كشفت رئيسة قسم الرصد والمناصرة في منظمة القسط الحقوقية لينا الهذلول، عن عوار نظام ولاية الرجل على المرأة في المملكة العربية السعودية، والأضرار التي ألحقها بالمرأة السعودية، متهمة السلطات بتبييض صورتها أمام العالم بتنظيم البطولات، ومنها كأس العالم 2034 والأحداث الدولية الأخرى.
وقالت في حديثها مع صحيفة أي نيوز البريطانية في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن هذه الأحداث يمكنها دفع المملكة للإصلاح، لكن ما رأيناه مؤخرًا هو مجرد تبييض، ولم يستخدم أحد النفوذ الذي يملكه للضغط من أجل الإصلاح، مضيفة أن السلطة تضاعف من القمع وهناك تستر على انتهاكاتها وتبييض لصورتها.
وأوضحت الهذلول، أن المملكة تخلق صورتين واحدة ليشاهدها الغرب، وأخرى يعيشها السعوديون، مشيرة إلى أن السماح لها باستضافة كأس العالم 2034 و2035، بمثابة هدية لهذه الملكية المطلقة، وسيكون النظام السعودي قادرًا على التباهي بها، وستتيح لولي العهد محمد بن سلمان، القول إنه مقبول من قبل المجتمع الدولي، وأن البلاد تنفتح.
وعدت منح السعودية حق استضافة بطولة كأس العالم بمثابة ضوء أخضر لسياسات ولي العهد، وحملت الغرب مسؤولية أخلاقية لإدانة الانتهاكات التي تشهدها المملكة، مؤكدة أن واقع حقوق المرأة صارخًا، وهناك الكثير من السجينات في المنازل، ولا تستطيع النساء مغادرة منازلهن.
وأكدت الهذلول، أن المرأة في المملكة مقيدة بأهواء ورغبات الرجل، ولا تجد المرأة مكانا تشتكي فيه والشكوى بحد ذاتها يمكن اعتبارها عصياناً، قائلة إن النساء مكممات الأفواه ولا يستطعن المطالبة بحقوقهن، وعندما يشتكين من وضعهن يتم سجنهن، وعندما يغردنّ تضامناً مع النساء الأخريات يتم سجنهن.
وأضافت: "تستطيع النساء الآن قيادة السيارة، لكنهن ما زلن يتعرضن للسجن والتعذيب والتحرش الجنسي، وعلى النساء أن يغلقن أفواههن، ومن الممكن أن تعيش المرأة بمفردها الآن أيضًا، ولكن إذا رفض ولي الأمر وشكا من العصيان، فسيتم سجنها"، قائلة: "إذا أرادت الحكومة الإصلاح حقاً، فإنها ستزيل جوهر نظام ولاية الرجال، وهو قانون العصيان".
وأفادت الهذلول، بأن الرجال يمكنهم إبلاغ الشرطة عن النساء بسبب "العصيان" في أي شيء تقريبًا، وعند القبض عليهن يمكن وضعهن فيما يعرف باسم "دار الرعاية" التي هي في الأساس "سجن"، ولا يجوز للمرأة مغادرتها دون موافقة ولي الأمر الذكر، قائلة: "إذا ولدت المرأة في عائلة يكون فيها ولي الأمر قمعيا، فلا يزال بإمكانه سجنها ويكون له السلطة عليها".
وأشارت إلى أن الخطوط الحمراء بالنسبة للمرأة داخل المملكة ليست واضحة كما كانت من قبل، والنساء كانوا من قبل يعرفن ما كان محرماً أما الآن، فالأمر غامض، مستشهدا بمدربة اللياقة البدنية السعودية المعتقلة مناهل العتيبي، التي أجرت قبل خمس سنوات مقابلة أعربت فيها عن سعادتها بالإصلاحات التي أدخلت على حقوق المرأة.
وأوضحت رئيسة قسم الرصد والمناصرة بالقسط، أن العتيبي بدت أنها توفر المزيد من الخيارات فيما يتعلق بطريقة لباس المرأة، ولكن تم اعتقالها العام الماضي لأنها لم تكن ترتدي العباءة، وبسبب تغريداتها النسوية، وتواجه حاليا أربع تهم تتعلق بمعارضة نظام الولاية ونشر صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهي لا ترتدي العباءة.