مقابلات

الأمين العام السابق لحزب التجمع في حوار مع "صوت الناس": استطعنا كشف فساد بن سلمان للعالم

تاريخ النشر:2023-09-23

•    لن يتوقف مشروع الحزب حتى ينتهي الظلم والاستبداد
•    أجزم بأن غالبية السعوديين معارضين للقمع والفساد والتفرد بالسلطة
•    نمد أيدينا لكل من يتفق معنا لتأسيس المسار الديمقراطي والحفاظ على الحقوق والحريات
•    التفاوض بين السلطات والمعارضة وأحزابها أمر طبيعي وسياسي لابد أن يكون
•    تفاوض الحزب مع السلطة مشروط بإطلاق معتقلي الرأي وإيقاف الاعتقالات والانتهاكات والإعدامات
•    الحزب يجابه سلطة باطشة تسفك الدماء وتهدر الثروة وتدمر البلاد
•    حربنا على الاستبداد ومن يظن أننا نحارب بن سلمان فقد أخطأ

في الذكرى الثالثة لإنشاء حزب التجمع الوطني السعودي بهدف تأسيس مسار الديمقراطية كآلية للحكم في المملكة، كما أعلن في بيانه التأسيسي، أجرت صحيفة "صوت الناس" حوار حصري مع الأمين العام السابق والعضو المؤسس البارز يحيى عسيري، للوقوف على المستجدات وتقديم قراءات شاملة لما حققه الحزب على مدار ثلاثة أعوام، وتقييم أدائه.
وتطرقت الصحيفة في حوارها مع عسيري إلى حقيقة معاداة الحزب لشخص ولي العهد محمد بن سلمان، وحال أعضاء الحزب وحقيقة تشتتهم في البلدان المختلفة وتأثير ذلك على العمل الحزبي، ودور الذباب الإلكتروني في ترويج الأكاذيب وكيل الاتهامات للحزب، وأوضاع فصائل المعارضة بالخارج في مجملها، وفرصة جلوس الحزب على طاولة مفاوضات مع السلطة. 
إليكم نص الحوار

** بداية، ما تقييمك لأداء حزب التجمع بعد ثلاث سنوات من إعلان تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2020؟ 
- استطاع الحزب رغم كل الظروف الصعبة أن يحقق إنجازات كبيرة على مستوى استقطاب الأعضاء والتأثير الداخلي والدولي، وعلى صناع القرار، وتمكن من إحداث حالة جديدة في المشهد السياسي السعودي.
- استطاع الحزب فعل ذلك وكأنه يعمل وفق ظروف صحية طبيعية، في حين أن الأوضاع صعبة للغاية وفي بيئة لم تتعود على العمل الحزبي، بالإضافة إلى مجابهته سلطات تحارب بشدة حرية التعبير والتجمع، ومع هذا كان أداء الحزب وفقا لهذه الظروف رائع ومُرضى للغاية.
- نتفهم كل المتاعب التي تواجه الحزب والتي قد تبدو محدثة بعض القصور لدى بعض المتابعين، لكننا عندما نضع ظروف الحزب في عين الاعتبار ونحن نقيم الأداء، فإننا بلا شك نقول إن أداء الحزب كان أكثر بكثير من المعطيات.

** وما تقييمك للأداء بعد تنازلك عن منصب الأمين العام؟
- لا يزال الحزب وكأنه يحفر في الصخر ويحقق تأثير قوي، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار المصائب الموجودة.
- بعد الاستقالة من منصب الأمين العام كان هناك تسهيل في أداء عمل الحزب وإثبات بأن الديمقراطية هي سبيلنا في الحزب، وهي ما ندعو إليه ونتمسك به في تنفيذ قراراتنا وسير حزبنا.
- يضاف إلى ذلك الإدارة الرائعة التي قام بها الأمين العام الحالي الدكتور عبدالله العودة، وفريقه الرائع سواء في المجلس التأسيسي أو التنفيذي، وقد انعكس هذا الأداء على الإنجازات التي حققها الحزب في الفترة الماضية، وأرى أن الاستقالة كانت رافدا من روافد مسار الحزب ولم تؤثر سلبا كما يقول البعض.

