برهاناً على تفشي البطالة بالسعودية بعكس ما تدعيه السلطات، وفي تكرار لسيناريو الفوضى والتلاعب بالباحثين عن فرص عمل ومعاملتهم بطريقة مهينة وفشل تنظيم مقابلاتهم، أخفقت وزارة الشؤون الإسلامية في ترتيب لقاءات مع المتقدمين للحصول على الوظائف الشاغرة التي أعلنت عنها وتم إشعارهم بالقبول المبدئي، وذلك بفرع الوزارة بالرياض.

وتداول ناشطون على منصة x، عبر مشاركتهم في وسمي #وظائف_الشؤون الإسلامية، #وزارة_الشؤون_الإسلامية، صور ومقاطع فيديو توثق تزاحم وتكدس مئات الشباب وانتظارهم ساعات طويلة تحت درجة حرارة مرتفعة ترقبا لمقابلاتهم، مشيرين إلى أن كثير من الشباب تلقوا رسائل تفيد بتأجيل مقابلاتهم إلى أجل غير مسمى بعد انتظار طويل.

وفي بيان صحفي صدر في 30 سبتمبر/أيلول 2024، حملت وزارة الشؤون الإسلامية هذه الفوضى إلى المتقدمين للوظائف، حيث دعت الذين تم إشعارهم بالقبول المبدئي إلى الالتزام بالمواعيد المبلغة لهم عبر هواتفهم وفق الجدول الزمني.

#بيان_صحفي |

إشارة إلى ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي عما صاحب إجراءات مقابلات اللجان المعنية بالوظائف في أحد مقرات اللجان المعدة من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض يوم الأحد ٢٦ / ٣ / ١٤٤٦هـ، فقد وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ… pic.twitter.com/AHlhSrLRnb— وزارة الشؤون الإسلامية 🇸🇦 (@Saudi_Moia) September 29, 2024

وقالت: "إشارة إلى ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي عما صاحب إجراءات مقابلات اللجان المعنية بالوظائف في أحد مقرات اللجان المعدة من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض يوم الأحد ٢٦ / ٣ / ١٤٤٦هـ، فقد وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على ملابسات حصول الازدحام في أحد المقرات المعدة لاستقبال المتقدمين للوظائف بمدينة الرياض".

وعلق عضو حزب التجمع الوطني ناصر العربي، قائلا إن هذا هو واقع وحال البلد، معظم الشباب وخريجي الجامعات يبحثون عن فرصة عمل مناسبة، في الوقت الذي تستهتر الدولة بمطالب الشباب وتأمين حياة اقتصادية ومهنية واقعيه تتجه إلى تبذير المال العام دون رقيب أو حسيب.

هذا هو واقع وحال البلد، معظم الشباب وخريجي الجامعات يبحثون عن فرصة عمل مناسبة. في الوقت الذي تستهتر الدولة بمطالب الشباب وتأمين حياة اقتصادية ومهنية واقعيه تتجه إلى تبذير المال العام دون رقيب أو حسيب. https://t.co/eypS74QpIp— ناصر العربي (@AlarabyNasser) September 30, 2024

وعرض أحد المغردين، مقطع فيديو يوثق تكدس مئات الشباب المتقدمين لشغل وظائف في وزارة الشؤون الإسلامية بفرع الرياض انتظارا لدورهم في المقابلة، معلقا بالقول: "يا ساتر هذا كله ونسبة البطالة 7% أجل كيف لو كانت أكثر؟".

يا ساتر هذا كله و نسبة البطالة 7% اجل كيف لو كانت اكثر؟#وظايف_الشؤون_الإسلامية pic.twitter.com/NJMMtK8Zj6— NmR (@NmRak2) September 30, 2024

ونشر المغرد أبو نورة ويبدو أنه كان أحد المتقدمين للحصول على الوظيفة بالوزارة مقطع فيديو آخر يوثق جلوس مئات الشباب على الأرض ترقبا لدورهم، قائلا: "من كل فج عيق جاييني لهذه المقابلة وأخرتها نطلع بدون أي فايدة حسبي على من كان السبب".

من كل فج عيق جاييني لهذه المقابلة وأخرتها نطلع بدون اي فايدة حسبي على من كان السبب #وظايف_الشؤون_الإسلامية pic.twitter.com/N2PO07hSYW— أبونورة (@bdrann150) September 29, 2024.              

وبث عويد المجلد، مقطع فيديو من زاوية أخرى، موضحا أن من تم تصويرهم أكثر من 500 شخص غير من لم تظهرهم الكاميرا، مؤكدا أن الحضور كان بالآلف وجميعهم وصلتهم رسالة بالموعد وبالنهاية تم الاعتذار والتأجيل حتى إشعار آخر بسبب الزحمة، وتساءل: "ليش تأجل مقابلات يوم الأربعاء للعنصر النسائي!؟".

الي في التصوير اكثر من 500 شخص من غير الي ما أظهرتهم الكاميرة ، @Saudi_Moia
الحضور اليوم بالالف كلهم جتهم رسالة موعد وبالنهاية تم الاعتذار والتأجيل حتى أشعار أخر بسبب الزحمة
طيب ليش تأجل مقابلات يؤمّ الآربعاء للعنصر النسائي !؟@Dr_Abdullatif_a

#وظائف_الشؤون_الاسلامية pic.twitter.com/dcmuanxdcf— عويد المجلد (@femmmmt) September 29, 2024

يشار إلى أن شباب سعوديين سبق وتعرضوا للتعامل بطريفة مهينة أثناء محاولتهم التقديم على الوظائف بمعرض التوظيف الذي أقيم بالجافورة في المنطقة الشرقية بإشراف شركة ارامكو وشركة سامسونج وتم إيقافه في أبريل/نيسان 2024، وتداول الشباب حينها صور ومقاطع فيديو تظهر طول طابور الشباب تحت أشعة الشمس وتزاحمهم للتقدم للوظيفة.

واستنكر أعضاء بحزب التجمع الوطني ما تعرض له الشباب، وعدوا ضخامة أعدادهم وطول طابور المتقدمين للوظائف المعلنة دليل دامغ على ارتفاع نسب البطالة بالمملكة بخلاف ما تروج له السلطات السعودية بشأن انخفاض معدلاتها وتراجعها والاقتراب من مستهدفات الحكومة وزيادة توليد الوظائف.