أخبار

الروائي عبدالله ثابت: محمد زايد الألمعي كان مفكراً رحباً وفريداً

تاريخ النشر:2025-01-30

رثا الشاعر والروائي السعودي عبدالله ثابت، الشاعر محمد زايد الألمعي، الذي توفي في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بقوله عنه إنه على عكس معظم آل زمنه، ومن كانوا قبله وحتى من بعده - كان منفتحاً بوعي متقدم واستيعاب حرّ، على أية تجربة أو خبرة أدبية جديدة، في السعودية، مؤكداً أنه من بين جيله الذهبي من شعراء الحداثة، سعودياً وعربياً، لم يكن شاعراً كبيراً فحسب، بل كان مفكراً رحباً وفريداً.

وروى في تغريدة مطولة دونها على حسابه بمنصة x، في 29 يناير/كانون الثاني 2025، أن أصدقائه حتى من هم صفوة الخاطر، حين يموتون فإنه ينتظر بضعة أيام، ثم يلغي متابعتهم، استجابة ليس لسطوة الموت وصيرورة الفناء، بل لمنطق الحياة، موضحا أنه فعل هذا مراراً، بنفس أسى الخسارة، وهي تقفز على يديه وروحه، مع كل نقرة خاطفة على زر الإلغاء، الذي وصفه بزرّ التراجيديا والملهاة.
وأوضح ثابت، أن صديق واحد فحسب، لم يفعل، ولم يرغب أن يفعل معه ذلك ولو لوهلة، وهو محمد زايد الألمعي، الذي حال على رحيله حولٌ وشهر وأربعون ليل - رحمه الله - وما زال يلمع  بكامل لياقته وبداهته، لافتا إلى أنه يشير إلى حسابه، كما لو كان سيقرأ يوماً، وحين يجد الوقت سيعود ليكتب إحدى تعليقاته، غامرة المحبة، نافذة النباهة.
وقال: "ثم مع فجّة النور بهذا الصبح البهيّ، أود قول جملة أشياء - أحدها  مفاجئ - عن محمد، عن محمد و الشعر، عن محمد وقصيدة النثر خاصة، عن محمد والمثقف والأثر"، مشيرا إلى أن كثيرين يرددون أن الألمعي، ومن بين جيله الذهبي من شعراء الحداثة، سعودياً وعربياً، لم يكن شاعراً كبيراً فحسب، بل كان مفكراً رحباً وفريداً، وهذا صحيح، لكن أحداً من كل هؤلاء لم يحاول فهم هذه الفرادة، فضلاً عن تفكيكها وشرحها!.
وأضاف: "حسناً، يبدو الأمر واضحاً، بالنسبة لي،  ربما لأني رأيته وعرفته طويلاً، وعن مقربة؛ 
لن أغامر لو قلت إن محمد زايد - ربما - كان المثقف الوحيد، الذي لم يتوقف يوماً، طيلة حياته عن القراءة! القراءة المنهجية، لا أي قراءة! لم يسأم ولو للحظة من ملاحقة المعارف، والانسجام المذهل مع حركة الزمن والتاريخ، مهما تسارع إيقاعه!".

وتابع ثابت في حديثه عن الألمعي: "ببساطة تامة.. هذا هو بعض سرّه، والذي جعل حسّه بالعالم يقظاً ودؤوباً، وعقله مُؤَسساً، بمتانة، وعمليات تفكيره دقيقة التنظيم والترابط".
ودعا للاستماع للالمعي وهو يحلل شيئاً ما، في أي حقل معرفي، قائلا: "تأكد أنه سيذهب إلى جذر تحت غابة، إلى لحمة بين ضرسين، إلى إبرة واحدة في معمل، إلى عمق لا يخطر بالبال، ثم وببراعة، لا مثيل لها حين يتحدث، سيربط سرديته كلها، بأدق تفاصيلها، بظروفها وتداعياتها، بتلك الإبرة، دون أن تعثر على ثغرة في نسيجه الباهر! ومن عرفوه عن قرب.. يعرفون ما أعنيه جيداً!".

الأصدقاء، حتى من هم صفوة الخاطر، حين يموتون فإني أنتظر بضعة أيام، ثم ألغي متابعتهم، استجابة ليس لسطوة الموت وصيرورة الفناء، بل لمنطق الحياة. فعلت هذا مراراً، بنفس أسى الخسارة، وهي تقفز على يدي وروحي، مع كل نقرة خاطفة على زر الإلغاء، زرّ التراجيديا والملهاة!
صديق واحد فحسب، لم… pic.twitter.com/wa27ff4UEZ— عبدالله ثابت (@AbdullahThabit) January 29, 2025