مقالات

جريمة تحدث في حق أيتام خميس مشيط

الكاتب/ة ناصر العربي | تاريخ النشر:2022-08-31

داهمت قوة أمنية من المباحث العامة مقر أيتام خميس مشيط، وسحلت البنات على الأرض، وضربوهم بالعصي والأحزمة، تشاهد في المقطع المصور شيء يندي له الجبين من الذل والعار الذي حول المؤسسات الأمنية إلى وسيلة لقمع الشعب. أيتام يا صاحبي، ليسوا عصابة مافيا. أيتام ليس لهم أحد بعد الله. القوة الأمنية التي دخلت يظهر فيها العميد محمد يحيى البناوي رئيس شرطة خميس مشيط وعدد من الضباط وعدد من مافيا المباحث الملثمين يستفردون عضلاتهم على يتيمه تقول والله ما عاد أصور؟

الآن يبدوا واضحاً للعيان أن القمع سلوك متجذر في أفراد المؤسسات الأمنية، فهم يتبادلون آليات القمع، فهذا يحمل حزام، والأخر يده لا تتوقف عن الضرب بالكفوف، وآخر يحمل عصاء كأنه قادم لظرب وحش وليست فتاة. عندما عندما تتأمل في الفيديوهات وترى كيف تتدخل القوة الأمنية وتسمع استغاثت البنات وترى قادم لضرب بالصوت والصورة تعلم أن هذه المؤسسات منحلة أخلاقيا ومهنيا. تقول أحد البنات التي تبكي دماً " في أسلوب أفضل من كذا". هي ترجوا من المجرم أن يفكر وأن يتعامل معهم وفق القانون، لكن لا حياة لمن تنادي. القمع هو فعل مركزي في بنية الدولة، القمع هو سلوك متجذر في آليات عمل الدولة، فالقمع هو الحل لدى صانع القرار ولدى المؤسسات العسكرية، لا حل لديهم غير القمع. لا خيار أخر لديهم غير التفكير في القمع. يعتقدون بكل وضوح أن القمع هو سيد الحلول.

في أخر المطاف، لا يصح إلا الصحيح، مهما كانت انتصارات القمع، فإنه سوف يزول، سوف تبقى وصمة العار تلاحق الطاغية وأعوانه طوال حياته، لان تفارقهم مهما طال الزمان أو قصر. وعندما يأتي المساء و يعود أفراد القوة القمعية إلى بيوتهم، وسوف يتطفل أبنائهم وأخونهم وأصدقائهم وزوجاتهم يسألونهم كيف كان عملك اليوم؟ هل يتجرأ أن يقولوا لقد داهمنا دار الأيتام، لقد ضربناهم وسحلناهم ورميناهم في السجن؟ يعتقد الفرد الطاغية أن القمع أحد المهام التي مطلوب منه أن يقوم بها. لكن هذا غير صحيح، فالحل هو تطبيق القانون وحل المشاكل من جذورها، وهذا لا يتأتى إلى بإصلاح سياسي شامل. لكن هذا شبه مستحيل في عهد الطاغية محمد بن سلمان، فهو الذي دشن حملات اعتقالات لا تتوقف وأحكام قضائية وصلت إلى 45 سنة وقبلها بأسابيع 34 سنة. سوف تشرق شمس الحرية والكرامة ويزول الطغيان قريباً.