وعدت الولايات المتحدة الأميركية المواطن الأميركي راكان نادر الدوسري (15 عاما)، الذي تحتجز السلطات السعودية خمسة من أقاربه انتقاما منه لرفع عائلته دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية رفضت لاحقا، برفع قضيته مع محاوريها السعوديين حسب الاقتضاء، معربة عن مخاوفها بشأن أعمال القمع العابر للحدود المشتبه بها مع الحكومة السعودية.
جاء ذلك في رد وزارة الخارجية الأميركية في 11 يوليو/تموز 2023، بلسان نائب الأمين المساعد لشؤون الشرق الأدنى دانيال بنعيم، على الرسالة التي وجهها الدوسري في 14 مايو/أيار 2023، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يطالبه فيها بالتدخل في القضية، مؤكدة أن حكومة الولايات المتحدة تأخذ تقارير أو تهديدات القمع العابر للحدود على محمل الجد.
وأكدت الخارجية الأميركية أنها تتعقب عن كثب حالات الحكومات الأجنبية التي تسعى للضغط على مواطني الولايات المتحدة أو المقيمين فيها لردعهم عن ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك من خلال الإكراه أو الضغط على أفراد الأسرة الممتدة، مضيفة أنها تشجع سيادة القانون والشفافية في إقامة العدل.
وأفادت بأنها أكدت للمسؤولين السعوديين أهمية تنفيذ الإصلاحات لضمان احترام ضمانات المحاكمة العادلة، قائلة: "تحقيقا لهذه الغاية، فإننا نشجع الحكومة السعودية على أن تكون واضحة وشفافة بشأن التهم التي يواجها أقارب الدوسري وأسبابها".
واتهمت جماعات حقوقية السعودية باحتجاز خمسة من أقارب الدوسري الذي كان قد تقدم بدعوى تجارية في بنسلفانيا ضد أفراد من أسرة آل سعود بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
وكشف مدير "مبادرة الحرية" ومقرها واشنطن الدكتور عبد الله العودة، أن المعتقلين الخمسة مثلوا لفترة وجيزة في 31 يوليو/تموز 2023، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض والتي تأسست عام 2008 للنظر في قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وأضاف أن قاضيا قرأ أسماء الأشخاص الخمسة، لكنه لم يكشف عما إذا كان قد تم توجيه تهم إليهم أو تحديد موعد لجلسة استماع جديدة؛ وندّدت منظمته بهذه الإجراءات القضائية، قائلة إن "تحويل نزاع تجاري خاص إلى أساس للاحتجاز الجائر يعتبر إساءة استخدام جسيمة للسلطة من قبل القضاء السعودي".
وعائلة الدوسري رفعت دعوى قضائية في يونيو/حزيران 2020 نيابة عنه ضد ولي العهد السابق محمد بن نايف، تتهمه فيها وكيانات سعودية أخرى بالفشل في الوفاء بعقد مضى عليه سنوات يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية، وشملت الدعوى بعد ذلك بن سلمان، ورفضتها المحاكم الأميركية.
ورغم ذلك احتجزت السلطات السعودية أقارب راكان الدوسري في وقت سابق من هذا العام في "انتقام" على ما يبدو، وفقًا لبيان صدر في 26 يوليو/تموز 2023، عن ثلاث منظمات حقوقية هي "مبادرة الحرية والديموقراطية في العالم العربي" ومنظمة "القسط" لحقوق الإنسان، دعوا خلاله إدارة بايدن بالمطالبة بالإفراج عن أفراد عائلة الدوسري وإنهاء اضطهادهم.