- من موقعك الحالي داخل الحزب كعضو تأسيسي، هل تأسس المسار الديمقراطي الذي طمحت لتحقيقه بتنازلك عن منصبك؟ وما دلالات ذلك؟
- نعم تأسس المسار الديمقراطي، أو بتعبير أدق هو في طريق المأسسة وبشكل مستقر وإذا كان هناك بطء أو مصاعب فهذا أمر طبيعي، بسبب البيئة غير المواتية، واستحداث التجربة على المجتمع السعودي وعلينا كناشطين.
- كان هناك اعتراض على استقالتي من منصب الأمين العام داخل المجلس التأسيس للحزب، ولكن بعد الاستقالة أثبت الحزب أنه أصبح أفضل وأقوى واستمر في عمله وها نحن ندخل في عام جديد ولازال العمل مستمر.
- رأينا أيضا من الدلالات الإضافية على تأسيس المسار الديمقراطي مرونة وسهولة الانتخابات التنفيذية الأخيرة وقلة الاعتراضات عليها، وذلك لأن الأعضاء أصبحوا أكثر جراءة والمراقبين أصبحوا أقل حدة وأكثر دراية وفهما للعمل السياسي وقدرة على تعطيل الخلافات وإدارة الانتقال في المناصب والتدرج فيها، وكل هذا لا يأتي إلا بممارسة وخبرة والتنسيق لمثل هذه الأعمال، وهذا ما يحصل الآن وما نطمح أن يستمر بقوة وثبات.
- مع مرور ثلاثة أعوام منذ تأسيس الحزب وكونه كل عام يصبح أكثر قوة من العام السابق، فهذا دليل على أن القواعد في الحزب صلبة وتسير في الاتجاه الصحيح، صحيح أن البيئة غير مواتية والتجربة جديدة، ولكن أداء الحزب في الفترة الماضية أثبت قدرة أعضاءه على تقبل الديمقراطية وإدارة الاختلافات والسير نحو الأهداف المشتركة للحزب والتي أسس الحزب من أجلها، وهذا هو أساس العمل المؤسسي.

** غالبية أعضاء الحزب يقيمون بعدة دول غربية أبرزها أميركا وبريطانيا وكندا، فما مميزات وعيوب ذلك؟
- ساعد هذا الأمر كثيرا في إدارة حملات الضغط على الدول الحليفة للسعودية وصناع القرار الفاعلين والمؤثرين الذين تستعين بهم السلطات السعودية في إدارة حكمها وتصريف قمعها، ولهذا استطاع الحزب أن يحدث تأثيرا في هذه الدول، وهذا من أهم فوائد تنوع إقامات أعضاء الحزب.
- أما العيوب فكون السياسي بعيدا عن وطنه ويشعر بأنه ليس متصلا مع الجمهور بشكل مباشر على الأرض فهذا يحدث صعوبات كبيرة، ولكن أيضا توفر الأمان ولو بشكل نسبي في هذه الدول يساعد ويحل عددا من الإشكاليات.

** ماذا حقق الحزب للشعب السعودي بالداخل؟ وهل استطاع أن يكون صوت الشعب؟ 
- دافع الحزب عن قضايا الشعب السعودي في المحافل الدولية وفي كل أماكن صنع القرار في العالم، واستطاع أن يتعاون مع جهات مختلفة وينظم صفوف العمل في الخارج بين أعضائه ومؤسساته وبين المؤسسات الأخرى من أجل نقل صوت الشارع وهمومه وإيصال ما يقوله المواطن ويطالب به إلى العالم.
- الحزب حمل أيضا هم المواطن السعودي وحقوقه وحاول أن يمثلها في الخارج في ظل انعدام حرية التعبير عن الرأي في الداخل السعودي، وغياب الشفافية لدى السلطات السعودية، إلا أن الحزب أثبت للعالم نزاهته وصدقه.
- الحزب أصبح مصدراً للمعلومة والتحليل لدى الكثير من الدوائر سواء الإعلام أو المنظمات أو المؤسسات أو المراكز أو لدى الدول ووزاراتها، ويعرف من خلاله رأي الشارع السعودي، الذي لا يستطيع أن يعرب عن رأيه مباشرة، ويحاول الحزب جاهدا أن يعكس هذا الرأي في الخارج.
- استطاع الحزب الضغط على السلطات السعودية وكشف فسادها وسرقتها للمال العام ونهبها لثروات الشعب، وإفقارها المتعمد له وقمع حقوقه وغيرها من الانتهاكات كالتهجير والهدم والاعتقالات والإعدامات، كما يحاول الحزب أن يكون حجر عثرة في طريق الاستبداد وأن يكون محدثا لشيء من التوازن حتى نستطيع وقف هذا الاستبداد بشكل كامل ونحقق المسار الديمقراطي.

