أخبار

حلف الفضول.. حزب التجمع الوطني يلتقي رموز المعارضة بالخارج بحثاً عن أرضية مشتركة

تاريخ النشر:2024-03-06

في خطوة إيجابية وتخطي للاختلافات ومجابهة للتفرد والاقصاء، أجرى حزب التجمع الوطني لقاءات واجتماعات مع رموز المعارضة والإصلاحيين السعوديين بالخارج، بينهم شخصيات نسائية بارزة، بهدف تقريب وجهات النظر وبحث القضايا السياسية ومناقشة الملفات ذات الاهتمام المشترك وعصف ذهني حول الأزمات التي تشهدها المملكة والمنطقة.

وحرص قادة الحزب خلال اللقاءات التي بدأوها في 5 فبراير/شباط 2024، واستمرت قرابة أسبوع، على زيادة مستوى التشاور بين مختلف أطياف المعارضة بالخارج وتقوية العلاقات وتوسيع دائرة التشاركية السياسية وتقريب وجهات النظر وتحليل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبحث المستجدات وتبادل الرؤى حول مستقبل المملكة.
وصل الأمين العام للحزب الدكتور عبدالله العودة، إلى العاصمة البريطانية لندن في 5 فبراير في أول رحلة دولية له منذ ٧ سنوات، والتقى عقب يومين من وصوله بأبرز رموز المعارضة السعودية بالخارج الدكتور سعد الفقيه، في منزله، رفقة العضو المؤسس للحزب يحيى عسيري، وعضو الحزب عمر عبدالعزيز الزهراني.

وفي اليوم ذاته، التقى العودة وعبدالعزيز بالناشط المعارض ناصر بن عوض القرني، نجل الداعية الدكتور عوض القرني (67 عاما)، المتخصص في الفقه وأصوله، والمعتقل في سجون السلطات السعودية منذ سبتمبر/أيلول 2017 والمهدد بالإعدام بدعوى اتهامه بالتحريض بالإساءة لقادة الدول وتأييد جماعة الإخوان، وغيرها من التهم المعلبة الأخرى.
وعلى هامش اللقاء التقطت صورة تذكارية جمعت العودة وعبدالعزيز والقرني، وعلق عليها الأخير موضحا أن السلطة اعتقلت والده ووالد العودة وتطالب النيابة بإعدامهما، كما اختطفت إخوة عبدالعزيز لإجباره على الصمت، وأكد أن قطار الإصلاح لا يمكن إيقافه، وكل يوم يمضى سيزداد عدد الركاب، مطالبا بالحرية لإخوة عمر والقرني والعودة.
وفي الجولة التالية للقاءات الحزب مع المعارضين بالخارج، التقى العودة رفقة عسيري وعبدالعزيز والقرني وانضم إليهم عضو الحزب عبدالله الجريوي، بالمتحدثة باسم حزب التجمع الدكتورة مضاوي الرشيد، وذلك للمرة الأولى التي يلتقي فيها العودة والرشيد منذ سنوات من العمل والشراكة، ووصفها العودة بأنها "تاريخ من النضال والثقافة والتجربة".
وأشادت الرشيد باللقاء وأثنت على حراك الحزب بالخارج، قائلة: "في الغربة والمنفي يجتمع أعضاء حزب التجمع الوطني مع مجموعة كبيرة من المعارضين القدامى والجدد لا يبالون باختلافات توجهاتهم السياسية لأنهم يؤمنون بأن تحرير السعودية من القمع يحتاج إلى سواعد متباينة ومختلفة تتفق على حتمية التغيير".
وأضافت الرشيد: "مهما تباعدت المسافات الجغرافية إلا أن القضية واحدة"، ووصفت اللقاء بأنه "مناسبة تجمع نخبة جمعها النضال من أجل مستقبل أفضل"، مؤكدة أن شباب حزب التجمع الوطني مثال للأدب والجهد والجدية وتقبل التعددية والأمانة، وشباته شجاعات لا يأبهن بالقيل والقال، بل يعملن بجدية وامانة.
وعقد العودة وعسيري وعبدالعزيز لقاء اجتماعي مع مدير مركز الجزيرة العربية للإعلام محمد العمري، وتبع ذلك جلسة شبابية جمعته وعسيري والجريوي مع الناشطة فوز العتيبي وزوجها أحمد موسى، ووعد الحربي.
والتقى عبدالله العودة وعمر عبدالعزيز بالأمين العام لحزب التجديد الإسلامي محمد المسعري، والباحث سلطان العبدلي.
وفي 9 فبراير/شباط زار العودة وعسيري وعبدالعزيز والجريوي عضو الهيئة القيادية في "لقاء" المعارضة في الجزيرة العربية الدكتور حمزة الحسن، والذي أكد خلال اللقاء على أن الاختلاف بين المعارضين أمر طبيعي، مقدما خبرته في العمل المدني والسياسي وموجها نصائح لسلامة العمل الجمعي بين المعارضة.
وانضم عضو الحزب فهمي الشهابي، للعودة وعسيري والجريوي، خلال زيارتهم لإمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام سابقاً عماد المبيض، الذي تمكن من الخروج من المملكة في مارس/آذار 2023، ونشر فيديو نصح فيه الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، بأنه يتقوا الله في البلد.
واغتنم العودة فرصة تواجده في المملكة المتحدة، وشارك رفقة الشهابي في مسيرة مناهضة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اليوم، خرجت في بيرمينغهام البريطانية، ورفع خلالها المشاركون لافتات تطالب بالحرية لفلسطين، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وارتدوا الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن التضامن والدعم.

