أكد العضو المؤسس في حزب التجمع الوطني يحيى عسيري، أن القدس وفلسطين في قلب وضمير ووجدان الشعب السعودي، والقضية الفلسطينية من أهم القضايا التي لا يمكن أن يتنازل عنها، مشيرا إلى أن التطبيع السعودي مع الاحتلال الإسرائيلي أصبح من الماضي وبات الحديث عنه أكثر صعوبة من أي وقت مضى، وتمنى أن يصبح الاحتلال كله أيضا من الماضي.
وأرجع خلاله حديثه مع الإعلامي محمد جمال هلال، في حلقة بودكاست الطريق في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بصفته سياسي وحقوقي سعودي في بلاد المهجر، السبب في تراجع مساعي التطبيع السعودي الإسرائيلي إلى التدافع مع السلطة، مذكرا بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والفائز برئاسة أميركا 2025، كان لديه مشروع تفتيت وتقسيم المنطقة.
ولفت عسيري إلى أن العالم العربي والسعودية انخرطوا في مشروع ترامب، لكن الآن هناك تراجع في هذه المشاريع بسبب طوفان الأقصى الذي انطلق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما يحصل من إجرام الاحتلال، محذرا من أن التطبيع خطر قائم يجب مقاومته والاستمرار في الدفاع أو التدافع لوقف الهرولة نحوه.
وأوضح أن التطبيع جعل العلاقة مع هذا الاحتلال بشكل طبيعي والتعامل معه بشكل طبيعي سواء فتح السفارات، أما إعلان التطبيع فهو الخطوة الأخيرة في إجراءات التطبيع أما ما قبل ذلك من اجتماعات وعلاقات وتداول فهذا الأمر قائم، مشيرا إلى وجود قضايا في المحاكم ضد السلطات السعودية وضد شركات إسرائيلية مثل بيغاسوس.
ولفت عسيري إلى وجود تعاون بين الاحتلال والسلطات السعودية يتم بموجبها اختراق المعارضين بالخارج والتجسس عليهم ومتابعتهم من خلال شركات إسرائيلية لصالح السلطات السعودية.
ورصدا من بين أوجه التطبيع السعودي الإسرائيلي تبني الإعلام السعودي ورموز السلطة السعودية واتباعها من مسلوبي الإرادة لا يعبرون عن رأيهم ولا عن الرأي الشارع و يدورون في فلك السلطات للخطاب الصهيوني، وتبنيهم له في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام سواء بحفاوتهم بمقتل بعض القادة أو بتبني رواية الاحتلال بأن هؤلاء مقاومة الفنادق والخنادق ومثل هذه السرديات التي يرددها الاحتلال.
وأشار عسيري، إلى أن ترديد هؤلاء عبارات مثل أن حماس مثلا أو المقاومة هي من ورط الشعب الفلسطيني وتبني قصة أن الأحداث في فلسطين حاليا بكل إجرامها وقبحها بدأت في 7 أكتوبر، مؤكدا أن هذه الأحداث بدأت قبل 76 عام وقبل ذلك بعصابات الهجانه وغيرها الذين كانوا يقتلون الناس ويدخلون عليهم في قراهم ويقومون بالمجازر.
وأكد أن 7 أكتوبر كان ردا على ما قبله وفي تلك الأثناء تحديدا كان هناك محاولة لتهويد الشيخ جراح والقدس وكان هناك قضم للأراضي وكان الاحتلال مستمر في جرائمه وكان مسلسل التطبيع مستمرا، قائلا إن الإعلام السعودي يدور في فلك السلطة التي تسمح له بتبنى هذه الرواية الصهيونية.
وعن إساءة بعض السعوديين للمقاومة الفلسطينية وإعرابهم عن الموافقة على التطبيع، قال عسيري، إن السلطات السعودية تملك الكثير من المال الذي تستطيع به التلاعب في السردية وما يقوله الناس، جازما بأن الوقوف مع الربيع العربي ومع الحقوق والحريات ضمن قضايانا المحقة وأولها القضية الفلسطينية.
وقال إن الغالبية العظمى الساحقة من الشعب السعودي مع هذه القضايا وهذا نراه في رده فعلهم بكل بيان نصدره عن فلسطين بكل تصريح نقوله عن فلسطين، مضيفا: "قد يتقسم الشعب في بعض القضايا قد يختلفون معنا في بعض القضايا لكنه عندما يأتي على موضوع فلسطين فإنها محل إجماع بشكل كبير جدا".
وأوضح أن الصحف السعودية كعكاظ والشرق الأوسط والعربية وبعض الوجهاء كعبد اللطيف آل شيخ وغيره من الكتاب هم صناعة السلطه، قائلا: "نحن لا نملك إعلاما مستقلا ولا يملك أحد قول كلمته بعيدا عن القضية الفلسطينية.
واستدل عسيري، على ذلك بأن كل من عزا من وفاة العضو المؤسس لجمعية حسم الدكتور عبد الحامد رمز الإصلاح بالسعودية بعد مقتله داخل السجن تم اعتقالهم، مؤكدا أن المواطن السعودي لا يملك قول كلمة حرة على الإطلاق وكل ما يلفظه من قول لديه رقيب عتيد من أزلام السلطه ومن أتباع النظام القمعي والوحشي.