تزامناً مع زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن غداً الثلاثاء ١٨ نوفمبر، سيجري تصويت مجلس النواب في الكونجرس للإفراج عن المزيد من الملفات المتعلقة بقضية جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، هذه الملفات والوثائق والمراسلات التي كشفت عن علاقات العديد من رؤساء الدول وغيرهم مثل محمد بن سلمان وعلاقته المشبوهة بإبستين، والتي ما زالت تظهر بين الفينة والأخرى والتي كان آخرها إهداء محمد بن سلمان لإبستين خيمة بكل ما فيها حتى السجاد!
وكذلك علاقة إبستين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان رافضاً للإفراج عن تلك الملفات.
ولكن ترامب في يوم الأحد ١٦ نوفمبر أعلن أنه يدعم جهود المشرعين الأميركيين للإفراج عن المزيد من الملفات المتعلقة بقضية جيفري إبستين، مؤكداً في منشور على منصته "تروث سوشيال" أنه "يجب على الجمهوريين في مجلس النواب التصويت للإفراج عن ملفات إبستين لأنه ليس لدينا ما نخفيه"
هذا كان رد الرئيس ترامب على علاقته بإبستين رغم صداقته معه التي امتدت لسنوات، على خلاف السلطات السعودية التي لاذت بالصمت أمام كل تلك الفضائح والشكوك حول تلك العلاقة المشبوهة.
لذلك توجهت صوت الناس لمعرفة آراء بعض أعضاء الحزب عن علاقة محمد بن سلمان بإبستين، ولماذا هذا الموضوع هام ولا ينبغي تجاهلة، وماذا يفهم المتلقي من تلك التسريبات التي يكشف عنها بين الفينة والأخرى.
رأى الأمين العام المساعد بحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، أن
ملفات ابستين مهمة لأنها تكشف عن واحدة من أخبث الجرائم كما وصفها التي ليست فقط جرائم أخلاقية بل جرائم أخلاقية سياسية.
وأضاف العودة أن تلك الجرائم هي عملية اتجار بالقاصرات مقابل النفوذ السياسي، بين السياسيين والطبقة السياسية بالعالم التي شملت الأمير أندرو ما ونتباتن ويندزور في بريطانيا، ودونالد ترامب من أمريكا شملت حتى عائلة كلينتون، هذا على مستوى غربي، وتابع د. العودة أنه
على المستوى العربي شملت عوائل خليجية من أهمها وعلى رأسها محمد بن سلمان.
وأكد العودة أننا بالتالي نتحدث عن ارتباط الانتهاك الأخلاقي بالانتهاك السياسي ، الاستبداد بهذا الإجرام القيمي
لذلك ملفات ابستين مهمة.
وأجاب د. العودة عن علاقة ولي العهد محمد بن سلمان بجيفري إبستين بأن الأخير هو مهندس هذه العملية وهو أيضا بشكل واضح لديه ارتباط بالموساد الاسرائيلي ارتباط هذا بالنفوذ الاسرائيلي
وهذه الشخصيات المتورطة مع ابستين.
وقال العودة نحن نتحدث هنا عن ثلاث نقاط أساسية، وعددها ب
١. الانتهاك الأخلاقي التجاري الدولي بالقاصرات.
٢. الارتباط الاسرائيلي بكل هذه العملية واستغلالها لأجل المصالح والنفوذ والابتزاز وغيرها.
. ٣ موضوع النفوذ السياسي باستخدام هذه الأشياء.
تصويت مجلس النواب في الكونغرس على الكشف عن ملفات إبستين ستكون يوم الثلاثاء في أول يوم في زيارة سيء الذكر محمد بن سلمان للعاصمة واشنطن! https://t.co/HrCMt03ZGB— عبدالله العودة (@aalodah) November 15, 2025
بينما رأت المتحدثة الرسمية باسم حزب التجمع الوطني ورئيسة اللجنة الإعلامية الدكتورة مريم الدوسري، أن الوثائق المسربة من أرشيف جيفري إبستين تكشف أن علاقة محمد بن سلمان بإبستين ليست علاقة عابرة، بل علاقة تحمل رمزية نفوذية واضحة، بدءًا من إرسال الخيمة الفاخرة بسجادها وكل تفاصيلها، ووصولًا إلى الصور التي تظهره داخل منزل إبستين، وأضافت بأنه يبدو وكأن هناك انسجام شخصي وسياسي يمتد إلى أبعاد لم تُعلن.
وأكدت الدوسري بأن هذا ليس مجرد “تبادل هدايا” أو اهتمام استثماري، بل إشارات متعمدة تعكس رغبة في بناء قناة نفوذ خاصة، وربما وسيلة لتأمين مواقع استراتيجية أو معلومات داخل شبكة إبستين، وهو ما يضع ولي العهد أمام تساؤلات أخلاقية وسياسية لا يمكن تجنبها.
وتساءلت د. مريم، كيف يمكن لعاهل يحكم باسم دولة أن يرتبط برجل متهم بجرائم جنسية ضد قاصرين، مع تقديم هدايا رمزية تظهر القرب الحميم والنية السياسية؟
وتابعت الدكتورة مريم الدوسري قولها: تأتي هذه التسريبات في لحظة سياسية حسّاسة جدًا: فأثناء زيارة بن سلمان المرتقبة إلى واشنطن، يجري نقاش حول صفقة دفاعية ضخمة، وقد تم التمهيد لاتفاق دفاعي محتمل بين السعودية والولايات المتحدة. من هذا المنطلق، فإن تسريب علاقة بن سلمان بإبستين ليس مجرد فضيحة أخلاقية، بل قد يتحول إلى ورقة تفاوض قوية ضد ولي العهد، تُستخدم في واشنطن لتقييد طموحاته أو لإبرام صفقة دفاعية بشروط أكثر فائدة أميركية. ورأت الدوسري أن الضغط السياسي من الكونغرس مع تسريب ملف إبستين قد يُضعف القدرة التفاوضية السعودية.
جيفري إبستين ولد في ٢٠ يناير ١٩٥٣ في بروكلين بولاية نيويورك، لأسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة.
تولى إبستين خلال عمله في مؤسسة "بير سترنز" إدارة أموال عدد من كبار رجال الأعمال.
أسس عام ١٩٨٢ شركته الخاصة لإدارة الاستثمارات ونجح في استقطاب أصحاب الثروات الكبرى.
كان يواجه تهماً بالاتجار بالبشر لأغراض جنسية، وقد عُثر عليه ميتاً في زنزانته في أحد سجون نيويورك عام ٢٠١٩.