** لكن الذباب الإلكتروني يروج عكس ذلك ويقلل من قيمة ودور الحزب؟ فما دلالات تصاعد حراكه المحارب للحزب والتجييش لمهاجمته؟ 
- هذه الحرب ليست فقط على مستوى الذباب الإلكتروني، بل أيضا من الشخصيات التابعة للنظام وممثلين وإعلاميين وفنانين وغير ذلك، والدلالة الأكبر فضلا عن تأثر الحزب، أن النظام لا يتعلم من أخطائه ويعيدها ويحاول أن يعالج الأمور بنفس الطريقة القديمة.
-  بدلا من الاستماع لصوت الشارع وللحزب ومحاولة فهم أسباب تأسيسه في الخارج ولماذا لم يؤسس بالداخل، وأن يعرف لماذا الوضع الذي عليه بلادنا مختلف عن كل دول العالم، ولماذا ليس لدينا برلمان منتخب وحياة حزبية طبيعية دون هذه المطاردة، فإنه يصر على إنفاق الأموال وتجييش الجيوش ومحاربة وإصمات أي صوت آخر.
- السلطات السعودية تحاول إخراس كل الناشطين في الداخل والخارج، دون أن تحاول ولو لمرة واحدة أن تستمع لهذا الصوت وتوجد حلول حقيقية تخفف الضغط عليها، ويمكن لذلك أن يكون محققا لبعض الهدوء بالداخل؛ كان على السلطات أن تجرب التعامل بطريقة مختلفة ولو لمرة واحدة، لكنها تصر على معالجة الأمور بذات الخطأ وذات الطريقة.
- أما هذه الحروب العبثية التي تشنها على كل أفراد الشعب بالداخل والخارج من بين قمع وإعدامات وملاحقات في الداخل والخارج واغتيالات وتشويه للصورة ومحاربة إلكترونية واغتيال للمعنويات، فلم ولن تجدي نفعا، بل سينتج مزيدا من الناشطين والثوار والمناضلين. 

** يروج البعض بأن الحزب بلا رؤية وإنما يعارض مقابل تمويل خارجي، فبماذا ترد؟
- نشرنا في الموقع الإلكتروني للحزب رؤيتنا وأهدافنا، وهذا الأمر واضح في خطابتنا وبياناتنا والبعض لا يريد أن يسمع وهذا شأنه، ولا يستطيع أحد إصدار أحكاما دون أن يعود لأصحاب الشأن.
- هناك الكثير من الاتهامات التي تصدر عن الحزب دون العودة إلى مصادر الحزب وما يقوله عبر موقعه الإلكتروني وبياناته ومنصاته الرئيسية، وهذا الإشكال هو لدى من يوجه اتهام للحزب، وعندما يغيب الحياد والمهنية في النقل عن الحزب أو تحليل عمله فإن ذلك ينتج نقدا غير موضوعي وتقييما غير صحيح.

** وهل يتقبل الحزب وأعضائه النقد؟
- إن أي نقد موضوعي أو حديث عن الحزب سلبا أو إيجابا إذا استند إلى معلومات صحيحة وانطلق من منطلقات صحيحة فهو مرحب به لدى الحزب، ولكن عندما يبنى الأمر على جهالة أو أحقاد أو حرب إعلامية فإن هذا لا يجب أن يكون محط اهتمام من الحزب أو القارئ والمتابع.

