مقالات

رسالة إلى علماء الجزيرة العربية وعموم المسلمين.

الكاتب/ة ناصر العربي | تاريخ النشر:2022-07-21

في تاريخنا الإسلامي والعربي من المشرق إلى المغرب وعلى مدار 1400 سنة كان العلماء هم الحصن الحصين لمصالح الأمة والمجتمع، كان العلماء الملاذ الأخير للصدح بكلمة الحق في وجه الطغاة والغزاة. لا يخلوا كتاب في التاريخ من قصة عالم أو جماعة من العلماء وقفوا في وجه الطغيان السياسي عند اشتداد الأزمات وحلكة الظلام وهلع العباد، يقف العلماء كنصير وشعاع منقذ وسد منيع في وجه الطاغية، فمن أحمد ابن حنبل مروراً بالشهيد عمر المختار إلى الشهيد أبو بلال عبدالله الحامد كان العلماء هم خط الدفاع الأخير للصدع بالحق في وجه العدو سواء كان طاغية ومستبداً أو كان عدوا أجنبياً من المستعمرين الغزاة.

في التاريخ الذي سوف يكتب، والذي يشهد به كل أهل الأرض ما يحدث حالياً، أن التاريخ لا يرحم وأن كل فعل كان إيجابي سوف يخلد وكل خذلان سوف يدون ويقول الناس أنه علماء هذا البلد كانوا أجبن من ظلهم وكان الطاغية قد دمر كرامتهم وقطع وصل لسانهم مع المجتمع. نحن شهود الله في الأرض. ولا ينبغي ولا يصح أن يتسلط علينا هذا المسخ، وأن ننحني له، بل يجب أن يقف العلماء اولاً والشعب من خلفهم في وجه هذا الطاغية، الذي يتجرأ على تدمير هذا البلد أكثر من أي وقت مضى. لقد أصابني وأصاب أبناء شعبنا الذعر والألم بمعرفة تجول الصهاينة في أرض الحرمين في عز الأشهر الحرم، ويتحدثون عن حقهم في هذه الأراضي إشارة وليس تصريحا بل تلميحاً، وأقسم بالله لو استمر الوضع على ما هو عليه سوف يأتي يوم قريب سوف يقول الصهاينة أن هذه الأرض وهذا المكان لنا.

أكتب هذه الرسالة لأنه لا يخفى على أي مسلم وعربي عاقل ما حال بظروف المسلمين في البلدان العربية من إبادات وكيد مع سبق الإصرار والترصد في قمع المسلمين ومطاردتهم دون جرم أو فعل ارتكبه وكسر شوكتهم في عقر دارهم. وفي بلاد الحرمين اليوم أكثر من أي وقت مضى، اليوم يتمدد الصهاينة بشكل سافر ومعلن ومحمي من السلطان السعودي، اليوم يمرح بني صهيون في أطهر أراضي بلاد العرب، وفي مساجدنا وأمام قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي مشاعر الحج في شكل سافر ومنتهك للقانون والقيم الإسلامية التي تنص صراحتاً على إخراج اليهود والنصارى فضلاً عن الصهاينة من جزيرة العرب. اليوم نحن أمام موقف تاريخي أما المزيد من النكوس والإذلال وإمام موقف حاسم وحازم لوقف هذه العمليات الصهيونية التي تخطط للمزيد من التمدد على أرض جزيرة العرب كما تخبر عنه مخططاتهم. الإسلام منصُور بكم أو بغيركم، لكن شريعة الإسلام تنص بشكل صريح وواضح على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ) سورة آل عمران،١٠٤.

ختاماً، واجب على كل مسلم قدر استطاعته أن يصد هذا المنكر وهذا العدوان الذي هذا بداية طلائعه في تمدد الصهاينة وتدنيسهم لأرض الحرمين، وفي السماح للحكومة الفاسدة الفاسقة التي لا تأمر بالمنكر وتنهى عن كل معروف. هذه الحكومة بقيادة محمد بن سلمان هي أساس البلاء والشر الذي يتمدد على أرضنا ويفسد أخلاق شعوبنا، ويحد من قدرنا كأمة عرفت بالعزة والكرامة ونصرة المظلوم. حتى أضحى شعبنا مسلوب الإرادة خاوي العزيمة بسبب القمع الذي يرهبنا به ابن سلمان، لكن كل شيء يهون إلا تدنيس الديار وتمدد الصهاينة، فمحمد بن سلمان لا ليس له أي قيم ولا مبادئ ولا غايات سامية تجعله أهلاً لحماية الأرض والشعب. اليوم العلماء والشعب في مواجهة أخلاقية وسياسية واجتماعية فق وقف هذا العار، فماذا نحن فاعلون؟