مقالات

ومضة | لسنا مجرمين ولا خونة. 

الكاتب/ة ترف عبدالكريم | تاريخ النشر:2021-04-12

 

كان حكام المملكة السعودية ومازالوا يستخدمون الدين في تطويع وترهيب الشعب، ومع وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم و ولي العهد الذي يُنظر إليه على أساس أنه الحاكم الفعلي أُضيف عامل التخوين لكل من له رأي آخر يخالف الحاكم، وهذا بعدما زاد عدد المعارضين لهذا النظام الجائر وتكاثر النشطاء وعلت أصواتهم التي كشفت جرائمه وانحرافه عن جادة الصواب. 

الواعي يعلم بزيف تلك المبررات التي يتشبث بها الحاكم عندما يصدر أمرا باعتقال كل من عبر عن رأيه وطالب بحقوقه بشكل سلمي، ولكن الكذبة قد تنطلي على ذلك الذي يأبى أن يستمع لرواية الآخر ورفض أن يوسع مداركه ظناً منه أن إعلامه المحلي يمتلك كل الحقيقة حتى تشرّب عقله فكرة التخويف من المعارضة بحجة أنهم خونة يسعون لتدمير البلاد، مثل هذا الفرد هل من الضروري اقناعه بأنه يناصر حاكما ظالم؟! هذا السؤال الذي يتردد كثيراً،و الاجابة عليه لا تكون بالنفي والإيجاب لأنه يعود إلى أبعاد عدة ينبغي أن نتوقف عندها بالاضافة الى دراستها باستفاضة. ولكن سريعاً نستطيع القول بأن أتباع الحاكم منهم المستفيد من بقائه، وفئة لا يعنيها الأمر،  وأخرى لم تبصر مثالبه رغم وضوحها..إلخ
وقبل كل شيء نحن نعي أن القلة الثابتة المؤمنة بقضيتها هي من تقود زمام التغيير.
وبالتالي نحاول الوصول إلى كافة الشرائح بكافة الوسائل مع الصبر، لأنه دونما إرادة من المتلقي في إِِعمال الفكر والعقل، لا يمكن التأثير عليه وهذا يعود بالضرر عليه وحدة عندما يأبى ذلك، وهنا ينطبق عليه قول"عجبتُ لقومٍ يساقون إلى الجنةِ بالسياط" 

فقط عندما تجد أحكاما على خيرة بنات وأبناء الوطن مثل عبدالرحمن السدحان عشرون عاماً بالسجن ومثلها عندما يخرج، والنيابة العامة التي تطالب بالحكم على محمد الربيعة خمسة وعشرين عاماً، وكيف يطالب باعدام كلٌ من د. سلمان العودة، وعلي العمري. حسين المالكي، ويعتقل الأكاديميون والنخب؟! وكيف تُغيب خلف القضبان أشخاصا مؤخرا لمجرد رأي تبديه عبر تويتر، وقبلها العزيزة شدن، نوف، مياء، لجين، سمر، نسيمة، عزيزة...والكثير ممن لم يرتكبوا خطئاً.
وتعذيب المعتقلات والتحرش بهن وكل ما لا يخطر على بال إنسان سوي!
بينما المغتصب الذي قتل براءة الأطفال ودمر حياة كل من اعتدى عليه مهما كان ناضجاً، يُحكم عليه بالسجن بضع سنين وإن حفظ لو ربع القرآن الكريم يصدر أمرا ملكي بالعفو عنه وعن كل مجرم حقيقي، ليخرج على المجتمع بعلاته.
ومع ذلك تجد من يُكذب أخبار التعذيب! وهنا نسأل لماذا لم تسمح السلطات بزيارة المنظمات؟!
هذا غيض من فيض يتضح فيه جور الحاكم وتورطه في انتهاك حقوق الإنسان الذي جثم على صدورنا أحقابا. 

لهذا نحن ندافع عن حقوقنا الأصيلة التي كرمنا بها الله عن سائر الخلق ولا يمكن لإنسان يحترم انسانيته أن يتنازل عنها تحت أي ظرف كان، و لأننا لسنا مجرمين ولا خونة عندما نبدي آرائنا ونعبر عنها، وهذا ما لا يجب الصمت عليه، وهذا واجبنا كلما احكمت قبضة المستبد وانتشر الظلم والفساد، و لأننا نريد الأفضل لوطننا ولنا على كافة الأصعدة، ونريد المكانة المتقدمة بين الأمم وكل هذا لا يتحقق إلا بوسط مناخ سياسي يسوده العدل والمساواة والمشاركة السياسية والسماح بكافة الحريات ابتداءً بحرية الرأي والتعبير.