قال العضو المؤسس لحزب التجمع يحيى عسيري، أن المصاعب والتحديات تمتحن صدق الادعاءات، والشجاع ليس من يتحرك في المساحة المسموحة، هو من يأخذ المخاطرة، داعياً من يرتفع صوته لنقد الظلم البعيد عنه، ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة عن الظلم الذي حوله، ألا يُزايد على الآخرين، ولا يعد نفسه شجاعًا.
وذكر في سلسلة تغريدات دونها على حسابه بمنصة x، في 19 مايو/أيار 2024، بأن كثير من الناس دافعوا في أيام الربيع العربي (2010-2011) عن الحريات وترفعوا عن الكراهية وخطاب الاستبداد وسمت أخلاقهم، ولكنهم سقطوا سقوطًا مدويًا بعدما اشتد القمع، ولم يصمدوا.
ولفت عسيري إلى أن الكثير من الأوربيين والأمريكان دافعوا عن الحرية في البلدان "المسلمة"، ولكنهم سقطوا سقوطًا مدويًا عندما صار الأمر متعلقًا بالاحتلال الإسرائيلي، الذي تدعم كثير من قوانين بلادهم إجرامه، قائلا إن المصاعب والتحديات تمتحن صدق الادعاءات.
وأضاف أن الحدث الأخير في الكويت -في إشارة إلى إعلان أمير الكويت الأحمد الجابر الصباح، حل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد على 4 سنوات- غير طريقة الخطاب في الساحة الكويتية بشكل درامي، قائلا: "نعلم الخوف له دور، لكن الأصوات المرتفعة ليست شجاعة عندما يكون مسموحًا لها أن ترتفع".
واستدل عسيري، على ذلك، بالنموذج المصري، مشيرا إلى أن العضلات الإعلامية فتلت جلدًا في الرئيس الشرعي السابق محمد مرسي رحمه الله، والإخوان المسلمين لأنه كان مسموح إبان فترة حكمه، بعكس ما يحدث مع رئيس النظام الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي خفت في عهده كثير منها وانقلب كثير، بينما صمد كثير أيضًا.
واستحضر أيضا النموذج السوري، مؤكدا أن ليس كل من يقاوم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بطل وشجاع، بعضهم خرج من عباءة مستبد في عباءة أسوأ، وإلا كيف تفهم شتيمة بشار وتمجيد حكام السعودية مثلًا، الذين باعوا كل شيء ولم يبقوا شيئًا يُستأمنون عليه.