أخبار

حساب المواطن مدى الحياة؟!

تاريخ النشر:2023-08-09

قبل أيام قليلة ورد خبر موافقة الملك سلمان بتوجيه تمديد العمل ببرنامج حساب المواطن بآليته الحالية مع الاستمرار في تقديم الدعم الإضافي المؤقت لمستفيدي البرنامج لمدة شهرين وحتى دفعة شهر سبتمبر إلى جانب استمرار فتح التسجيل في البرنامج، وهذا بناءً على ما رفعه ابنه ولي العهد.

هذا الخبر ليس جديداً، إذ يتم نشره بين الفينة والأخرى في ظل ترقب المواطن الذي بالكاد يملك قوت يومه، يتساءل المواطن هل سيستمر حساب المواطن مدى الحياة؟! ليتم الرد عليه بأن "البرنامج لا يزال قائماً علماً بأن هناك مراجعة دورية لدراسة ضوابط الدعم وسيتم الإعلان عنها في حال كان هناك أي تغيير" خوف وقلق يلازم المواطن" السعودي" من انقطاع هذا الفُتات الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع!

من الذي فرض الضرائب على المواطن الذي ليس له صوت يُسمع، وكما هو معروف في عالم السياسة أنه لا يوجد ضرائب بلا تمثيل؟!

من الذي ألغى بعض الزيادات في الرواتب التي كانت في عهد الملك عبدالله؟!

من الذي يبذر الأموال على المنفعة الخاصة دون مبالاة بحاجات المواطن الأساسية؟!

من الذي يتلاعب بسيكولوجية الإنسان وسوسيولوجيا المجتمع إلى أن أحاله بشكل تلقائي إلى مجرد أداة تُسبِّح بحمد الحاكم دون أدنى تفكير بأن هذا حق لا مِنّة! بل من حق المواطن أن يحظى بالعيش الكريم دون أن يتسول حقه! أليسوا هم حكام وطننا الغالي الذين تعاقبوا عليه وصولاً إلى الملك سلمان وابنه اللذان تفاقمت في حكمهما الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان حد تكبيله وإذلاله.

ما أكثر الذين لا يعلمون أن مواطني الدول التي تحترم الإنسان وتعلم بأن ثمة عقداً سياسي بين الحاكم والمواطن، له حقوق وعليه واجبات وما الحاكم سوى موظف يقوم على خدمة الشعب، وليس من صالحه الإخلال بشروط العقد.

هذا الحاكم وما لدى الدولة من مؤسسات جميعها في خدمة الشعب، فليس من الشائع لديهم التملق للمسؤول والرجاء وتقبيل الأيادي والأنوف حتى يحصل الإنسان على حقه، بل تجدهم أحراراً لهم أصواتاً تُسمع ويُحسب لها ألف حساب.

فما لنا نحن مواطني هذه الدولة نتصرف وكأننا دُمى بيد الملك وكأننا مِن خلقِه حد تقديسه؟!

أما آن لنا في القرن الحادي والعشرين أن ننعتق من هذه التصرفات التي لا تليق بآدميتنا التي كرمنا الله بها! أما آن لنا أن نصدع بعلو الصوت بكلمة حق تحلق بنا في سماء الحريات دون أن نخفت أصواتنا في حضرة حقوقنا المشروعة، لنفسح مكاناً للوعي بأبجديات الحقوق والسياسية وإلا فلن نبرح أماكننا ولن نتمكن من منافسة الدول المتقدمة فقط بتقدم العمران والبهرجة الكاذبة، بل سنحصل على ذلك وأكثر عندما يكون الإنسان مواطناً حُراً بعيداً عن القهر والإرهاب من السجن والسجان، عندما يختار وينتخب من سيحكمه، ويشارك في صُنع القرار، ويحاسب المسؤول عند تقصيره في أداء واجباته، ويتمتع بخيرات وطنه، لا أن تستأثر بها عائلة دون سواها، ترفعّوا عن سياسة الإذلال فالقوة بيد من يرفع رأسه دائماً لا بيد من ينحني لغير الله.