بالمخالفة للشريعة الإسلامية وفي كسر جديد للتقاليد والأعراف السعودية وطبيعة المجتمع السعودي المحافظ وفي استمرار لفرض تغييرات على السعوديين، تستعد المملكة لفتح أول متجر لبيع المشروبات الكحولية في العاصمة الرياض، سيقدم خدماته حصريا للدبلوماسيين غير المسلمين -بحسب ما أفاد به مصدر مطلع في حديثه لوكالة رويترز الأميركية-.
وذكرت وثيقة أنه سيتحتم على الزبائن التسجيل عبر تطبيق على الهاتف المحمول للحصول على رمز دخول من وزارة الخارجية السعودية، وسيتعين عليهم أيضا احترام الحصص الشهرية المخصصة لمشترياتهم، موضحة أن موقع المتجر الجديد سيكون في الحي الدبلوماسي بالرياض، حيث توجد سفارات ويقيم دبلوماسيون.
وقال مصدر مطلع إنه من المتوقع أن يفتح المتجر أبوابه خلال الأسابيع المقبلة؛ وتطبق السعودية قوانين صارمة على شرب الكحوليات، وتشمل العقوبات الجلد والغرامات والسجن، وقد يتم ترحيل المغتربين والوافدين لهذا السبب. وفي إطار تعديلات تم استبدال عقوبة الجلد في الغالب بفترات سجن.
وبدورها، أشارت المتحدث باسم حزب التجمع الوطني السعودي المعارض الدكتورة مضاوي الرشيد، إلى أنه حسب وثائق تاريخية كان هناك متجراً صاحبه يهودي يبيع الخمور في الأحساء في أواخر القرن التاسع عشر وجاء التاجر من العراق بعد الحملة العثمانية على المنطقة - وفي عام ٢٠٢٤ يفتتح م ب س -في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان- متجراً لبيع الكحول في العاصمة الرياض.
ومنذ وصول بن سلمان إلى ولاية العهد وهو يروج إلى تفعيل تلك الخطوة ويعمل على إضفاء شرعية على شرب الكحول ويمهد لذلك بشتى الطرق، أبرزها تسريب معلومات للصحف الأجنبية وإدلاء مصادر حكومية ترفض الكشف عن اسمها بتصريحات تهيئ المجتمع السعودي لذلك، إلى جانب تسخير أقلام الكتاب للحث على إباحة الكحوليات، بالإضافة إلى تسريب تفاصيل حفلات مسؤولين بالحكومة كان شرب الكحول حاضرا بها.
وكان موقع ميدل إيست آي البريطاني، قد رصد في أبريل/نيسان 2018 تدوينة للممثل والمصارع دوين جونسون الشهير بـ"ذا روك" الذي التقى بن سلمان قال فيها "لحسن الحظ أحضرت الكحول المفضل لدي أثناء لقائي مع بن سلمان" ثم عدلها إلى "أتطلع لزيارتي الأولى للسعودية وسأكون على يقين بأني سأحضر أرقى أنواع الكحول لمشاركته مع صاحب السمو الملكي وعائلته" وذلك في محاولة لإبعاد الشبهة عن شرب بن سلمان معه.
فيما كشفت صحيفة بلومبرج الأميركية في يونيو/حزيران 2019، عن معلومات تفيد بأن السعودية قد تسعى لتقنين الكحول، فالأجانب الذين يعملون عن قرب مع الجهات الحكومية سمعوا بأن الحكومة تعمل على تراخيص الاستيراد وحديث بأن مدينة الملك عبد الله الإقتصادية تدرس السماح بالكحول.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أجاب مدير العلاقات العامة في شركة البحر الأحمر ستيف باون، على سؤال لصحيفة التليجراف، عن الكيفية التي ستحل بها السعودية سياحيا مسألة "الكحول" و "المثليين"، أجاب بأن هناك خطة لإنشاء منتجع ضخم خاص لذلك الغرض على الساحل بحجم بلجيكا تقريباً.
وقالت صحيفة بلومبرج في ديسمبر/كانون الأول 2021، إن مع تسلل مظاهر عيد الميلاد بهدوء داخل المملكة، لا يزال الكحول محظوراً فيها، لكن هناك شائعات تفيد بأن الحكومة ستجعله يوماً ما قانونياً في بعض أنحاء السعودية، علماً أنه متوفر في السوق السوداء.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها في سبتمبر/أيلول 2022، عن اطلاعها على وثائق التخطيط المؤرخة في يناير/كانون الثاني 2022 تفيد بأن منتجع جزيرة "سندالة" ضمن مشروع نيوم؛ يتوقع أن تُقدم الكحول في بار نبيذ فاخر، وبار كوكتيل منفصل، وباراً للشمبانيا.
وفي مارس/آذار 2020، تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال، عن إقامة محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، في وقت مبكر من يناير/كانون الثاني 2020، حفل عشاء فاخر تضمن شرب الكحول بحرية على متن يخت قبالة سواحل المملكة، وقام بدعوة نجوم من رياضة الجولف، للضغط عليهم بالانضمام لبطولة الجولف السعودية".