بعنوان " صحفي سعودي غرّد ضد الحكومة - وأُعدم بتهمة "الخيانة العظمى"" نشرت صحيفة الغارديان تقريراً حول إعدام الصحفي والكاتب السعودي تركي الجاسر يوم ١٤ يونيو ٢٠٢٥ حسب بيان وزارة الداخلية السعودية، الذي تتهمه فيه بالخيانة العظمى، وقالت صحيفة الغارديان كانت التغريدة التي نشرها الصحفي السعودي تركي الجاسر في عام 2014 تنبؤية مرعبة: "يمكن لحكومتهم قتل الكاتب العربي بسهولة بحجة الأمن القومي".
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، السبت، تنفيذ حكم الإعدام في الجاسر في الرياض، بعد إدانته بجرائم من بينها "الخيانة العظمى بالتواصل مع أفراد من خارج المملكة والتآمر عليهم ضد أمنها".
وأضافت الصحيفة أن الجاسر - رحمه الله- ربما كان في الأربعينيات من عمره، وقد نُفِّذَ حكم الإعدام - الذي يُنفَّذ في معظم الحالات في السعودية بقطع الرأس بالسيف - بعد سبع سنوات من الاحتجاز.
ولفتت أن ثمة معارضون تحدثوا إلى صحيفة الغارديان وقالوا بأن الجاسر قد تعرّض للتعذيب أثناء سجنه.
وأوضحت أن هذا الإعدام هو أول جريمة قتل بارزة لصحفي على يد السلطات السعودية منذ اغتيال جمال خاشقجي عام 2018 ، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست وناقد بارز لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، والذي استُدرج إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وقُتل على يد عملاء سعوديين.
وقالت الغارديان بأنه يوجد تقرير للأمم المتحدة خلص إلى أن جريمة القتل كانت إعدامًا خارج نطاق القضاء ارتكبته الدولة، وخلص تقييم استخباراتي أصدره الرئيس جو بايدن عام 2021 إلى أن الأمير محمد وافق على جريمة القتل.
وأفادت أن الاستجابة الدولية للظروف المحيطة لجريمة اغتيال خاشقجي واعدام الجاسر مختلفة اختلافًاالمحيطة بجريمةملحوظًا.
وأن معظم المعارضين والخبراء الذين تابعوا قضية الجاسر يق إنه على الأرجح احتجزته السلطات السعودية عام ٢٠١٨ بعد أن تم تحديد هويته ككاتب وراء حساب تويتر مجهول الهوية اتهم العائلة المالكة السعودية بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
في العلن، كان الجاسر مؤسس مدونة "المشهد السعودي" الإخبارية، التي ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أنها تناولت بانتظام مواضيع مثل حقوق المرأة وفلسطين. لكن يُعتقد أن حسابه على ما كان يُعرف آنذاك بتويتر (ويُعرف الآن باسم X) هو الذي أثار حفيظة السلطات السعودية وأدى إلى اعتقاله خلال حملة قمع أوسع نطاقًا ضد المعارضة.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني و المدير الأول لمكافحة الاستبداد في مركز الشرق الأوسط للديمقراطية الدكتور عبدالله العودة: "كان لدى تركي حسابان على تويتر. وبينما كان صريحًا في استخدام اسمه الحقيقي، كان أكثر سخريةً وصراحةً في الحساب الآخر، الذي كان هدفًا لهجمات الحكومة السعودية". ويضيف: "افترضت الحكومة أن حساباته وحسابات تويتر الأخرى المجهولة كانت جزءًا من جهد منسق ومؤامرة وهمية لإسقاط الحكومة السعودية".
تمكنت الحكومة السعودية من الوصول إلى الهويات الحقيقية وعناوين IP لآلاف الحسابات المجهولة على تويتر، وذلك عقب اختراق عملاء سعوديين للشركة في عامي 2014 و2015. ووجهت وزارة العدل الأمريكية تهمًا لموظفين سابقين في تويتر ومواطن سعودي في هذه المؤامرة. وأدانت هيئة محلفين اتحادية أحمد أبو عمو بالاحتيال والتآمر والتصرف كعميل أجنبي مقابل رشاوى، ونقل معلومات المستخدمين إلى المملكة نيابةً عن العائلة المالكة. وفي ذلك الوقت، صرّح مساعد المدعي العام ماثيو أولسن، من قسم الأمن القومي بوزارة العدل، بأن حكم الإدانة يُظهر أن وزارة العدل ستُحاسب أي شخص يُساعد "الأنظمة المعادية في توسيع نفوذها إلى أراضينا". وقد فرّ رجلان آخران متهمان إلى المملكة العربية السعودية قبل أن يتم القبض عليهما.
وذكرت الصحيفة الناشط الإنساني المعتقل عبدالرحمن السدحان الذي تم اعتقاله في ٢٠١٨، وحُكم عليه بعد ثلاث سنوات بالسجن ٢٠ عامًا ومنعه من السفر لمدة مماثلة. ويُزعم أنه أنشأ حسابًا مجهول الهوية يسخر من قادة المملكة.
قالت أريج السدحان لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة عام ٢٠٢٣: "كسروا يده، وهشموا أصابعه، قائلين: هذه هي اليد التي تغرّد بها". وأضافت: "عذبوه بالصدمات الكهربائية والضرب والحرمان من النوم".
أشار خبراء قانونيون إلى أنه كان بإمكان ولي العهد التدخل قانونيًا في إعدام الجاسر. فبموجب القانون السعودي، يجب موافقة ولي العهد أو الملك على كل عملية إعدام.
وقالت سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لمنظمة "داون"، وهي مجموعة مؤيدة للديمقراطية أسسها خاشقجي: "مع إعدام جاسر، أظهر لنا محمد بن سلمان مرة أخرى أنه لا يزال طاغية انتقاميا رقيق البشرة يقتل الأشخاص الذين ينتقدونه".
وختمت الصحيفة التقرير بقولها: لقد وظّف القضاء السعودي لمحاكمة وإعدام رجل سعودي بموجب قانون مكافحة الإرهاب الزائف في البلاد، وذلك فقط بسبب تعليقاته الناقدة للبلاد على وسائل التواصل الاجتماعي. تسعى الحكومات الغربية جاهدةً للتظاهر بأن محمد بن سلمان قد تحوّل إلى رجل دولة مرموق، لكن من الصعب إصلاح مُستبدٍّ مُعتلّ اجتماعيًا يفتقر إلى أي حواجز داخلية.