احتاج الى توضيح ما أطمح إليه، أن أروى بعض الأحداث المتناثرة هنا وهناك ولكن يربطها شيء واحد ومهم وهو أحد مهام قوى الاستخبارات الدولية.
في عام 2003 وقبل السماح للشيخ سلمان العودة بإلقاء المحاضرات حضرت مجلساً مفتوحاً كان يتحدث فيه عن حرب العراق وكان الكثير من الشباب يتطلع الى الذهاب للعراق في ذلك الوقت، أدرك الشيخ هذا الحماس المندفع وكان من أسلوبه أنه يراعى هذا الحماس بحكمة في اقناعهم بحقيقة الأمور التى تجرى بعيداً عن العواطف ومؤكداً لموقفه الرافض للذهاب إلى العراق، فقد طرح تساؤل على الحاضرين عن كيفية سهولة الوصول الى هناك والتسهيلات وغض الطرف من كافة نقاط السفر والتى قال وأكد أنها مثيرة للريبة والتساؤلات، فلا يمكن أن يتم اغفال ذلك تحت نظر المراقبة الأمنية الدقيقة "من عدة دول" وعبر مختلف التقاطعات الحدودية والسكوت عن ذلك، أوضح الشيخ في نهاية المطاف أن ما يجري هو نوع من المحرقة للتخلص من الشباب وتهيئة المنطقة لتغييرات سياسية واجتماعية أوسع، وأنها وسيلة ناجعة في نظر الأعداء أفضل من اعتقالهم وتحمل أعباء ذلك.
ومن ناحية أخرى ووفقاً لحمد بن جاسم مع الصندوق الأسود أنشأت غرفة عمليات على الحدود التركية السورية تدير مشهد الصراع داخل سوريا تضم معظم استخبارات دول العالم، في نفس الوقت كان هناك تدفق للمقاتلين عبر مسارات معينة لتعبئة الافراد لداعش والنصرة وغيرهم وكل ذلك كان تحت مرأى هذه الغرفة، كان مصير المقاتل في العادة هجوم انتحاري، المهم أن يموت وأن يتم التخلص من هذا العبئ بالنسبة لهم ، والمهم لهذه الغرفة استمرار تغذية الصراعات القتالية وتغذيتها بين مختلف القوى على الأرض وهو ما كان.
جميع قادة داعش هربوا من سجن واحد "سجن بوكا" وفجأة واستطاعوا خلال فترة وجيزة تدمير جزء هائل من العراق وسوريا تحت مرأى ومسمع هذه الغرفة.
ومن ناحية أخرى وفقاً لمقابلة أجريت مع بشار الأسد عام 2013 مع غسان بن جدو تحدث عن لقائه مع كولن باول حيث حدد له خمس مطالب أحدها "عدم استقبال العلماء العراقيين" وما حدث بعدها موجه اغتيالات للكفاءات العلمية العراقية.
وفي أوكرانيا حيث الحرب الروسية الاوكرانية يتكرر نموذج الصراع السوري والعراقي مرة بعد مرة حيث تم فتح باب التطوع للحرب ويتم اطالة أمد الحرب والمزيد ثم المزيد من القتلى، صرح بوتين في مقابلته مع الصحفي ديمتري كيسيليف قبل شهرين تحدث عن قرية كرنكي، حيث كانت مفرمة لحم حسب وصفه حيث تم دفع الاوكرانيين حرفياً للموت دون أدنى اعتبار عسكري وأوضح أن من يقرر هذه القرارات شخصيات سياسية وليست عسكرية.
كل ما ذكرت سابقاً يؤكد أن الهدف الغير معلن من هذه الصراعات هو التخلص من فئة معينة من الناس وليس تحقيق الاستقرار حيثما تحدث. وأن هناك من لديه خطة معينة وهدف معين أبعد مما نتصور.
الدخول في هذه الصراعات الدموية بغض النظر عن الشعارات المرفوعة لا تعني أن تخدم الهدف الذي وجدت من أجله بقدر ما هي تخدم أجندة استخباراتية معقدة.