شهد العالم جنازة الملكة إليزابيث الثانية بعد ١٠ أيام منذ بدء مراسم جنازة الراحلة في قلب العاصمة البريطانية لندن، في أكبر تحدٍ أمني تشهده العاصمة منذ الحرب العالمية الثانية، حضر جميع قادة الدول بإستثناء 3 دول لم يتم دعوتهم، الأولى ماينمار بسبب الإنقلاب العسكري وسلب السلطة من المدنيين، الثانية هي روسيا بسبب أجتياح أوكرانيا، والأخرى هي بيلاروسيا بسبب دعمها لروسيا في حربها على أوكرانيا هي الأخرى. إلا ان هناك أسم تمت إضافة -بشكل غير مباشر- وهو المدعو (محمد سلمان) ولي العهد السعودي الغير شرعي، إثر حصوله على السلطة بإنقلاب أبيض عام 2017، بسبب مطالبات شديدة اللهجة بعدم إستقبالة في المملكة المتحدة، ووقفات إحتجاجية إعتبرت زيارتة تلطيخًا لذكرى الملكة، وصحف بريطانية وصفته بالقاتل المجرم، ومنظمات حقوقية ونشطاء تطالب بالقبض عليه ومحاكمتة بسبب إنتهاكاتة على حقوق الإنسان.. كل تلك الأحداث أكدت أنه لن يحضر لا محاله، إذ وصلت له رسالة مبطنة إن يُنظر له على أنه شخص منبوذ ومرفوض للغاية، وهو ذات الأسباب التي جعلته لم يطأ بريطانيا منذ جريمة إغتياله خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع أكتوبر 2018.
يقول أحمد المطر:
"مم نخشى؟
ليست الدولة والحاكم إلا..
بئر بترول وكرشا
دولة لو مسها الكبريت..طارت
حاكم لو مسه الدبوس.. فشّا
هل رأيتم مثل هذا الغش غشا؟!
مــم نخشى؟
نملة لو عطست تكسح جيشا
وهباءٌ لو تمطى كسلاً يقلبُ عرشا!
فلماذا تبطشُ الدمية بالإنسان بطشا؟!"
القيمة العظيمة هنا هي حتى المستعمرين يرفضونه وزيارته في جنازتهم، لتلاحقه روح خاشقجي في كل مناسبة حزن وفرح، وكأن الله انزل عليه منزلة العار لأبد الأبدين.
بالتأكيد المصالح ستعلوا على المبادئ، وروائح نفط أرامكو، ستعمي أعين الدول بشعاراتها الحقوقية، عما أرتكب من جرائم إرهاب الدولة، والقمع الوحشي بحق حقوق الإنسان، وتمويل الحروب، وقتل الأبرياء ..
إن تصدي مجموعة حرائر لزيارة المغتال، والضغط لرفضها، لنواياه المبطنة في محاولة إستغلال الحداد لكسب الشرعية، ماهو إلا إنتصارًا لحُرّ الكلمة وشهيدها، جمال خاشقجي، ليكون درسًا للشعوب العربية المستعبدة بأسرها مفداه؛ دماء خاشقجي غالية.
جمال أحمد حمزة خاشقجي..
إلى روحك الطاهرة، لن ننساك.