مقالات

من هو الخائن؟

الكاتب/ة ناصر العربي | تاريخ النشر:2023-09-16

أعلن تلفزيون السعودية عبر قناته الرسمية عن تنفيذ حكم الإعدام في حق المقدم الطيار الركن ماجد بن موسى عواد البلوي ورئيس الرقباء يوسف بن رضا حسن العزوني من منسوبي وزارة الدفاع. وحسب التلفزيون الرسمي " فقد أسفر التحقيق مع الأول بإدانته بارتكاب جريمة الخيانة الحربية وعدم محافظته على مصالح الوطن، وعلى شرف الخدمة العسكرية، فيما أسفر التحقيق مع الثاني بإدانته بارتكاب جرائم الخيانة بصورها الثلاث (العظمى، والوطنية، والحربية) وعدم محافظته على مصالح الوطن، وعلى شرف الخدمة العسكرية. إنا لله وإنا إليه راجعون.

لا أحد يعرف على وجه الدقة ماهي التهم الأساسية التي تدعي السلطة أن المرحوم البلوي والعزوني أقدما عليها. فالسلطة هي من تمتلك كافة الأوراق ولا تشرك المجتمع ولا حتى أهل البلوي والعزوني في معرفة تفاصيل القضية. فالسلطة القمعية والمستبدة هي الآمر والقاضي وهي الخصم والحكم في ذات واحدة. ليس هناك أي شفافية في النظام القضائي والعدلي فضلاً عن وجودة في المؤسسة الأمنية. فتلفيق التهم يتم للمدنيين على أتفه الأسباب، فما بالنا بالقيادات الأمنية! لو كانت السلطة تمتلك بحق الشرعية السياسية والمصداقية في تعاملها مع الشعب لعرضت جل المحاكمات أو على الأقل منها ماهو مسموح به في حدود الصالح العام. لكن السلطة في عهد محمد بن سلمان لا تحسب حساب لأحد فهي متغطرسة وتعتقد أنها فوق أي محاسبة أو نقد ومن يجرؤ على نقدها فمصيرة السجن وربما الإعدام. هذه هي قيمة الناس في زمن محمد بن سلمان. ولسان حاله يقول لا أريكم إلا ما أرى وعليكم السمع والطاعة. 

لكن بحق من هو الخائن الحقيقي؟

الخائن الحقيقي هو من ينكث العهد والقسم، الخائن الحقيقي هو من يصل للسلطة بالوراثة ويقوم على تصفية من يعتقد أنهم مجرد أشخاص مختلفين عنه. الخائن الحقيقي هو من يستخدم مؤسسات الدولة والمجتمع لصالحه الخاص ويجعل الوطن كأنه ملك له. الخائن الحقيقي هو من أمر بقتل جمال خاشقجي، وعبدالله الحامد، وموسى القرني، وعدد لا حصر له من ضباط وزارة الداخلية الذي اكتشفنا من خلال الإعلام أنهم ماتوا بالسكتة القلبية، الخائن الحقيقي هو من يحاول أن يطبع مع الصهاينة ويبيع سيادة وكرامة الوطن للمحتل والدول الأخرى لأجل مصالحة الخاصة. الخائن الحقيقي هو الذي لا يحرص على المال العام بل يتصرف وكأنه مال شخصي. الخائن الحقيقي هو الذي يقول أن القتل حق له في التعامل مع خصومة، هذا ليس فقط خائن هذا هو منطق الإرهاب. الخائن الحقيقي هو المدان في كافة الاعتقالات التي تحدث منذ قدومه للسلطة ويسجن الشعب على أتفه الأسباب.الخائن الحقيقي هو الذي يشن حرباً ليس لها أي قيمة أو معنى ويذهب إلى المالديف وقد أعلن الحرب ويرقص هناك مع عدد من الخونة من أمثاله، غير آبه بمستقبل الجنود على خط المواجهة. الخائن الحقيقي هو الذي خطط لاغتيال عمه الملك عبدالله، وربما خطط لاغتيال آخرين لا نعلم عنه مثل حارس والده الفغم.

سؤال كم عدد الجرائم التي ارتكبها محمد بن سلمان وفق قانون الدولة؟ ماذا لو تم تطبيق قوانين الجنايات والعقوبات على مبس؟ هل محمد بن سلمان فوق القانون؟ بكل تأكيد هو اليوم يعتقد أنه فوق القانون وهو القانون ذاته، لكن الطغاة لا يعتبرون من أي عظه. فهذا القذافي وابن علي ومبارك درس لمن يتعظ. اليوم يعتقد مبس الخائن أنه بمنأى عن أي محاسبة وملاحقة، لكن لا يعلم كيف أن العدالة تأخذ مجراها عند وجود لحظة تاريخية وأن الجرائم لا تسقط بالتقادم. و أذكر أن الخائن الحقيقي هو محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود.

 رحم الله الشهيد البلوي والعزوني وأسكنهم فسيح جناته وكتب لأهلم الأجر والصبر ولعن الله الظالم إلى يوم الدين.