أخبار

بسبب انتقاده بن سلمان.. السعودية تضغط على مواطن للتخلي عن جنسيته الأميركية

تاريخ النشر:2025-01-07

قالت وكالة أسوشيتد برس الأميركية إن المملكة العربية السعودية أجبرت مواطنا متقاعدا من فلوريدا على محاولة التخلي عن  جنسيته الأميركية بعد سجنه بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد ولي عهد المملكة، وفقا لابن الرجل.
ونقلت في تقرير نشرته في 7 يناير/كانون الثاني 2025، عن منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قولها إن المتقاعد سعد الماضي (74 عاما) هو واحد من أربعة على الأقل يحملون الجنسيتين السعودية والأميركية يتهمون حكومة ولي العهد محمد بن سلمان، بالضغط عليهم للتخلي عن جنسيتهم الأميركية.
وقالت الوكالة إن هذا التكتيك المزعوم من قبل شريك استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة، والذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، يتبع جهودًا مماثلة لإسكات حتى الانتقادات الخفيفة، بما في ذلك التهديد بالسجن وحظر الخروج مثل ذلك الذي منع الماضي من العودة إلى الولايات المتحدة بعد إطلاق سراحه بعد أكثر من عام في سجن سعودي.

وقال إبراهيم الماضي عن والده: "هناك أمراء سعوديون يأتون إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية روتينية، فلماذا لا يستطيع المواطن الأميركي العودة إلى وطنه من أجل صحته؟".
وأضاف في مقابلة أجريت معه من واشنطن: "كل هذا لأننا لا نريد إزعاج مشاعر حليفنا.. لو كانت روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية، لكان قد تم إعلان اعتقاله ظلماً منذ أشهر".
وأوضحت الوكالة أن السفارة السعودية في واشنطن تلقت طلبا للتعليق على هذه المزاعم، لكنها لم ترد عليه، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية لا تعترف بالجنسية المزدوجة، وترفض بانتظام الانتقادات الموجهة إلى أفعالها، قائلة إنها جزء من حملة مستمرة منذ سنوات ضد الفساد والإرهاب وغير ذلك من التهديدات الأمنية.

وحذرت أسوشيتد برس، من أن محنة الشيخ الماضي وآخرين قد تؤدي إلى تعقيد الجهود الأميركية الرامية إلى طي صفحة التوترات الناجمة عن مقتل كاتب عمود واشنطن بوست جمال خاشقجي في عام 2018 .
وذكرت بأن الرئيس الأميركي جو بايدن، تعهد في حملته الانتخابية لعام 2020 بجعل أفراد العائلة المالكة السعودية منبوذين بعد أن خلص مسؤولون استخباراتيون أميركيون إلى أن ولي العهد أذن بقتل الصحفي المقيم في الولايات المتحدة داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ونفى الأمير أي تورط له في الأمر.
وأشارت الوكالة، إلى أن بايدن خفف من انتقاداته لولي العهد، بمجرد توليه منصبه ومواجهته لارتفاع أسعار البنزين الذي ألحق ضررا دائما بدعم الديمقراطيين، مذكرة يأن الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في 2022، واجه بن سلمان بقبضة يده .
ولفتت إلى أن من المتوقع أن تشهد العلاقات السعودية الأميركية مزيدا من الدفء في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تربط إمبراطوريته العقارية وعائلته تعاملات تجارية واسعة النطاق مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

وأوضحت الوكالة، أن الماضي كان مدير مشروع متقاعد هاجر إلى الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، وقد اعتُقل في السعودية في 2021، عندما وصل في زيارة مخططة لمدة أسبوعين لرؤية عائلته. 
وأشارت إلى أن الماضي واجهه المسؤولين السعوديين بتغريدات نشرها على مدار السنوات العديدة الماضية في الولايات المتحدة، بما في ذلك تغريدة عن مقتل خاشقجي وأخرى عن توطيد ولي العهد لسلطته.
وأفادت الوكالة، بأن الماضي حُكِم عليه سريعًا بالسجن لأكثر من 19 عامًا بتهم تتعلق بالإرهاب نابعة من تغريداته، وأطلقت المملكة سراحه بعد أكثر من عام، لكنها فرضت عليه حظرًا على الخروج يمنعه من العودة إلى منزله في بوكا راتون بالقرب من ميامي.

ونقلت عن نجل الماضي، قوله إن والده تلقى بعد أشهر من إطلاق سراحه مكالمات هاتفية تهديدية من رجال عملاء لجهاز المخابرات المخيف، الذي تتمثل مهمته في استئصال التهديدات لحكام المملكة، ثم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استدعوه إلى فيلا في الرياض، حيث وعدوه برفع حظر الخروج إذا تخلى عن جنسيته الأميركية.

كما نقلت الوكالة الأميركية، عن نجل الماضي، قوله إن والده شعر بالعجز، فوقع على وثيقة واتبع التعليمات لمحاولة إعادة جواز سفره الأميركي إلى السفارة الأميركية.

