وسط تجاهل غير مسبوق لمظالم الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولازالت مستمرة حتى اليوم مخلفة أزمة إنسانية غير مسبوقة، وأكثر من 27 ألف شهيد بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تمد بلدان عربية وخليجية يد العون لإغاثة الكيان المحتل.
الاحتلال الإسرائيلي يعاني من تضرر مصالحه الاقتصادية نتيجة تضيق جماعة الحوثي عليه بالبحر الأحمر وفرضها حصارا بحريا، واستهدافها السفن المتوجهة إليه، آخرها قصف سفينتين الأولى أميركية والثانية بريطانية محققة إصابات مباشرة -بحسب إعلان المتحدث العسكري للحوثي يحيى سريع في 6 فبراير/شباط 2024-.
وأعلن قادة الحوثي تهديدات مباشرة، بمواصلة استهداف السفن الإسرائيلية أو المستأجرة من شركات يملكها إسرائيليون، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حتى انتهاء "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل".
ولتجاوز هجمات الحوثي ضد السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي، أفادت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية وعربية بأنه تم فتح طريق تجاري يبدأ من موانئ الإمارات والبحرين اللاتي طبعن علاقاتهما رسميا مع الكيان في 2020، مرورا بالمملكة السعودية التي تخوض مفاوضات للحاق بقطار المطبعين، ثم الأردن، وصولا إلى ميناء حيفا.
وأفادت تقارير بأن المعبر البري حصل على موافقة وزارة الدفاع والحكومة الإسرائيلية، ويتوقع أن يوفر 80 % من الوقت على الطريق البحري، كما يوفر بديلا أسرع للمرور عبر قناة السويس، ويحقق حلا للمشاكل الأمنية عن طريق البحر، بسعر منافس.
ووفق تقرير لموقع المونيتور الأميركي، تقوم شركة البرمجيات الإسرائيلية الناشئة "ترك نت إنتربرايز"، بإرسال البضائع من الموانئ في الإمارات والبحرين براً عبر السعودية والأردن، إلى "إسرائيل"، ثم إلى أوروبا، فيما ذكرت وكالة بلومبرج، أنه تم إرسال بضائع من الهند والصين ودول آسيوية أخرى على طول هذا الطريق في الأسابيع الأخيرة.
وآثار الإعلان عن ذلك الطريق "الجسر البري" موجة غضب واستياء واسع بين الناشطين على منصة إكس، إذ استنكروا افتتاحه تحت غطاء من السرية، واستخدامه للالتفاف حول عمليات الحوثي في البحر الأحمر، بهدف إدخال البضائع إلى الكيان الإسرائيلي، منددين بمشاركة دول الخليج في توفير دعم مفتوح للاحتلال لقتل وإبادة الفلسطينيين.
ونددوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طريق_العار_البري #الجسر_البري #جسر_بري_لغزه_ليس_للصهاينه، بصمت الأنظمة العربية الحاكمة أمام تجويع أهل غزة والسماح للاحتلال الإسرائيلي بفرض كافة أشكال الحصار على القطاع حتى باتوا يأكلون أكل القطط، بينما يخلقون الحلول لكسر الحصار عن الاحتلال.
ورأى ناشطون أن السماح بافتتاح الجسر البري لإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي وإشباع الإسرائيليين كاشفا عن تخطي حدود التطبيع بين الاحتلال والدول العربية وفاضحا لخيانة القضية الفلسطينية والفلسطينيين، مطالبين بقطع الإمدادات عن العدو وإيقاف القوافل التجارية التي تمر عبر الأراضي العربية في الوقت الذي تمنع المساعدات عن أهل غزة.
وعد الناشط ناصر بن عوض القرني -نجل الداعية السعودي المعتقل في سجون السلطات الدكتور عوض القرني، الطريق الذي يبدأ من أبوظبي مرورًا بالرياض وعمان ليصل وجهته الأخيرة إلى الأراضي المحتلة، طريق مُعبد بالعار!.
وقال إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام سابقاً عماد المبيض: "طعنة كبرى في ظهور إخواننا أهل غزة الذين يدافعون عن شرف المسلمين ومقدساتهم، فبينما هم مرابطون ويأملون أن نحمي ظهورهم إذا بنا نطعنهم من الخلف بإمداد عدوهم بالقوافل التجارية التي تمر عبر أراضينا، ونمنع المساعدات عن أهل غزة!"، مضيفا أن هذه خيانة واضحة يجب على المسلمين إيقافها.
