نشر آرك مركز الحقوق والبحوث العربية، في تقريره الشهري الذي قدم من خلاله رصد وتحليل نقدي لأبرز الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية خلال شهر أغسطس من عام ٢٠٢٥
حول تراجع السلطات السعودية عن عدد من المشاريع الكبرى التي أعلنت عنها خلال السنوات الماضية وذكر آرك أن عدداً من التقارير الموثوقة إلى أن السعودية خسرت نحو ٨ مليار دولار خلال هذا الشهر فقط،
وأشار التقرير الصادر عن آرك إلى عدد من التقارير الإعلامية ذكرت أن السعودية لن تتمكن من استضافة المسابقات الجليدية “دورة الألعاب الشتوية، ذكرت صحيفة بلومبيرغ في تقرير رئيسي لها بعنوان منتجع التزلج الصحراوي في نيوم يرهق خطة ولي العهد محمد بن سلمان، تبلغ التكلفة المالية لهذا المشروع ١.٥ تريليون دولار.ووضح أن من أسباب إلغاء المشروع هو عدم واقعية التصاميم والخطط والبحيرات المعلقة فوق منحدرات الجبال، إضافة إلى عدد من المباني المتخيلة بحجم برج إيفل. والأهم هو عامل توفر الثلج كبطولة شتوية.
وأوضح التقرير أن القيمة الاستثمارية لهذا المشروع المسمى تروجينا تقدر ب ١.٥ تريليون دولار. في حين تبلغ تكلفة استضافة البطولة ١٩ مليار دولار. حيث إن المشروع مُطالب بأن يكون جاهزًا بحلول ٢٠٢٦، قبل استضافة الألعاب الآسيوية الشتوية ٢٠٢٩، وهذا شبه مستحيل.
واستنتج التقرير عدة نقاط على فشل إدارة المشاريع الاقتصادية الحكومية السعودية، منها غياب الشفافية والمساءلة حيث طرحت هذه المشاريع منذ سنوات دون مراعاة للتحديات الاقتصادية والسياسية ودون وجود شرعية اجتماعية لها، بسبب رؤية فردية غير واقعية.
ومن ضمن الاستنتاجات على فشل المشاريع هو التحوّل من مشاريع استثمارية إلى استعراض سياسي، تقليص نيوم وتوجيه الأموال نحو الاحتفالات الدولية يكشف عن أولويات غير مستدامة.
هذه الخسارة الباهظة تكشف عن هشاشة التخطيط المركزي الذي يُدار من أعلى الهرم، دون مشاركة مجتمعية أو اقتصادات محلية. النتيجة: مشاريع تُعلن بحماس إعلامي ثم تُعاني من فوارق بين التخطيط والتنفيذ.
وأضاف التقرير القرارات الكبرى تُتخذ من دون تمكين للمواطن، وهذا يعد إخلال بحقوق المجتمع وموارده.
ويشير التقرير أيضاً إلى التناقض الصارخ بين الترويج والواقع اليومي: بينما يوصف “نيوم” بأنه مدينة مستقبلية، يعيش المواطنون تحديات مالية حقيقية مثل مشاكل السكن والرواتب وتفشي البطالة، وخلص التقرير في هذه النقاط أن المشاريع ليست سوى حلم إعلامي.