** قلت في تصريح سابق إن الحزب يهدف لإيقاف الظلم والاستبداد وليس مناكفة الأسرة الحاكمة، فهل مازلت متمسكا بتصريحك؟ وهل ترى أن الحزب تمكن من تحقيق أي من أهدافه؟
- لم نأت للمنافسة على السلطة أمام حزب آخر يحكم البلاد كما هو حال كثير من الأحزاب حول العالم، بل أتينا أمام سلطة باطشة تسفك الدماء وتهدر الثروة وتدمر البلاد وتفسد حياة الناس بكل تفاصيلها محاولين خلق مسارا ديمقراطيا غير موجود على الساحة، فمن يظن أننا نعلن حربا على ولي العهد محمد بن سلمان أو آل سعود فقد أخطأ إن حربنا على الظلم والاستبداد أيا كان مصدره وأيا كان من يمثل هذا الظلم.
- إذا كان هناك شخص يمثل أي قبيلة أو أسرة أو خلفية، شريكا لهذا الاستبداد في ظلمه وقمعه فإنه بالنسبة لنا شريكا في هذا العمل وهدفا لنا نستهدف أعماله التي تضر بشعبنا، ولذلك فإننا نركز دائما على الأفعال، وما نراه من السلطة السعودية والأسرة الحاكمة والمتنفذين منهم في صناعة القرار ببلادنا هو استبداد وظلم واستهتار بأبناء شعبنا، ولذلك فإننا نقاوم من هذا المنطلق وليس لأسباب عرقية، أو أسرية، أو قبلية، أو غيرها، فحربنا ليست مع أسرة بعينها ولا مع شخص بعينه وإنما لهذا التدمير الذي يستهدف البلاد.
- لن يتوقف مشروع الحزب حتى ينتهي الظلم والاستبداد، ونحن لا نستطيع أن نحقق كل النتائج بين يوم وليلة وهذا الاستبداد أسس عرشة على مدار سنوات طويلة واستطاع التغلغل في العقلية الذهنية لدى كثير من أفراد المجتمع، ولذلك فإن تفكيك هذا الخطاب الاستبدادي يحتاج إلى جهد طويل ونضال كبير وتضحيات كثيرة وهذا ما نقوم به.
- نحن في هذا الصدد حققنا الكثير ولازال أمامنا الكثير والكثير، وكلما انخرط مزيد من أبناء شعبنا في الداخل والخارج مع هذا الحراك والنشاط والقيم المشتركة التي ندعو إليها كلما استطعنا أن نحارب الاستبداد والتفرد بالسلطة والبطش الذي يطال بلادنا.

** عروجا على ذكرك "التفرد بالسلطة" هل استطاع الحزب أن يكون مصدر تهديد لعرش بن سلمان؟
- استطاع الحزب أن يكون مهددا لانتهاكات بن سلمان وتجاوزاته الخطيرة، وأحدث نقلة في العالم الذي كان يمجد هذا الحاكم ويدعي أنه إصلاحي، وتمكن من كشف كذبه للعالم وإعلان حقيقة ما يجري على الأرض من قمع وفساد وبطش، وهذا هو المهدد الحقيقي لعرش ولي العهد.

** ألا ترى أن المعارضة السعودية بالخارج مشتتة بين منظمات حقوقية وحزبية ومعارضة فردية؟ وما عيوب ومميزات ذلك؟ 
- بداية، المعارضة لا يجب أن تكون بالخارج، والتعريف الذي تقدمه السلطات السعودية عن المعارضة هو مفهوم مغلوط يتبناه كثير من الأفراد سواء إعلاميين وصحفيين وأبناء شعبنا.
- المعارضة ليس بالضرورة أن تكون من الخارج هناك شخصيات وازنة تبنت المعارضة من الداخل، ولعلي أذكر منهم الرمز الكبير والإصلاحي الدكتور عبدالله الحامد، الذي لم يكن يوما مواليا للنظام بل كان معارضا طوال الخط، وغيره من الشخصيات الكثيرة. 
- التعريف الذي قدمته السلطات السعودية وصورته عن المعارضة أنها تكون بالخارج وتتبع نهجا حادا في خطابها مع الشعب والسلطات، وذلك بهدف خلق قطيعة بين المعارض والشارع، وأصبحت كلمة معارض لها طابعا خاص وخوف شديد من قبل أبناء الشعب والمتابعين.
- أنا أجزم بأن غالبية شعبنا معارضون لما تقوم به السلطات السعودية من قمع وفساد واستفراد بالسلطة، ولا يقبلون ذلك سواء صرحوا أو لم يصرحوا وسواء كانوا بالداخل أو الخارج، وسواء طالبوا بإصلاح جزئي أو جذري، أو تغيير كلي.
- المعارضون بالخارج ليس جميعهم لديهم مشاريع سياسية، أو ليسوا سياسيين، وقد يكون مجرد غاضبين يريدون التعبير عن أراءهم ويقولون كلمة هنا وأخرى هناك وهذا حق مشروع، وهناك من لديهم مشاريع، خاصة في ظل عدم وجود مؤسسات للمجتمع المدني وحياة مدنية داخل البلاد.
- تأسيس صحف ومؤسسات وأحزاب وكيانات بالخارج أمر لازم، وتعددها ضرورة لأن لكل كيان نشاط مختلف عن الآخر، وهذا تعدد مطلوب.

