توفي يوم الأحد الماضي 10 يوليو/تموز 2022 ببيروت المناضل السعودي والعضو المؤسس بحزب التجمع الوطني مانع اليامي، في ما تزال الشكوك تحوم حول الدوافع الكامنة وراء مقتله.
وقالت قوى الأمن الداخلي في لبنان في بيان نشرته إن مانع آل مهذل اليامي مات طعنا بواسطة سكين على يد شقيقيه لأسباب عائلية، هذا البيان الذي وجد تفاعلًا سريعًا من قبل السفارة السعودية ببيروت التي تبنت التحقيق بسرعة، لتحاول طيّ صفحة الحادثة، ولكن يعيد للأذهان أيضًا حادثة جمال خاشقجي قبل أربع سنوات.
حيث وصف حزب التجمع الوطني إن اليامي "تم اغتياله في ظروف شائكة يوم السبت في لبنان".
وقد صرحّت مضاوي الرشيد، المتحدثة الرسمية باسم الحزب لموقع "الحرة"، أن الجريمة في "الشكل والأسلوب تشير بإصبع الاتهام إلى النظام السعودي، الذي يحاول دائما بث التفرقة بين الأخ وأخوه والأم وولدها وبين الأب وابنه، خاصة إذا كان أحد هؤلاء معارض سياسي".
وواصلت الرشيد اتهامها بوقوف النظام السعودي وراء الحادثة؛ عندما استهدفوا الصحفي جمال خاشقجي، اعتمدوا الأسلوب نفسه"، "حين خرج إلى واشنطن، عمد النظام السعودي إلى الفصل بينه وبين زوجته، ودائما ما يحاول تاريخياً استغلال الأهل والأقارب ليضغط على أي معارض، فيسجن الوالد أو العم كوسيلة للضغط أو تفرقة فيما بينهم، وربما يكون ما شهدناه في قضية اليامي نموذجا عن ذلك".
ولم تخلوا قضية اليامي من تشويه وتشهير، حيث اعتبر عدد من الموالين للحكومة أنه موالٍ لجهات أجنبية في إشارة إلى حزب الله وإيران، حيث كان الراحل يستقر في جنوب لبنان التي يسيطر عليها حزب الله، لتردّ الرشيد بأن "وضعنا في المحور الإيراني وفي إطار المعارضة الشيعية، هو دعاية النظام السعودي ضدنا، أي معارض يخرج من السعودية، تحاول السلطات السعودية لصقه بدولة معادية لها، حتى نحن كحزب التجمع الوطني، اتهمنا بداية أن إيران تدعمنا، ثم اتهمنا بالدعم التركي على خلفية اغتيال الخاشقجي، ثم ليبيا ثم قطر إلخ... بالتالي لا يمكن للنظام السعودي أن يتصور أن هناك معارضة محلية تكون مستقلة". معتبرتًا بأنه من جهتنا كحزب نرحب بكل أبناء الطوائف والمذاهب في السعودية إن انضموا إلينا، ولكننا كحزب لسنا حزباً شيعياً ولا حزباً طائفياً، نحن ننادي بالديمقراطية ونسعى لجمع كافة أطياف الشعب السعودي".
هذا التشويه لم يطل اليامي فقط، حيث كان فرصة لتشويه الحزب والتشهير بأعضائه، اذ صرّح عدد من النشطاء السعوديين المحسوبين على الحكومة بأن الحزب على ارتباط بشخصيات سعودية أمنية كسعد الجبري، الذي كان مستشاراً لولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، أو شخصيات أخرى من أمراء العائلة الحاكمة المعارضين لولي العهد الحالي محمد بن سلمان. لتنفي الرشيد هذه الادعاءات حيث لا وجود لأي أحد من الأسماء المتهمة بدعم الحزب في صفوفه أو له يد فيه"، وتؤكد أن فكرة الحزب مطروحة من قبل أن تصبح قضية الجبري أو غيره قضايا عالمية "وإذا كان أحد أولاد الجبري يتابعنا أو يناصرنا فهي ليست مشكلتنا، حتى أن هناك شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية تتابعنا وتهتم، ولكن نؤكد أنه ليس لدينا أي دعم من أي جهة".
تعيد هذه الحادثة للأذهان سجل السعودية القمعي وانتهاكه باستمرار لحقوق الإنسان وقمع أي صوت معارض، وتتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي بايدن، الذي سبق وأكّد أن السعودية لن تواصل سياستها الدموية دون دفع الثمن، فهل تغير هذه الزيارة من سياسة السعودية في مجال حقوق الإنسان، أم ستضفي شرعية إضافية على إدارة بن سلمان.