أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف مؤخرا أن ثروات المملكة المعدنية في الدرع العربي قد تصل قيمتها إلى 4,800 مليار ريال حسب تخمينات أولية، ونعلم جميعا أن نظام الاستثمار التعديني الجديد يتيح للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء بتملك رخصة استطلاع لمدة سنتين، وكشف لمدة 5 سنوات، وتعدين لمدة 30 سنة (جميع الرخص قابلة للتمديد مرة واحدة عدا رخصة الكشف تمدد مرتين كحد أقصى). يحق للوزارة -حسب المادة 32 من النظام- تطبيق نظام نزع الملكية للمنفعة العامة (مثلما طبق النظام في الخريبة وجدة ومكة وغيرها) في حال لم يتفق مالك الرخصة ومالك الأرض الخاصة على تسوية.

أعلنت الوزارة عن تأهل 8 شركات للمنافسة على رخصة الكشف لموقع الخنيقية الواقع ضمن نطاق الدرع العربي، ومن الشركات المحتملة للفوز بالرخصة هي إيفانهو إليكتريك التي أسسها الملياردير الأمريكي-الكندي روبرت فريدلاند والذي يطمح للمزيد من الفرص غير المكتشفة في منطقة الدرع العربي، ولا شك أن القدرة المالية ليست بعائق حيث وضعته صحيفة Forbes Israel عام 2013 في قائمة أغنى 165 يهودي في العالم، ومن المعلوم أيضا أن فريدلاند يرأس مجلس إدارة صندوق ECG الاستثماري الذي أسسه علي بن عبدالعزيز بن علي التركي (شقيق رئيس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي محمد بن عبدالعزيز بن علي التركي وابن أخ أمين جدة صالح بن علي التركي)، كما أنه أهم مستثمر في صندوق ECG وهي شركة صندوق الصناديق وتختصر بـ "جدا" وهي تابعة لصندوق الاستثمارات العامة.

اشترى فريدلاند في عام 2012 حصة مواطن الاحتلال دان جيرتلر في منجم كيبوشي الواقع في جمهورية الكونجو الديموقراطية في صفقة لا تقل قيمتها عن 150 مليون دولار، مما اضطره لطرح شركته للاكتتاب عام 2012 ليسدد قيمة الصفقة.
وقد حطت طائرة جيرتلر الخاصة (M-ABGG) في المملكة مرتين على الأقل، الأولى في 25 أغسطس 2017 والثانية في 26 أكتوبر 2021.

كون جيرتلر ثروته في الكونجو حيث استغل فساد القيادة السياسية وكون صداقة مبنية على المنافع المتبادلة مع الرئيس الأسبق لورينت ديسيري كابيلا حتى اغتياله، ثم مع ابنه جوزيف كابيلا الذي عقب أبيه في الرئاسة، وقد فرضت الحكومة الأمريكية في 2017 عقوبات على جيرتلر لقيامه باستغلال علاقاته السياسية ورشوة المسؤولين، لكن بعد ضغوطات من سفير دولة الاحتلال في واشنطن رون ديرمر ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين على دونالد ترمب تم إلغائها قبيل أيام من نهاية رئاسته. أعاد الرئيس الأمريكي الحالي جوزيف بايدن العقوبات على جيرتلر في شهر مارس من العام الجاري. فهل يجد جيرتلر صداقة جديدة في المملكة تحوله لترليونير كما حوله آل كابيلا لملياردير؟

الخريبة سبقتها طنطورتين: الأولى حاولوا دفنها وفي الثانية رقصوا على جثثنا، فهل نلدغ من ذات الجحر مرتين؟!

لا ترهن درعك!

_________

م. فهمي شهابي