مقالات

هل نخالف العدل حين ندعو للمساواة؟

الكاتب/ة عبدالله الجريوي | تاريخ النشر:2021-09-17

من المؤكد أن جميعنا قد شاهد تلك الرسومات التي يتم تداولها على تويتر وباقي منصات التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن أشخاص بقامات مختلفة واقفين على صناديق خشبية، وتحاول أن تصور لنا أن هناك فرق بين العدل والمساواة، حيث تؤكد الصورة من خلال الأمثلة الواردة بها وجود تعارض بينها.

 دائمًا ما نفضل تبسيط الأشياء وجعلها أكثر سطحية، لكن أن تصل لدرجة التغيير وتحريف المعنى بهذا الشكل فهو أمر لا يليق لأحد أن ينشر مثل هذه التحريفات، أعلم أن البعض ينشرها عنية لخوفه من تعزيز ”العدالة الاجتماعية“ وأن يكون هناك ما يهدد ”امتيازاته“ كما هو يراها، وأن يتساوى بينه وبين غيره، والبعض يقول: ”أن المساواة تعني أن يؤخذ من حقي ليعطى غيري“ وهذه المقولة انتشرت في الوقت الحالي ما يتعلق دخول النساء مجال العمل، أو انتزاعها لبعض حقوقها المسلوبة من قبل النظام الأبوي، وهنا نسأل: متى كان حق غيرك بالحياة الكريمة المتساوية ملكٌ لك؟

المساواة: هي أن نتساوى في الحقوق والواجبات، بمعنى أن لا يكون هناك تمييز بين أحدنا والآخر على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الديانة أو حتى انتمائه العائلي أو المناطقي أو العشائري، فالمساواة هي السبيل لتحقيق العدل ولا تتعارض معه

وهنا نتذكر أن الوطن وثروته لا تقتصر على عائلة فرضت حكمها بقوة السيف، بل هي ملكٌ لجميع المواطنين دون تمييز، وأن حقوق المواطن بعيش حياة كريمة عادلة هو حق مشروع مستحق، وهنا يستشعر المواطن معنى أن يكون وطنيًا يحب وطنه ويحافظ على مكتسباته وخيراته.