أخبار

تحذيرات الأنظمة العربية من الاجتياح البري لرفح تثير الغضب.. وناشطون: إسقاط عتب

تاريخ النشر:2024-02-13

ردا على تحفز واستعداد وتهديد ووعيد الاحتلال الإسرائيلي وعزمه على ارتكاب مجزرة كبرى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بحشده لاجتياحها بريا، أصدرت عدة دول عربية وإسلامية بينها السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والأردن ومصر وغيرهم، بيانات شجب وتنديد وتحذير من العواقب الإنسانية الوخيمة للاجتياح وما سيخلفه.
المملكة السعودية حذرت في بيانها الصادر في 10 فبراير/شباط 2024، من تداعيات اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة رفح، واصفةً ذلك بأنه "أمر بالغ الخطورة"، ودعت لانعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً، لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان.
وتعد رفح المنطقة الأخيرة للمدنيين في غزة التي تضم قرابة المليون ونصف المليون مواطن نزحوا من منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي، المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والمتواصل حتى اليوم مخلفات آلاف الشهداء والجرحى وتدمير للبنى التحتية لكامل القطاع بما فيها المستشفيات.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 10 فبراير/شباط 2024، بتعبئة جنود الاحتياط استعدادا لشن عملية برية عسكرية في رفح، وطلب من رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي تعبئة جنود الاحتياط التي تم تسريحها، فيما أصدرت عوائل رفح والنازحون بيانا أكدوا خلاله عدم مغادرتهم المنطقة تحت أي ظرف، وأنهم "قرروا عدم مغادرة رفح.
وأعلنوا اتخاذ القرار بالموت هناك أو العودة لديارهم منتصرين وقد توقفت الحرب، ودعوا باسم كل نازح وباسم أهل رفح، كل قوى العالم للتحرك بقوة للجم العدوان وإيقاف المجازر ومنع كارثة رفح، قائلين: "لن نقبل بالعودة وترك أهل رفح الذين استقبلونا وفتحوا لنا قلوبهم قبل بيوتهم وقاسمونا لقمتهم وملبسهم وشربهم".
وأضافت عوائل رفح والنازحون فيها: "لن نتركهم وحدهم، اتخذنا القرار، ولن يحدث إلا ما قد كتبه الله لنا"، داعين الأحرار في أرض مصر شعبها الأبي الجميل العاشق لفلسطين للتحرك والضغط على حكومتهم لوضع حد ومنع عملية رفح؛ وقالوا: "لن نبرح رفح.. وسنموت شامخين.. إما نصر.. إما شهادة.. النازحين وأهل رفح.. والله أكبر".
وتضامن كتاب وباحثون وصحفيون وناشطون على منصة إكس، مع أهل رفح، معربين عن استيائهم من البيانات الصادرة عن الحكومات العربية المحذرة للاحتلال والمنددة باعتزامه الاجتياح البري لرفح، وعدوها مجرد بيانات صادرة عن ناشطين وليست أنظمة عربية حاكمة معنية باتخاذ مواقف صارمة تردع الاحتلال.
وطالبوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اجتياح_رفح، #رفح_تحت_القصف، وغيرها، بإعلان موقف عربي حازم تجاه ما سوف يحصل في رفح، بدلا من ترقب تنفيذ نتنياهو لتهديده، والآسف على حال النازحين والتحذير من عواقب إنسانية.
ورأوا أن البيانات مقدمة للاجتياح البري وإبراء من الأنظمة الحاكمة للذمة أمام الشعوب وتبرئة للنفس أخلاقيا من كارثة قادمة خاصة وأنهم شركاء في الحصار المفروض على غزة وأيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين سواء بدعم الاحتلال وفتح الأجواء له لمرور طائرات ومؤخرا بفتح طرق برية بديلة له، مؤكدين أن البيانات تعكس خذلان وتآمر غير مسبوق.

