أخبار

مبنى الخدمات الاجتماعية يتحول إلى مقر للنيابة العامة

تاريخ النشر:2023-02-03


الرياض - ياسر السهلي 

لا تزال بلادنا تعاني من نقص الخدمات الاجتماعية المقدمة من الدولة التي يحتاجها الناس. يعرف هذا جيدا عائلات ذوو الاحتياجات الخاصة. ليس هذا النقص وليد عهد الملك سلمان وابنه، بل هو نقص متراكم منذ عقود يحكي معاناة كل مواطن و مواطنة ولد لهما طفل من المصابين بمتلازمة داون أو التوحد، أو أي إعاقة جسدية أو عقلية متقدمة.

رغم هذا النقص الشديد في الخدمات المقدمة من الدولة فاجأتنا حكومة محمد بن سلمان قبل أكثر من عام بتحويل مبنى مركز التأهيل الشامل للإناث إلى مقر للنيابة العامة في الرياض، ونقل المركز إلى مركز التأهيل الشامل للذكور أو بالأحرى تم اقتسام المبنى بين الذكور والإناث. الجدير بالذكر أن المركز الذي تم إغلاقه لا يقدم خدماته لمدينة الرياض فحسب بل لكافة العائلات في منطقة الرياض. 

 يعتمد أهالي الأطفال المصابين بأحد الإعاقات الجسدية أو العقلية على مبادرات فردية شحيحة، أو على إرسال أولادهم للخارج لتلقي الرعاية المطلوبة على حسابهم الخاص. ومن لا تتوفر لديه المادة، أو أي من الفرص النادرة داخل السعودية، يكبر أطفاله من غير أي رعاية متخصصة أو تعليم مما يؤدي إلى تدهور حالتهم. 

 أحد أصدقائي ولد له ابن قبل عشرين سنة بمتلازمة داون، قال لي آنذاك أنه لم يجد مدرسة حكومية تعنى بتعليم هؤلاء إلا مدرسة خاصة في حي السفارات أسستها امرأة أمريكية متزوجة من سعودي اضطرت إلى ذلك عندما ولدت لها طفلة مصابة بهذه الإعاقة، فأصبحت تقدم الخدمة للأهالي. اضطر صديقي حينها  أن يرسل ابنه المعاق يوميا من شرق الرياض إلى حي السفارات.

 صديق آخر له ابنان بمرض التوحد لم يجد أي جهة ترعاهم فقرر إرسالهم للتعلم في الأردن على حسابه الخاص، وآخر أرسل ابنه للإمارات ولا يزال ابنه هناك حتى الآن. 

قبل عشرين سنة كنت في زيارة لوزارة الشؤون الإجتماعية فلقيت قريبا لي يبحث عن قبول لأقارب له في مركز التأهيل الشامل لأنهم مصابون بإعاقة عقلية تتطلب عناية خاصة، قال لي أن قائمة الإنتظار بالمئات وأنهم ينتظرون وفاة نزيل ليحلوا نزيلا جديدا مكانه، وحتى كتابة هذا المقال لم يتم قبولهم.

  تذكر وأنت تقرأ هذه الكلمات أنه ليس للإنسان ولا لاحتياجاته أي قيمة في السعودية، وأن الأهم  هو دفع الملايين لحفلات دي جي خالد، ونانسي عجرم، ونوال الزغبي، وأحلام، وغيرهم.

الأولوية في بلدي لهز الوسط والردح والتطبيل، أما كرامة الإنسان السوي واحتياجاته فاقرأ عليها السلام.