وفقاً لرويترز المملكة العربية السعودية تستعد لتحويل صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار بعيدًا عن التركيز على مشاريع العقارات العملاقة التي هيمنت على أهدافها التنموية خلال العقد الماضي.
وتضمنت الاستراتيجية الأصلية مشاريع تطوير مثل نيوم، وهي مدينة مستقبلية في الصحراء على البحر الأحمر، وخطة لاستضافة الرياضات الشتوية الدولية في الجبال الشمالية للمملكة، مع منحدرات للتزلج باستخدام الثلوج الاصطناعية إلى حد كبير.
واجه مشروع نيوم، الذي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانه 9 ملايين نسمة، ومشاريع أخرى تأخيرات متكررة.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، خلال حديثه في القمة السنوية لمبادرة الاستثمار المستقبلية في الرياض، إن الاستراتيجية المقبلة سيتم الإعلان عنها "قريباً جداً".
وسوف تركز على ستة "أنظمة بيئية" رئيسية: السفر والسياحة، والتطوير الحضري، والتصنيع المتقدم، والصناعة واللوجستيات، والطاقة النظيفة والبنية التحتية المتجددة، مع "نيوم كنظام بيئي خاص بها".
وصرح أحد المصادر إن إعادة التموضع تأتي في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على صندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته لتحقيق عوائد أفضل في الأمد القريب.
وقال محللون إن العديد من المشاريع العملاقة لم تحقق حتى الآن عوائد كافية لتبرير أسعارها المرتفعة، حيث لا يزال العديد منها بعيدًا عن الاكتمال، في حين كان سجل استثمارات صندوق الاستثمارات العامة الأخرى مختلطًا.
و2024 بلغ 7.2%، بانخفاض عن متوسط بلغ 8.7% في نهاية عام 2023، حيث قام بتحصيل مخصصات انخفاض القيمة على المشاريع.
في العام الماضي، أشار صندوق الاستثمارات العامة أيضًا إلى خطط لتقليص استثماراته الدولية مع توقف مشاريعه العملاقة. وكان الرميان قد صرّح قبل عام بأن الصندوق يهدف إلى خفض الاستثمارات الدولية من 30% إلى ما بين 18% و20% من إجمالي محفظته.
ويعد مشروع البحر الأحمر العالمي، وهو عبارة عن مجموعة من الفنادق الفاخرة للغاية، من بين المشاريع العملاقة الأبعد، لكن معدل الإشغال يبلغ حوالي 40%، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة لوسائل الإعلام المحلية في سبتمبر.
كما بذل صندوق الاستثمارات العامة مؤخرًا جهودًا كبيرة في مجال الألعاب، وهي هواية مفضلة لدى ولي العهد. ففي سبتمبر، أعلن الصندوق عن دعمه لشراء شركة إلكترونيك آرتس، الشركة المطورة لألعاب الفيديو الشهيرة باتلفيلد ومادن إن إف إل، بقيمة 55 مليار دولار.
بعض المشاريع المرتبطة بالأحداث العالمية تأخرت بالفعل، وأبرزها مدينة تروجينا، المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029. ويدرس المسؤولون السعوديون تأجيل استضافة المملكة للألعاب حتى عام 2033، بحسب مصادر.
تم تقليص العمل في مشروع "ذا لاين" في نيوم - والذي تم الإعلان عنه كمدينة داخلية يبلغ طولها 170 كيلومترًا وعرضها 200 متر - للتركيز على إكمال جزء بطول 2.4 كيلومترًا ليشمل ملعبًا لكأس العالم.