادهم لتركي آل الشيخ”.
يقول أحد المطلعين على شؤون الديوان الملكي السعودي: “تركي لديه مهارات اجتماعية غريبة لكنها محببة ومرحة”، ويضيف: “وكان هو رجل الحفلات — ينظّم السهرات، ويؤمن الفنانين، وكل ما يلزم لإقامتها”.
لكن تركي آل الشيخ ظل يفتقر إلى المال فقد وصف في منشورات تم حذفها لاحقًا من حسابه على منصة “إكس”، كيف أنه لم يكن يستطيع شراء أكثر من شطيرة واحدة من متجره المفضل، وكيف اضطر لبيع مجوهرات من أجل دفع مهر زواجه.
ورغم ذلك، حافظ على علاقات وثيقة مع دوائر النفوذ، فتزوج من ابنة مدير مكتب الملك سلمان، وقد حضر محمد بن سلمان حفل الزفاف، إلى جانب عدد من أبرز الشخصيات الدينية في السعودية.
تدريجيًا، وبينما تنقّل بين مناصب حكومية مختلفة تبعًا لاهتمامات سلمان، بدأت مهارات آل الشيخ الاجتماعية ترسّخ مكانته في أوساط النخبة السعودية، فعادةً، عندما يرتبط أحد الأشخاص بأمير، فإن صعوده وهبوطه في البلاط يعتمد على موقع ذلك الأمير.
يقول أحد المطلعين على شؤون القصر: “هو ذكي جدًا من حيث فهمه لسياسات الديوان الملكي، ويمتلك أذكى جهاز تحسس للحرارة؛ حيث يعرف بالضبط متى يكون محمد بن سلمان غاضبًا فيبتعد، ويعرف تمامًا متى تكون الفرصة سانحة للتقرّب”.
لم يبدأ آل الشيخ في لمس القوة الحقيقية إلا بعد وفاة الأخ الأكبر لسلمان، الملك عبد الله، في عام 2015.
واصل آل الشيخ إثبات أهميته، وقد أصبحت أشهر حركة داخلية لمحمد بن سلمان تعرف باسم “حملة الريتز كارلتون”، حيث تم احتجاز أكثر من 300 من رجال الأعمال البارزين وأفراد من الأسرة المالكة من الرتب الدنيا، في فندق بالرياض، وهناك، تم تجريدهم من أصولهم المالية تحت غطاء “حملة مكافحة الفساد”.
وبحسب مصادر مطلعة عدة على ما حدث، كان لآل الشيخ دور في ذلك، وقد أشارت مؤسسات إعلامية كبرى مثل “نيويورك تايمز” إلى حضوره في هذه الحملة.
يقول شخص تم إطلاعه على ما جرى من قبل بعض المحتجزين: “الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب في الريتز كارلتون، تعرفوا عليه، وكانوا يسمعونه هو وشخصًا آخر في الخلفية وهم يدخنون الشيشة في بعض الجلسات، وكانوا يسمعون صوت الفقاعات، والموسيقى الخلفية التي تُعزف، أثناء سير الجلسات”.
وأشارت الصحيفة أنه بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018 على يد عملاء مرتبطين بالدولة السعودية، كتب آل الشيخ أغنية أعلن فيها براءة سعود القحطاني، مستشار محمد بن سلمان، الذي حمّلته تحقيقات أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية البريطانية (MI6) والسلطات التركية المسؤولية.
وكان خاشقجي قد قال في أحاديث خاصة قبل مقتله، نُشرت لاحقًا في مجلة “نيوزويك”، إن آل الشيخ والقحطاني هما المستشاران السياسيان الوحيدان لمحمد بن سلمان. ونقلت “نيوزويك” عنه قوله: “هما يتصرفان كبلطجية، والناس يخافون منهما. من يتحداهما، قد ينتهي به الأمر في السجن”.
يقول أحد المعارضين عن هيئة الترفيه: “إنها سياسة الخبز والسيرك فالحكام مطالبون بوضع الطعام على المائدة وتوفير الترفيه للشعب لإخفاء حقيقة أنهم أصبحوا أكثر استبدادًا من ذي قبل، ولإسكات أي شكل من أشكال المعارضة”.
ومن احدى الجوانب المظلمة لآل الشيخ كما ذكرت الصحيفة أنه جذب الانتباه بسبب سلسلة من الانفعالات العامة، كثير منها بدت وكأنها لأسباب تافهة.
ففي إحدى المناسبات خلال جائحة كوفيد-19، نظم مباراة خيرية في ألعاب الفيديو ضد سعود السويلم، الرئيس السابق لنادي النصر، وأثناء مشاركته بفريقه ألميريا في لعبة FIFA 20، استقبل هدفين في الدقائق الأولى، فقام برمي جهاز التحكم نحو التلفاز وكسره تمامًا.
وفي عام 2019، تم تصويره وهو يثور غضبًا على مصوّر اقترب منه أكثر من اللازم.
أما في كأس العالم 2018، فأصدر آل الشيخ مقطع فيديو بعد خسارة السعودية بخمسة أهداف دون مقابل أمام روسيا في المباراة الافتتاحية، وكرر فيه عبارته أن المنتخب “سوّد وجهه”.
