استنكر أعضاء بحزب التجمع الوطني وناشطون بارزون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية بتويتر ومشاركتهم في وسم #محمد الحاجي، اعتقال السلطات السعودية الإعلامي الدكتور محمد الحاجي، تعسفيا، وعّدوا اعتقاله بمثابة تعمد إخراس جميع المؤثرين والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف توجهاتهم.
المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان كشفت في 11 أغسطس/آب 2023، عن أنباء اعتقال الحاجي، موضحة أنه حاصل على الدكتوراة في العلوم السلوكية والاجتماعية من جامعة تمبل الأميركية، وأحد أبرز الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي.
والحاجي هو مقدم برنامج بودكاست آدم عبر منصة ثمانية الشهيرة باليوتيوب، ومستشار تدريبي وعقاري، ويتابعه على حسابه بتويتر قرابة الـ385 ألف مغرد، ويخلو حسابه من التغريدات السياسية أو أي نهج معارض للسلطة، بل ويبرز فيه إعادة نشر تغريدات الشخصيات البارزة في السلطة واقتباس الأخبار من وكالة الأنباء الرسمية.
ومنصة ثمانية تأسست في سبتمبر/أيلول 2016 ومتخصصة في صنع الوثائقيات ونشر المقالات والصدح عبر برنامج التدوين الصوتي "البودكاست"، بهدف تغيير ثقافة الصحافة العربية.
الأمين العام لحزب التجمع الدكتور عبدالله العودة، توقع أن يكون اعتقال الحاجي جزء من حملة استهداف للمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي والسناب شات.
وبدور، استنكر عضو حزب التجمع الوطني المعارض الكاتب ناصر العربي، اعتقال الحاجي، محذرا من أن كل المؤثرين والمشاهير والعلماء والأساتذة وأصحاب المبادرات بشتى أنواعها، العلمية والفنية والرياضية والتجارية أصبحوا في خطر، في عهد ولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف في حديثه مع "صوت الناس"، أن بروز أي اسم في المجال العام له ضريبة وثمن يجب أن يدفعها، وتزيد تكلفة هذا الثمن مع ازدياد شهرة الشخص المؤثر أو المؤثرة وقوة تأثيره وارتفاع عدد متابعيه، لافتا إلى أن الاعتقالات التي بدأها بن سلمان عقب شهرين من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، والتي عرفت باعتقالات سبتمبر، اعتقد البعض أنها فقط نحو الإسلاميين وأصحاب الخطاب الإسلامي.
وأوضح العربي، أن مع مرور السنوات تبين أن نمط اعتقالات بن سلمان لا علاقة له بالهوية الفكرية والنشاط، بل هو مزيج معقد يتكون من الشهرة وتمدد انتشار مقاطع الشخص على أي منصة، ولهذا خرج من المجال العام شخصيات عدة طالهم نمط اعتقالات ولي العهد، مستنكرا إصرار البعض على المراوغة والاعتقاد بأنه سينجو ببعض المديح والعبارات المعلبة لابن سلمان ولرؤيته الجديدة.
وذكر بأن محمد الحاجي شاب من المنطقة الشرقية، وبرز قبل أكثر من عشر سنوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي في تغطياته لحياته إبان الدراسة في أميركا، ثم إقامة العديد من البرامج الفكرية والتثقيفية حول الصحة العامة والفلسفة والمعرفة، معربا عن غضبه بأن يزج به في السجن دون أي تهمة يرتكبها، وكل ذنبه أنه يعيش في عهد بن سلمان.
وجزم عضو حزب التجمع أن الحاجي كان يعلم أنه يواجه شخص فاجر سيكوباثي -في إشارة إلى ولي العهد السعودي وهي تعني "معتقل نفسيا"- ويحاول قدر إمكانه إرضاء غروره لكنه فشل كما هو متوقع، متسائلا: "من هو الضحية القادمة في مملكة بن سلمان؟".
وعبر حسابه بتويتر، استنكر عضو حزب التجمع بدر الشهراني، استمرار الحكومة السعودية في اعتقال الأكاديميين، قائلا: "يجب على بن سلمان تأسيس كلية في سجونه وتعطيل الجامعات لو استمرت الحكومة في اعتقال المثقفين".
وأعرب ناصر نجل الداعية المعتقل الدكتور عوض القرني، عن أمله أن يكون خبر اعتقال الحاجي غير صحيح، قائلا: "لا يمكن أن تضيع أعمار الشباب في السجون للا شيء، لا زلت آمل ولو بنسبة لا تكاد تُرى أن تنزل حلقة بودكاست آدم ويستمر محمد في حياته بعيدًا عن غياهب السجون."
وعلقت عضو حزب التجمع ترف عبدالكريم، على خبر اعتقال الحاجي قائلة: "حتى الدكتور محمد الحاجي صاحب الطرح الهادئ والمتزن وأحد المثقفين الذين نفتخر بهم، تم اعتقاله؟! ما هذه السلطات التي تسلطت على المواطنين وما عادت تفهم سوى لغة القمع والإرهاب! أمثله يُعتقل! تستحيل الحياة مع القهر والاستبداد.. فرج الله عنه".
وكتب أحد المغردين: "هذه هي سيكولوجية الطغاة، يعتبرون أن الوطن لا يحتمل إلا شخص واحد يجب دائما أن تسلط الأضواء عليه وأن ينسب له الفضل في كل شيء، وأي شخص يسطع نجمه ولو قليلا يعتبرونه مجرم، حيث إنه سرق منهم الاضواء ولم يقم بالواجب الوطني بالتطبيل والتمجيد لهم".
وأشار آخر، إلى أن الحاجي ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي وله مقاطع تثقيفية كثيرة، قائلا: "لا أذكر أني شاهد له مقطعا يتعرض فيه من قريب أو بعيد للسلطة السعودية المرهفة الإحساس، هو يعد من مشاهير السوشيال ميديا، ولعل ذلك فقط هو سبب استهدافه".
وأضاف: "لا شك عندي أن السلطات السعودية ترى خطرا في المشاهير المستقلين وما عمليات الاعتقالات والتخويف إلا وسائل لتعبيد المشاهير وجعلهم أدوات تسبح بالنظام وتحمده في كل مناسبة وغير مناسبة".