أحيا أعضاء حزب التجمع الوطني ومنظمات حقوقية وناشطون على منصة إكس، الذكرى الرابعة لرحيل رائد الإصلاح المفكر والناشط الحقوقي السعودي الدكتور عبدالله الحامد "الملقب بشيخ الإصلاحيين"، فجر الجمعة 24 أبريل/نيسان 2020، الأول من رمضان 1441، نتيجة الإهمال الطبي إثر تعرضه لجلطة دماغية وتركه لساعات في غيبوبة في زنزانته قبل نقله للمستشفى ووفاته.
عبدالله الحامد "أبو بلال" ولد في 12 يوليو/تموز 1950، وهو مفكر وناشط حقوقي وأكاديمي وأحد مؤسسي لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية "حسم" وأحد الإصلاحيين الثلاثة الذي اعتقلوا في مارس 2004، وحُكم عليه في 9 مارس/آذار 2013 بالسجن 11 سنة في محاكمة حسم، واعتقل يومها.
ودفع الحامد حياته ثمناً لمواقفه وأفكاره، بعدما قاد مسيرة هادفة لإصلاح منظومة الحكم السعودية ودعا لإتاحة المجال للشعب السعودي للمشاركة الشعب في صناعة القرار السياسي، وحمل لواء الدفاع عن الحقوق والحريات، وشارك مع إصلاحيين آخرين في تشكيل تيار الدعوة للإصلاح السياسي الدستوري، وكان أحد المؤسسين الستة لجمعية حقوق الإنسان الأولى السعودية عام 1992.
واعتقل الحامد 6 مرات، أولها في يونيو/حزيران 1993، وآخرها في 9 مارس/آذار 2013، وفي كل مرة كانت توجه له تهم هزلية منها انتقاده مخاطبة الأمراء بلقب "صاحب السمو" وتأييده للنساء في اعتصامهم السلمي، وفي 2013 أصدرت المحكمة الجزائية حكمها في
محاكمة قضية جمعية "حسم" بسجنه 5 سنوات، وإكمال ما بقي من الحكم السابق في قضية الإصلاحيين الآخرين ليكون المجموع 11 عاما، ومنعه من السفر 5 سنوات أخرى.
العضو المؤسس لحزب التجمع يحيى عسيري، كتب: "أربعة أعوام منذ قتل شيخ الإصلاح الدكتور عبدالله الحامد… لا زلنا نبكيك يا حبيبنا، ولا زالوا يظلمونك وينالون منك، ولا زالت تحفزنا كلماتك وتنورنا بصيرتك، وتنقض غزل استبدادهم وتفتت ظلمهم.. شهيد الوطن شهيد الحقوق.. نعدك ومحبيك بأعمال قادمة قريبة ترضي محبيك… انتظروا المفاجآت".
وقال عضو الحزب عبدالله الجريوي: "تمر اليوم الذكرى الرابعة لوفاة الرمز الوطني الراحل د. عبدالله الحامد في زنزانة انفرادية بعد إهمال طبي متعمد، لن ننسى الحامد ولن يُنسى".
وكتبت عضوة الحزب خلود العنزي: "أربعة أعوام مضت على رحيل شيخ الاصلاحيين عبدالله الحامد وكأن الخبر وقع للتو، فقدٌ عظيم، وذكره باقٍ لا يموت، ولم ننسى ولا يمكن لكائن من كان.. أن السلطات السعودية هي السبب في وفاته، ألف رحمة ونور عليك يا شهيد الحرية".
وأشار المحامي طه الحاجي عضو المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إلى أن الحامد أبرز رموز النضال والإصلاح في السعودية، قضى في معتقله السادس بسبب إهمال صحي، وهو ثابت على مبادئه التي لم يكتفِ بتقديم حريته لها، بل قدّم روحه أيضًا، متمنياً الرحمة والسلام لروحه الطاهر.
ووعدت الناشطة أريج السدحان، بألا ينسى رمز الوطن الدكتور عبدالله الحامد الذي توفي في سجون الظلم، مؤكدة أنه سيبقى دائما رمز النضال والحرية.
منظمة القسط لحقوق الإنسان، ذكرت بأن المدافع عن حقوق الإنسان عبدالله الحامد توفي قبل أربع سنوات، أثناء اعتقاله بعد إصابته بجلطة دماغية في السجن نتيجة حرمانه المتعمد والمتكرر من العلاج الصحي الضروري، مؤكدة أنه دفع كل عمره في سبيل مشروعه الإصلاحي، وتلقى جائزة رايت لايفليهود لعام 2018 مع آخرين تقديرًا لما قدموه من جهود حالمة وشجاعة.
وذكرت المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بقول المناضل والمدافع عن حقوق الإنسان الحامد "لقد هاجم الطّاغية الكلمة وأصحابها، كما يهاجم وحشًا كاسرًا، أو جيشًا غازيًا، لما لها من قوّة"، لافتة إلى مرور ٤ سنوات على وفاته بالسجن، بعد سلسلة من الإهمال الطبي واعتقالٍ ممتد بسبب نشاطه الحقوقي ومطالبه بالإصلاح.