وقد واجه آل الشيخ أيضًا جدلاً خارج السعودية، ومن أبرز الحوادث التي وقعت خلال وجوده في مصر، ما يتعلق بإحدى أشهر المغنيات المصريات، آمال ماهر.
فقد أفادت عدة صحف مصرية في مارس 2018، بأن آمال ماهر تقدمت ببلاغ إلى الشرطة، تدّعي فيه أن آل الشيخ ضربها على عينها، ما تسبب لها في كدمة واضحة.
وكانت ماهر قد نفت في الأسابيع السابقة، علنًا، شائعات واسعة النطاق عن ارتباطها بآل الشيخ، الذي كانت قد تعرفت عليه عبر علاقاته الوثيقة بصناعة الترفيه المصرية.
وبحسب مصادر شرطية نقلت عنها وسائل إعلام مصرية، تمت إحالة البلاغ إلى النيابة العامة، وأُخطرت السفارة السعودية في القاهرة بوجوب مثول آل الشيخ للتحقيق، وظهرت لقطات فيديو في اليوم التالي امال وشقيقها وهما يدخلان محكمة جنوب القاهرة في منطقة زينهم.
لكن خلال أربع ساعات فقط من نشر الخبر، تم حجب موقعي الصحيفتين اللتين انفردتا بالقصة، وعندما عادت المواقع للعمل، كانت التقارير الخاصة بآمال ماهر قد حُذفت.
وفي الأيام التالية، تعرض محل شقيق آمال ماهر للتخريب، ونشرت هي على حساباتها على مواقع التواصل — قبل أن تحذفها لاحقًا — رسائل غامضة قالت فيها إنها “لن تقبل الظلم على نفسها أبدًا”، دون توضيح. كما ادعت أن هي وعائلتها تلقوا “تهديدات وإهانات” عبر هواتفهم المحمولة.
اختفت آمال ماهر عن الأنظار لأكثر من عامين بعد مشاركتها في حفل عند أهرامات الجيزة في يونيو 2020، وخلال تلك الفترة، اختفت أغانيها من موقع يوتيوب، وأعلنت في يونيو 2021 اعتزالها الغناء لأسباب “شخصية وخارجة عن إرادتها”.
ونشرت النائبة المصرية أمل عبد الحميد بعد عام خطابًا موجهًا لرئيس الوزراء، قالت فيه: “من المؤسف والمريب والمخيف أيضًا، أن تتحول غيبة فنانة بحجم آمال ماهر إلى تساؤلات وجدل وشائعات وشكوك، والأكثر أسفًا هو الإصرار على الصمت والغموض، وخلق بيئة خصبة للشائعات”.
لم يُدلِ آل الشيخ بأي تعليق علني حول هذه الاتهامات، ولم تُرفع أي قضية ضده، كما لم ترد الشرطة المصرية على استفسارات وجهتها إليها صحيفة “ذا أثلتيك”.
وبدأت آمال ماهر تغني مجددًا في السعودية في السنوات الأخيرة، ونشرت بيانات تنفي فيها تعرضها للاعتداء من قبل آل الشيخ، وأرجعت غيابها الطويل إلى مضاعفات إصابتها بفيروس كورونا.
وقالت في مقطع فيديو على إنستغرام: “آسفة على الفترة اللي فاتت، ما كنت قادرة أكون معاكم… كنت مصابة بكورونا، والحمد لله تعافيت، وحبيت أطمنكم”.
وأشارت الصحيفة إلى وجو مقاطع فيديو نشرها آل الشيخ على وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر 2024، تظهر تحضيرات موسم الرياض المقبل، ولم يكن هناك ما يلفت النظر في وجود رجل نحيل بلحية مشذبة.
لكن أشخاصًا مطلعين على شؤون الديوان الملكي يقولون إن هذا الرجل يبدو أنه أحمد المطيري، المعروف أيضًا باسم أحمد الجبرين الذي اتهمه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في نوفمبر 2019، بالعمل “كوكيل غير مسجل لحكومة أجنبية”، وذلك عبر تجنيد موظفين في شركة تويتر لتسريب معلومات عن معارضين مشتبه بهم.
وزعم محققو الـFBI أن المطيري “أقنع موظفَين باستخدام صلاحياتهم الوظيفية للوصول غير المصرح به إلى معلومات غير علنية تتعلق بأشخاص يديرون حسابات معينة على تويتر”.
وأضافوا: “سعى ممثلو السعودية والعائلة المالكة السعودية للحصول على معلومات خاصة عن مستخدمي تويتر الذين انتقدوا النظام… وشملت هذه المعلومات عناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف، وعناوين الـIP، وتواريخ الميلاد”.
وأصدرت تويتر بيانًا في ذلك الوقت، أكدت فيه التزامها بـ”حماية النقاش العام من تدخل الدول”.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي لـ”ذا أثلتيك” أن أحمد المطيري ما يزال مطلوبًا لدى السلطات الأميركية.
وختمت الصحيفة تقريرها بطرح سؤال قائلة:
لقد أصبحت قصة السعودية في السنوات الأخيرة، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقصة الملاكمة فهل يكون آل الشيخ هو من يقود كليهما إلى الأمام؟