حذر العضو المؤسس لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، من ارتفاع وتيرة الطائفية والنفخ فيها لمصالح سياسية ولتفرقة الناس وإشغالهم عن حقوقهم، معرباً عن رفضه وتحفظة على دعاوى تقارب الأديان ونصح بالتقبل والتعايش.
وقال في تغريدة مطولة دونها على حسابه بمنصة x، في 16 يوليو/تموز 2024، إن فكرة "تقارب الأديان" فكرة سخيفة غير قابلة للتطبيق، والواجب هو التعايش، التقبل، والبحث عن مشتركات إنسانية، وليس أن يجامل كل طرف الآخر بالتنازل عن شيء من معتقده، بل تعايش مع حفاظ كل طرف على معتقده.
وأضاف عسيري، أن السخرية من أديان الناس ومعتقداتهم محرم شرعًا لكل المسلمين، وتجاوز حقوقي على حرية المعتقد، دينيًا، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى في الآية 108 من سورة الأنعام: ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
وتابع: "هذا مع المشركين، فما بالك بغيرهم، لا تسب فيسبوا، كل أُمة زُين لهم عملهم، الله وحده الذي إليه المرد وهو وحده لا أنتم من ينبئ الناس بما كانوا يعملون، هذا ليس لكم دينيًا، وأما حقوقيًا: احترموا معتقدات الناس، وبحرية المعتقد نكفل حقوق محفوظة ومحترمة".
وأكد عسيري: مهما بحثتم عن "معتدلين" سنة أو شيعة لمجاملة الطرف الآخر، فهؤلاء "المعتدلون" لديهم القدرة على الانقلاب والتكفير في حال الغضب أو تغير المصالح أو غيرها، وتبقون في دائرة الخوف من التكفير وتجريمه والبحث عن "معتدلين".
ونصح بتجنب حشر التحليل العقدي في كل شيء، قائلا: "كم من الطغاة يشبهونكم في المعتقد، وكم من النبلاء تختلفون معهم في عقائدهم، تعاملوا مع الناس بالحسنى، والذين لم يعتدوا فلا ينهاكم الله عنهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم وتكفلوا لهم حقوقهم، ومن اعتدى وظلم وإن كان من دينك ومعتقدك فأنت منهي عن موالاته".
وأكد عسيري، أن التكفير ليس المشكلة، وإنما هو من حرية التعبير عن الرأي، قائلا: "أنت عندما تسافر إلى أوروبا أو أمريكا أو بلد يكفل حرية المعتقد، فإنك قد تخالط أصدقاء عمل، جيران، أصحاب، وغيرهم من معتقدات مختلفة، دون أن تهتم إطلاقًا بمعتقداتهم الدينية، ستتعاون مع جارك في مشروع لمطالبة البلدية بإنارة الشارع، ورصف الممرات، وتنظيم الحي، وتنتخب من يخدمك، وأن كان في معتقدك أنهم كفار، ولكنك وجدت نقاط التقاء معهم.
وأوضح أن ضرر التكفير في حياة الناس لا يحضر إلا بحضور ما يرفقه معه البعض من استحلال للدم والمال، مؤكدا أن هذا هو الخطر، وأن استحلال مال أو دم أو عرض المختلف هو الإشكال، وإن كان تكفير وتعايش وسلام فلا بأس، أما التعدي فهو المشكلة بتكفير أو بدون.
وتساءل عسيري: "من يرى أن المختلف سياسيًا يستحق القتل، أو السجن، أو التعذيب، وهو علماني أو ملحد، فما فرقه عن المتطرف الديني الذي يربط التكفير باستحلال للحقوق؟"، قائلا إن كلهم يشكلون خطر على سلم المجتمع، وكلهم يقاتلون المختلف، المتدين فقط برر ذلك بالتكفير".
أود أن أقول شيئًا بما أن وتيرة الطائفية مرتفعة هذه الأيام وهناك من ينفخ فيها لمصالح سياسية ولتفرقة الناس وإشغالهم عن حقوقهم…
1- التكفير ليس المشكلة، التكفير من حرية التعبير عن الرأي، وسأشرح (لاترد قبل أن تقرأ وتفهم)…
2- فكرة "تقارب الأديان" فكرة سخيفة غير قابلة للتطبيق،…— Yahya Assiri يحيى عسيري #NAAS 🇵🇸 free Palestine (@abo1fares) July 16, 2024