في الوقت الذي يتجهز فيه الاحتلال الإسرائيلي وجيشه لضرب إيران بعد الهجوم الصاروخي الانتقامي الذي نفذته الأخيرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024، وتدعمه أميركا بكافة الطرق والوسائل الممكنة وتوفر له حماية عسكرية وتمده بمنظومة دفاع جوي، أبلغت عدة دول خليجية واشنطن وطهران بأنها لن تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب إيران.
شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن السعودية والإمارات وقطر أبلغت الولايات المتحدة وإيران أنها لن تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب إيران، كما نقلت عن مسؤول أردني قوله، إن بلاده ستحمي مجاله الجوي من أي اقتحام غير مصرح به، بغض النظر عن المصدر.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن إيران حذرت حلفاء الولايات المتحدة، وطلبت منهم عدم مساعدة إسرائيل على ضرب الأراضي الإيرانية، وإلا كان الدور التالي عليها، وهددت عبر قنوات دبلوماسية سرية، بمهاجمة المنشآت النفطية لدول الخليج وحلفاء أميركا الآخرين بالشرق الأوسط لو فتحت أجواءها أو أراضيها لهجوم إسرائيلي ضد إيران، بحسب مسؤولين عرب.
وأوضحت أن الدول التي هدّدتها إيران تشمل الأردن والإمارات وقطر والسعودية، ولدى كل واحدة قوات وقواعد عسكرية أميركية، وأخبرت هذه الدول إدارة بايدن أنها لا تريد أن تتعرّض بناها التحتية والنفطية للتدمير.
وكانت وسائل إعلام ذكرت في وقت سابق، أن دولًا خليجية تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لمنع الاحتلال الإسرائيلي من استهداف منشآت النفط الإيرانية، خوفًا من أن تتعرض منشآتها النفطية للهجمات من جماعات مرتبطة بإيران إذا تصاعد النزاع.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن دولًا مثل السعودية والإمارات وقطر قد أكدت لواشنطن رفضها السماح للاحتلال بالتحليق في مجالها الجوي خلال أي هجوم على إيران.
والأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من شن الاحتلال الإسرائيلي أي هجوم على بلاده بعد القصف الصاروخي الإيراني على "إسرائيل" قبل أيام، مشيرا إلى أن صواريخ إيران "يمكنها الوصول إلى كل أهدافها".
وقال عراقجي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإيرانية طهران، إن "أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيتبعه ردّا"، محذرا الاحتلال الإسرائيلي من شن أي هجمات على إيران.
وأضاف أن "الإسرائيليين يعلمون أن صواريخنا يمكنها الوصول إلى كل أهدافها.. وعلى الكيان الصهيوني ألا يعبث مع قدراتنا"، مشددا على أن "إيران ستقف خلف المقاومة بكل ما أوتيت من قوة وينبغي لأحد ألا يشك في ذلك".
وأشار إلى أن "المقاومة شهدت خلال السنوات الماضية منعطفات كثيرة، لكنها استمرت في طريقها أكثر فأكثر مقاومة في كل مرة"، متوجها بالحديث إلى الكيان المحتل، قائلا: "وننصح الكيان الصهيوني بعدم اختبار إرادة إيران"، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وشدد عراقجي، على أن "الحكومة الإيرانية ثابتة على دعمها لمحور المقاومة حتى تحقيق النصر"، مؤكدا أن "معركة طوفان الأقصى أكدت أن الشعب الفلسطيني سيتمكن من تقرير مصيره".
وفي 12 أكتوبر، نقلت محطة "إن بي سي" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم؛ إن "إسرائيل ضيقت خياراتها للرد على إيران بضرب أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة، مضيفة أنّه لا مؤشرات على أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية إيرانية، أو تقوم بعمليات اغتيال".
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست الأميركية؛ إن الرد على إيران لا يزال قيد التخطيط، وأن التأخر في الرد يأتي وسط مشاورات مستمرة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، موضحا أن مجلس الوزراء الأمني يمكن أن يجتمع عبر الهاتف للتصويت في أي وقت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم؛ إن "الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد حربا مباشرة مع إيران".
ومساء اليوم ذاته، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الولايات المتحدة ستنشر في دولة الاحتلال منظومة "ثاد" (THAAD) المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.