وأكد استاذ العلوم السياسي حسن نافعة، أن عدد من الأنظمة العربية يتحالف فعليا مع "إسرائيل" في حرب الإبادة الجماعية الحالية على الشعب الفلسطيني، بدليل تشغيل الخط التجاري البري الذي يصل الإمارات والبحرين مع إسرائيل عن طريق السعودية والأردن بعد نجاح أنصار الله اليمنيين في إغلاق باب المندب في وجه التجارة الإسرائيلية، معلقا بالقول: "عار عليكم".
وقال الإعلامي جمال ريان: "سيسجل التاريخ أن إسرائيل أثناء ارتكابها إبادة جماعية في غزة راح ضحيتها 30 ألف شهيد سارعت أنظمة التطبيع العربية إلى تفعيل اتفاقية الممر البري بين دبي وتل أبيب لمد إسرائيل بالسلاح والغذاء عوضا عن معبر البحر الأحمر الذي أغلقه اليمن أمام السفن الإسرائيلية تضامنا مع غزة"، مضيفا: "يا العار"
وعد الناشط السياسي الأردني خالد وليد الجهني، الجسر البري إلى الكيان الصهيوني "خيانة وعار"، داعيا إلى مد شعبي أكبر يعيد تصحيح المشهد والمسار ويغير القرار ويمسح العار.
وتبنى نشر دعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطنى إلى مسيرة شعبية مركزية حاشدة أمام معبر الشيخ حسين في الأغوار الشمالية في 9 فبراير/شباط 2024/ انتصارا للصامدين في غزة، ورفضا لجسر العار البري لإنقاذ الصهاينة من الحصار البحري، ومطالبة بجسر بري إغاثي لأهلنا في غزة.
وأوضح الكاتب ووزير خارجية تونس سابقا الدكتور رفيق عبدالسلام، أن خط النقل البحري/البري الذي يمتد بين الهند والإمارات والمملكة العربية السعودية ثم الأردن ومنه إلى "إسرائيل" بات الشريان الحيوي الذي تتنفس منه دولة الاحتلال ويسمح لها بالاستمرار في عدوانها على غزة.
وقال: "لم يطلب أحد من العرب تحريك جيوشهم ودباباتهم لنصرة إخوانهم في غزة المحاصرة، ولا عقد قمم ومؤتمرات ولا شيء، بل كل ما يطلب منهم أن لا يضعوا سلاحهم مع العدو، وأن يكفوا أذاهم وشرهم بحق فلسطين ويتوقفوا عن ضرب المصالح العربية والإسلامية، بل مصالح بلدانهم نفسها"، متسائلا: "أي عبث عربي أكثر من هذا؟".
واستنكر الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني تسيير الحكومات العربية التي وصفها بـ"أنظمة العهر العربي" قافلة شاحنا للكيان الإسرائيلي بينما القتل والجوع والحصار يقتل الفلسطينيين في غزة.
وقال الصحفي جمال يعقوب، إن "عرب التطبيع ينقذون الصهاينة من الجوع بعد أن حاصرهم اليمن".
وأعرب عضو مجلس الشورى اليمني علي حسين البجيري، عن غضبه من مساعدة دول عربية للاحتلال، قائلا: "يتزاحم صهاينة العرب لمساعدة الكيان الصهيوني وأهلنا في غزة يموتون جوعا.. أمام مرى ومسمع صهاينة العرب والعالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكنا، بدل ما يدخلوا صهاينة العرب المساعدات لأهلنا في غزة فعلوا العكس يتسابقون ويفتحوا خط بري لإدخال المواد الغذائية والاستهلاكية للكيان الصهيوني".
وأضاف: "لعنه الله على شيوخ وامراء وملوك تلك الدول التي تتسابق للوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني وتقديم له الولاء والطاعة ومساعدته والوقوف معه في حربه ضد أهلنا وشعبنا في غزة.. ألا لعنه الله عليكم يا حكام الخزي والعار يا صهاينة العرب".
وعد الصحفي اليمني أحمد فوزي، الفيديو المتداول لسير شاحنات وصلت عبر الممر البري، كاشفا للخيانة والخزي والعار للأنظمة العربية، قائلا إن كل ذلك لرفع الحصار عن "اسرائيل" المفروض من القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
وقال الباحث محمد أبو طاقية: "لا عذر لكم اليوم، ها هم يمرون من بين أضلاع صدوركم نحو عدو ينحركم، ويدنس معبدكم وبركة أرضكم ليل نهار"، مضيفا: "ليس فقط لأجل غزة والقدس، بل لأجل كرامة وأخلاق ومستقبل أمة ومنطقة بأكملها، اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين، اغضب فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين".