مقالات

عُقدة الهوية السعودية: اللون البنفسجي وفيلم "باربي" و إيجي أزيليا

الكاتب/ة د.أبو الجوائز | تاريخ النشر:2023-09-01

بقلم: د.أبو الجوائز، د.هدى الإبراهيم

في عام ٢٠٢١، أعلنت وزارة الثقافة السعودية عن اختيار اللون البنفسجي ليكون رمزاً لسجاد مراسم استقبال الضيوف والزوار، مما أثار نقاشاً واسعاً حول قدرة هذا اللون على تجسيد تعدد جوانب الهوية السعودية.قيل أن القرار اللوني يعبّر عن تلاحم المملكة مع تراثها الطبيعي وأن اللون البنفسجي هو زهور الخزامى التي تزين صحارى المملكة في فصل الربيع، مما يعكس طبيعة المناخ السعودي المتنوعة.ومع ذلك، فينبغي أن يُعَبِّر الاختيار اللوني عن تعدد المناطق الجغرافية للمملكة بدقة. فالسعودية تتميز بتنوع جغرافي يشمل السهول الساحلية، والجبال الشاهقة، والصحارى الشاسعة، والهضاب الصخرية. ويجب أن يتعامل القرار مع هذا التنوع بحذر ليضمن تمثيل جميع جوانب المملكة بشكل متوازن.في نفس السياق، تبرز قضية فيلم "باربي" تفاوت المفاهيم والقيم الاجتماعية في المنطقة. حيث أُصدِرَ في بعض دول الخليج قرار بمنع عرض الفيلم بسبب محتواه المتناول لقضايا التحول الجنسي والمثلية بينما تم عرض الفيلم في السعودية بشكل مفتوح، مشيراً إلى توجه مختلف نحو المواضيع الاجتماعية.وظهرت مؤخرا إيجي إزيليا في مقاطع من حفلها على وسائل التواصل الاجتماعي حيث قامت بأداء أغنية "Goddess" وتمزق بنطالها أثناء العرض ومزق محمد بن سلمان معه هوية المجتمع السعودي وثقافته. وركزت الوسائل الإعلامية السعودية على هذا الأمر بعد أن أثار جدلاً في السعودية، حيث أن كلمات الأغنية غير مقبولة دينياً ولا ثقافياً فحتى يغطي على ذلك ركز على حادثة البنطال. تعتبر هذه الحفلات بمثابة تحدٍ للقيم الدينية والاجتماعية في المجتمع السعودي، وهذا ما يثير استفهام البعض حول سبب تشبث بعض الفنانين بهذا النوع من الفن الذي يتعارض مع التقاليد والقيم الثقافية. لهذا، يناقش البعض بشكل متزايد ما إذا كان هذا النوع من الفن يساهم في تقويض القيم الاجتماعية.وتجدر الإشارة إلى أن هذا النقاش ليس محصورًا في قضية إيجي إزيليا وحدها، بل يمتد إلى قضايا أخرى تتعارض مع القيم والتقاليد في المجتمعات. فقد تمت دعوة المغنية نكي ميناج من قبل ورفضت بسبب ملف حقوق الإنسان في السعودية.يبرز موضوع عقدة الهوية السعودية تحدي توازن المحافظة على التراث والتطور الاجتماعي. يمثل اختيار اللون البنفسجي رمزاً يعبر عن توازن المملكة بين الجوانب المختلفة لهويتها. في الوقت نفسه، تظهر قضية فيلم "باربي" وحفلات هيئة الترفية التباين في القيم والمفاهيم الاجتماعية وتأثير ذلك على مواقف الدول تجاه القضايا الحساسة.ومن الناحية النظرية، فيمكن تفسير ظاهرة عقد الهوية من خلال نظرية الهوية الاجتماعية. تشرح هذه النظرية كيفية تأثير انتماء الأفراد لمجموعاتهم على تشكيل هوياتهم. وتساعدنا النظرية على فهم تفاوت المفاهيم والتحديات الناتجة عن تضارب القيم والاعتبارات الاجتماعية في المنطقة.تعد الهوية الاجتماعية عنصرا مهما في تعريف الذات للفرد، حيث ترتبط بانتمائه لجماعة اجتماعية وكيفية تأثير هذا الانتماء على تصوّره لذاته. تسلط نظرية الهوية الاجتماعية، التي وضعها هنري تاجفيل وجون تيرنر، الضوء على أهمية الهوية الاجتماعية مقارنة بالهوية الشخصية للفرد. وتسعى هذه النظرية إلى فهم كيف يؤثر الانتماء الاجتماعي على سلوك الأفراد داخل الجماعات الاجتماعية.تركز نظرية الهوية الاجتماعية على دراسة التفاعل بين الهويات الشخصية والاجتماعية، وتهدف إلى تحديد الظروف التي تجعل الأفراد يفكرون في أنفسهم بصفتين: فردًا وعضوًا في جماعة. وتسلط النظرية أيضًا الضوء على تأثير هذه الهويات على إدراكات الأفراد وسلوكهم داخل الجماعة.بشكل عام، ترتكز نظرية الهوية الاجتماعية على الافتراض الأساسي أن عضوية الفرد في جماعة معينة تسهم في تحديد كيفية تفكيره وتصرفه في المواقف الاجتماعية. تعتبر هذه النظرية عاملاً مهمًا في فهم العلاقات بين الأفراد والجماعات وكيفية تأثير هذه العلاقات على تفاعلاتهم مع بعضهم البعض في المجتمع.فبناء على ذلك فإن ما يقوم به ولي العهد السعودي هو تدمير للمجتمع السعودي ويؤدي حتما إلى العنف والإرهاب فعقدة الهوية عند السلطة تصطدم بكل هوية وطنية لهذا المجتمعإن دولة لا تُعرف هويتها بل تتبدل كألوان الحرباء إنما هي دولة مبهمة كما قالت المتحدثة الرسمية لحزب التجمع الوطني البروفيسورة مضاوي الرشيد "فلا هي دولة إسلامية استطاعت أن تطور مفهوم الدولة الحديثة من منظور إسلامي وتؤصل لمؤسسات تستمد مبادئها من التراث المعروف، ولا هي دولة ديمقراطية حديثة كالدول الاخرى. فهل هي دولة أسرة أم مشيخة أم محمية؟ أم هل هي شركة عصرية تدير شؤون مجموعة بشرية وتتصرف بمواردها حسب ما تمليه احتياجات الاعضاء المشاركين ومصالحهم الآنية؟ من الصعب تحديد هوية الدولة رغم الجهود التي بذلت وتبذل حاليا من أجل تحديدها والتأصيل لها."