** لكن ذلك التشتت خلق نوعا من الصراع بين المعارضين؟
- الصراع الجاري ربما هو غير المطلوب وغير صحي لكنه طبيعي ومتوقع أن يكون، ونحن ندعو للتخفيف من حدته والتعقل في إدارته، ومن غير المتوقع أن نكون مثاليين لدرجة إنكار وجود أي اختلاف، ونطلب من الناس أن يكونوا متطابقين متشابهين.
- الأصل الاختلاف، ولكن على المعارضة السعودية بمختلف توجهاتها أن تحسن إدارة الخلاف دون فجور في الخصومة وكذب وغش وتزوير واستحلالا للأعراض وتشويه للسمعة أو تخوين، وهذا ما نرفضه ونحاربه سواء كان من السلطات أو حتى من المعارضين.
- نؤكد أن خداع الناس ومحاولات الاغتيال المعنوي للشخصيات الاعتبارية "جريمة" يجب أن تتوقف، ويكون التنافس على من يقدم الأفضل لأبناء الشعب، ثم نخلق هذا التنافس في مساره الديمقراطي حتى نصبح أمام صندوق الاقتراع ليختار الناس من يمثلهم، هذا ما يجب أن يكون ونبني عليه اللبنات الأولى من الآن حتى يتحقق ذلك.

** أليس الأنفع من ذلك الصراع أن تتوحد المعارضة على اختلاف تواجهها وأفكارها في ائتلاف يوحدها لتكون أكثر صلابة في مواجهة السلطة؟ 
- هذا الأمر غير صحيح وهذا من نتاج الاستبداد الذي يريد أن يكون الناس بلون وكلمة وشكل واحد، هناك اختلافات بين الأشخاص واهتماماتهم وأفكارهم ويجب أن يكون هذا الاختلاف مفهوما، وأن نخلق قواعد مشتركة وأن يكون بين أصحاب المشاريع تأسيس لهذه القواعد.
- نحن نمد أيدينا لكل من يتفق معنا لتأسيس المسار الديمقراطي والمحافظة على الحقوق والحريات وإدارة العمل السياسي بقيم أخلاقية، والتي أجزم أنها الأسس الأولية للعمل، ومن يختلف معنا في ذلك فلن نستطيع التعاون مع من لا يتفق على إدارة الأزمة السياسية بأسس أخلاقية.
- لا نستطيع أن نقع في الأعراض ولا نقبل ذلك ولا أي كذب، أو غش، أو تزوير، أو خداع لأبناء شعبنا سواء من السلطات أو غيرها، ولا نقبل أي استبداد أو فرض للأمر الواقع أو محاولات لجر البلاد إلى العنف أو إلى التقسيم، كل ذلك مرفوض جملة وتفصيلا لدى الحزب.
- لذلك نقول مرحبا بكل من يتفق معنا في تأسيس المسار الديمقراطي وخلق مسار لأبناء شعبنا ليختاروا من يمثلهم وتحقيق العدالة لأبناء الشعب وحفظ حقوقه وكرامته وضمان حريته وإدارة هذا العمل السياسي بأخلاق والتزام دون الإسفاف أو الانحطاط فيما يسميه البعض براغماتية سياسية والسماح لأنفسهم بالوقوع في بعض الأخطاء.
- من يتفق معنا في هذه القواعد المشتركة سواء داخل الحزب أو خارجه فنحن ندعم عمله دعما لا محدود، لأننا لا نرى منافسا في الساحة السياسية، بل نرى معاديا وخصما يعادي خيار الشعب وحرياته أو معاونا يؤيد خيار الشعب وحرياته. 
- إذا كان البعض يختلف معنا في بعض التوجهات والأفكار، ولكنه يؤيد ما انطلق الحزب من أجله لحفظ حقوق الشعب وحرياته والتأسيس لأن يختار الشعب من يمثله، فنتعهد في الحزب بدعمه والوقوف إلى جانبه للسير في هذا الاتجاه، لأن هذا ما نسعى إليه، ولا نسعى إلى قيادة الشعب، بل يطلب الحزب أن يختار الشعب من يمثله ويقوده.