وفي 11 فبراير/شباط، زار العودة وعسيري وعبدالعزيز المعارض السياسي غانم الدوسري، الناشط في المجال الحقوقي والسياسي واللاجئ سياسيا في بريطانيا منذ 2003، والمعروف بأفلام الفيديو الساخرة من العائلة السعودية المالكة والحكومة، والتي يقدمها على قناته على اليوتيوب "غانم شو"، ويتابعه الملايين على حساباته بمختلف منصات التواصل الاجتماعي.
واختتم رئيس حزب التجمع وباقي أعضاء الحزب لقاءاتهم مع رموز المعارضة بالخارج بزيارة رئيس منظمة سند الحقوقية الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، في منزله؛ وضم اللقاء استاذ الإعلام السياسي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد، والشيخ عماد المبيض، والمتحدث الرسمي باسم منظمة سند فهد الغويدي.
وعقب اللقاء، نشر الغامدي في تغريدة على حسابه بمنصة إكس صورة تجمعه بضيوفه، وعلق عليها قائلا: "كنت هذه الليلة من أسعد الناس ضيفاً وأشرح صدراً بهذا اللقاء الممتع النافع البهيج! وصدق القائل: لقيا الأحبة طِبٌ يُستطبُّ به وغيثُ لُطفٍ على الأرواح هتانا".
وأشار الأمين العام لحزب التجمع عبدالله العودة، إلى أن الحزب يقيم بهذه اللقاءات شكل من أشكال "حلف الفضول" الذي قال رسول الله ﷺ " لو دعيت به في الإسلام لأجبت"، موضحا أن هذا الحلف لم يلغ الاختلافات ولا القبائل والتيارات المختلفة، ولكنه أقام حد أدنى من المشتركات التي تمكن الجميع من العيش داخل وطن واحد.
وفي محاولة للنيل من تحركات الحزب، شن الذباب الإلكتروني وما يعرفون بـ"الوطنجية" حملة سب وقصف وتشهير وإساءة لرموز الحزب وسخرية من لقاءاتهم، وتقليل من أهميتها واتهامهم بأنهم على ضلال وخوارج وخائنين للوطن ولولي الأمر، ونشروا صور ساخرة تستهزئ بقيادات الحزب.
ورد الأمين العام للحزب على هذه الإساءات بالقول إن "الاستبداد يخاف من أي امتدادات لشعبنا وعلاقات خارج إطار نظامه وشبكة تحكّمه واستبداده"، فيما استنكر العضو المؤسس يحيى عسيري، إساءة الكاتب إبراهيم السليمان، الذي وصف لقاءات الحزب في تغريدة على حسابه بمنصة إكس بأنها "مجلس الخمام غير الموقر".
وأعاد عسيري نشر تغريدة السليمان، معلقا عليها بعرض صورة تجمع رواد الإصلاح بالمملكة الدكتور عبد الله الحامد والدكتور محمد فهد القحطاني والناشط وليد أبو الخير، الحاصلين على جائزة نوبل البديلة في الدفاع عن حقوق الإنسان، قائلا: "مجلسٌ يزينه الأبطال ويقصده الأحرار ويُقدره العقلاء وتخافه الجبناء".
وسخر ناصر القرني، من استنفار الذباب الإلكتروني في هجومه ضد المعارضين بالخارج وتغريده طوال 24 ساعة، وقال "الصراخ على قدر الألم"، مبشرا بنقلة نوعية لمشاريع المعارضة السعودية بالخارج سيكون تأثيرها قوي على الشارع السعودي، خاصة بعد التغلب على صعوبات التنقل التي كانت تدفع المعارضين للتواصل سابقا عبر "زوم والاتصالات".
وأشار إلى أن النظام السعودي يعلم ذلك، ولذلك هو محتقن ويوعز للذباب الإلكتروني بالتغريد طوال الوقت بالسب والشتم والخوض بالأعراض لأنه يعلم أن المرحلة القادمة "سوداء" بالنسبة له.
في المقابل، حظيت لقاءات الحزب بالمعارضين وجها لوجه ومساعيه لتقريب وجهات النظر وبحث الرؤى المختلفة وتجاوز الخلافات بإشادة وثناء واسع، وعدوها مبشرة بمستقبل جديد وتعاون مشترك، وسط تأكيدات على أن الاختلافات بين القوي السياسية من حيث الأيديولوجيات والنهج أمر صحي وطبيعي، لكنه يتطلب توحيد الأهداف والمساعي.

وتتمة لتلك اللقاءات، استأنفت الجولة الثانية في يوم الأثنين 26 فبراير 2024،  وكانت لقاءات مكوكية ومهمة وتحمل العديد من رسائل التفاؤل من كافة أطياف المعارضة الفاعلة لإيجاد بيئة عمل تهدف إلى التنسيق والتعاون المتبادل والمشترك فيما بينهم وجرت النقاشات الجادة وطرح الأسئلة حول العديد من الموضوعات ذات الصلة وأبدت كل الأطراف حماساً للتعاون المشترك، واستمرار النقاشات. 
واستمرت تلك اللقاءات حتى يوم الأحد 3 مارس 2024 الذي عقد فيه مؤتمر مصغر للاتفاق على ما سبق وتمت مناقشته، لوضع آليات العمل وتطبيقها، وكان من ابرز الحضور د. حمزة الحسن والأستاذ غانم الدوسري والأستاذ عمر بن عبدالعزيز الزهراني  والأستاذ يحيى عسيري، والأستاذة فوز العتيبي والأستاذ أحمد الموسى والأستاذة لينا الهذلول و د. عبدالله العودة والأستاذ عبدالله الجريوي والأستاذ موسى الشبيب والأستاذ فهمي الشهابي وأسماء أخرى غير معلنة
والعديد من النشطاء الذين أثروا النقاش بآرائهم النيّرة.