وأشارت إلى أن بموجب القانون، يتعين على الأميركيين الراغبين في التخلي عن جنسيتهم أن يتبعوا عملية طويلة، ويتعين على المسؤولين الأميركيين أن يعتبروا أفعالهم طوعية، لكن وزارة الخارجية قالت إن هذا لم يحدث في حالة الماضي، مضيفة أنه يظل مواطناً أميركياً ويتلقى الدعم القنصلي.
ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الوزارة قولها إن "الوزارة ستواصل الدفاع عن السيد الماضي لدى الحكومة السعودية وتأمل أن يتمكن قريبا من الانضمام إلى عائلته في الولايات المتحدة".

وأشارت إلى قول عبد الله العوض، المدير الأول في مركز الشرق الأوسط للديمقراطية وهي منظمة حقوقية مقرها واشنطن، إنه يعرف ثلاثة مواطنين آخرين يحملون الجنسيتين الأميركية والسعودية قالوا إنهم تعرضوا للضغط للتخلي عن جنسيتهم الأميركية، مضيفا أنهم ليسوا ناشطين أو منتقدين صريحين للحكومة السعودية.

وقال العوض إن قضية الماضي تبدو الأكثر فظاعة: "إنهم يفرضونه بطريقة ما".

وكتبت مجموعة من الناشطين إلى إدارة بايدن في ديسمبر/كانون الأول 2024 تطلب منها بذل جهد أخير من أجل "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الأميركيين والمقيمين في الولايات المتحدة وأقاربهم المقربين المسجونين في المملكة العربية السعودية أو الممنوعين من السفر، فيما يقول الناشطين إنها محاولات لإسكاتهم.
ومن بين الممنوعات من المغادرة عزيزة اليوسف، وهي حاملة البطاقة الخضراء الأمريكية وأستاذة متقاعدة كانت من بين العديد من الناشطين الذين سجنوا في عام 2018 - وأفرج عنهم لاحقًا - بسبب المظاهرات السلمية والعرائض للسماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة.

ورأت الوكالة، أن من غير الواضح كيف ستؤثر رئاسة ترامب على التعامل مع مثل هذه القضايا، مشيرة إلى أن علاقاته مع القادة السعوديين عميقة.

ولفتت إلى أن منظمة ترامب كشفت في الشهر الماضي عن خطط لبناء برج سكني فاخر في مدينة جدة الساحلية، كما تلقت شركة استثمارية خاصة يسيطر عليها صهر ترامب ومستشار البيت الأبيض السابق جاريد كوشنر استثمارًا بقيمة 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية الذي يسيطر عليه ولي العهد.
وألمحت الوكالة، إلى أن ترامب شوهد بعد أسبوعين من الانتخابات الأميركية، رفقة الملياردير إيلون ماسك يجلسان إلى جانب رئيس صندوق الثروة السيادية في إحدى مباريات UFC في حديقة ماديسون سكوير في مدينة نيويورك.
وذكرت بأن المملكة العربية السعودية تُعد الجائزة الأكثر رواجًا في إطار الجهود الأميركية لدفع الدول العربية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم - وهو إنجاز بارز في السياسة الخارجية خلال رئاسة ترامب الأولى - وإنهاء حرب حليفة الولايات المتحدة ضد حماس في غزة.
وأكدت الوكالة، أن حظر السفر المفروض على الماضي في المملكة العربية السعودية، والممارسات المماثلة التي تمارسها الصين ضد المواطنين مزدوجي الجنسية، لا تهدف إلى انتزاع تنازلات في السياسة الخارجية من الولايات المتحدة بقدر ما تهدف إلى الاعتقالات التعسفية من قبل خصوم مثل إيران وروسيا وفنزويلا. ولكنها قد تلحق الضرر بالعلاقات.

ونقلت عن ميكي بيرجمان، الرئيس التنفيذي لمنظمة جلوبال ريتش التي تعمل على تأمين إطلاق سراح الأميركيين المسجونين في الخارج، قوله: "من منظور السياسة، من المعقد للغاية بالنسبة للولايات المتحدة أن تتصرف عندما يتعلق الأمر بحليف".

وأكدت الوكالة الأميركية، أن هذا لا يهم ابن الماضي كثيراً، ففي شهر مارس/آذار 2024، أرسل رسائل إلكترونية إلى عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية، بما في ذلك المسؤول القنصلي الذي التقى به والده في الرياض، يشكو فيها مما اعتبره افتقاراً إلى التحرك الأميركي لتأمين حرية والده.
وأوضحت أن ابن الماضي، كتب في رسالة بالبريد الإلكتروني قدمها لوكالة أسوشيتد برس: "لا يمكننا الاستمرار في الانتظار بينما السفينة تغرق"، مشيرة إلى أنه قرر الظهور علنًا بعد أن أمضى ليلة رأس السنة الرابعة منفصلاً عن والده.

وأفادت بأن ابن الماضي قال: "لا أستطيع وصف ما حدث بالكلمات.. كنت أركز على تطوير حياتي، وما زلت في الثامنة والعشرين من عمري.. ولكن الآن كل ما أفكر فيه هو ما يجب أن أفعله، وكيف أتصرف، وماذا أقول، وما لا يجب أن أقوله، لضمان إطلاق سراح والدي"، لافتة إلى أنه أوقف مسيرته المالية وانتقل إلى واشنطن للدفاع عن والده.