موقف فعلي
واستنكر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، توالي بيانات التحذير من أنظمة عربية وإسلامية، بل وغربية من هجوم الغزاة على رفح، قائلا إن البيانات لم تردعهم من قبل، ولن تفعل هذه المرة؛ وأكد أن أنظمة العرب والمسلمين أمام امتحان تاريخي، ولابد من إجراءات حقيقة للجم العدو، وإلا فلعنة التاريخ بانتظار المتخاذلين.
ورأى الرسام ومصمم الكتب أحمد عز العرب، أن لا قيمة لكل البيانات الصادرة عن بعض الدول الغربية والعربية تحذر من عواقب العدوان الإسرائيلي المتوقع على رفح، قائلا إنها "مجرد كلام بلا عمل حقيقي كأنها محاولة للهروب من المسئولية ولو كانت عندهم رغبة جادة في منع الجريمة لفعلوا إجراءات عملية توقف السفاح نتنياهو".
وقال الإعلامي فيصل القاسم: "لا تصديق دموع التماسيح الدولية والعربية والإسلامية المذروفة على غزة، ولا تصدقوا الذين يحذرون من اجتياح منطقة رفح، فكله للاستهلاك الإعلامي والضحك على الذقون"، مضيفا أن "إسرائيل تعرف ماذا تفعل، وهي ماضية في خطتها، والجميع يعرفون إلى أين تتجه الأمور المرسومة منذ زمن بعيد. ونرجو أن نكون مخطئين".

ضوء أخضر
وأعرب المحامي والباحث السياسي صالح أبو عزة، عن استيائه من صدور بيانات عن وزارة الخارجية الأردنية والسعودية والإماراتية، حول التنديد بأي عملية في رفح، ساخرا بالقول إن الأردن نست أن تقول في بيانها "ندين لكن سنستمر في إرسال البندورة"، والسعودية: "ندين لكن سنستمر في التطبيع"، الإمارات: "ندين لكن سنستمر في الخط البري".
وأضاف: "أجد في جانبٍ ما؛ أنّ بيانات بعض الأنظمة العربية حول رفح، هي للضغط على قيادة المقاومة أكثر مما هي على نتنياهو"، محذرا من أن الهرولة في إصدار التحذيرات دون أي فعل عربي سيتبعه مؤكداً، تهويل نفسي على المقاومة في تحميلها عبئ المجزرة في ظل سقوفها التفاوضية العالية.
وقال المذيع التلفزيوني صلاح بن عمر بابقي: "أخشى أن بيانات التنديد والاستنكار العربية لمذبحة وشيكة في رفح، هي مجرد إسقاط عتب"، مؤكدا أن إيقاف المذبحة لا يكون عبر بيانات التنديد وإنما بخطوات عملية واضحة.
وأكد الإعلامي حسام الهمادي، أن البيانات العربية المحذرة للكيان الصهيوني من اجتياح رفح هي في الحقيقة ضوء أخضر له للقيام بذلك لأنه منذ بداية العدوان وبالأخص عند قيامه بمجزرة المعمداني، عرف الكيان أنه لا يمكن أن يوجد رادع لإرهابه في غزة، قائلا: "إذا كان هناك إرادة لإيقاف الإبادة الجماعية فلا خيار آخر غير القيام بتحركات تصعيدية".

عار وخذلان
وأكد مدونون أن عملية اجتياح رفح إن تمت ستكون وصمة عار في جبين الدهر وفي تاريخ العرب.
وتساءل الإعلامي أحمد منصور: "هل تتخيلون حجم الجريمة التاريخية التي يمكن أن تحدث في رفح حالة قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح أو الهجوم عليها في ظل هذا التكدس السكاني الكبير فيها؟"، مؤكدا أن غزة اليوم أمام مفصل تاريخي بين احتلال مدعوم من الجميع لا يردعه شيء، وخزي وخذلان عربي وإسلامي غير مسبوق.
ووصف الصحفي والباحث والكاتب يحيى أبو زكريا اليماني، ما يحدث بأنه خذلان عربي إسلام غير مسبوق في التاريخ بناء على توجيهات أمريكا لهم بعدم التحرك، مؤكدا أن الجيش المصري والأمة العربية لن يتحركوا أبداً، ولن يتحرك إلا من تحرك من بداية طوفان الأقصى، أما بقيه الدول العربية والاسلامية لن تتحرك مهما كانت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وكتب المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز عثمان التويجري: "استمراراً لجرائمها البشعة في غزة، قوات الاحتلال الصهيوني تستعدّ لتنفيذ جريمة حرب أخرى في رفح تستهدف مليون ونصف المليون من الفلسطينيين قتلاً وتهجيراً إلى سيناء.. وصمة عار كبرى في جبين العرب قبل غيرهم".