** لماذا لا يتبنى الحزب الخطابات الإصلاحية لعبدالله الحامد ويؤسس عليها ليواصل مسيرته الإصلاحية؟ 
- الدكتور عبدالله الحامد كان له مطالب متعددة ومتباينة في بعض الأوقات، وقال في أحد البيانات الشهيرة التي قدمها هو وبعض رفاقه: "إما الدستورية وإما الجمهورية"، وكان لديهم عدد من المشاريع والمطالب بعضها انخرط الحامد في تأسيسها والعمل بها مثل جمعية حسم وكانت جمعية حقوقية، كما انخرط أيضا في أعمال أخرى مثل دعاة الدستور الإسلامي، وغيرها من الأعمال وله نضال كبير جدا وكتابات كثيرة ستنشر قريبا. 
- لكن هذا العمل الطويل للحامد كان ينسجم مع البيئة والمرحلة، ونحن لسنا في تضاد مع ذلك، بل نثمن ونقدر هذا النضال ونظن أن العمل الذي نعمله به جزء كبير من نضاله ونفخر بذلك، وأجزم أنه لو كان بيننا لكان شريكا لنا وأيدنا وتوافق معنا في أعمال كثيرة وسيكون أحد أعضاء هذا الحزب، وهو رمز وطني كبير، وكان له دور إصلاحي بارز.
- لا يمكن أن نختزل العمل السياسي في شخص مهما عظم، والعملية السياسية والتطور السياسي يجب أن يكون متطورا ومتحركا لا جامد ولا ثابت وهذا ما كان عليه الحامد، فمطالبه في زمن ليست كمطالبه في زمن آخر.
- لذلك لا يمكننا الجمود على مرحلة من مراحله أو فكرة من أفكاره، لكننا يجب أن نكون أكثر تقدميه ونستمر في الأداء والعطاء خاصة أن الظروف المواتية لنا أكبر من الظروف المواتية للحامد، حيث واجه السجن رحمه الله 7 مرات ثم قضى حياته داخله، فلا يمكن لمن يعيش في الحرية ويرى تزايد القمع والتطورات الدولية الحالية أن يضع سقفاً لأعماله بأحد القيادات والرموز الذين ناضلوا من الداخل ومن خلف قضبان السجون.


- افتراضا، هل يمكن للسلطات السعودية أن تدعو الحزب للتفاوض على مطالبه كونها تزعم التواصل مع المعارضين بالخارج؟ 
- التفاوض بين السلطات والمعارضة وأحزابها هو أمر طبيعي وسياسي لابد أن يكون، ولم يعلن الحزب أو يقول يوما أنه لن يتفاوض مع السلطات السعودية، وما أصدره في مرحلة من مراحله بأن قال "لا تفاوض مع السلطات السعودية" أكدنا حينها أن ذلك لن يحدث "دون إثبات حسن النوايا" بإطلاق معتقلي الرأي وإيقاف حملات الاعتقالات والانتهاكات والإعدامات الجارية في بلادنا.

- إذا ماذا سيكون رد فعل الحزب إذا دعي للتفاوض؟ وهل لديكم استعداد لمفاوضة السلطة؟
- لم نتخذ موقفا للقطيعة الكاملة مع السلطات السعودية، ولكن نقول إننا يمكننا الجلوس على طاولة المفاوضات إذا كان هناك جدية لدى السلطات السعودية، نحن لن نفاوض على مناصب أو مقابل دنيوي، ولكننا سنفاوض على معتقلين داخل السجون منهم معتقلي رأي وإصلاحيين وأكاديميين وغيرهم، ونفاوض على إيقاف الإعدامات وإيقاف التهجير وإدارة عادلة للثروة، وهذا هو لب وصلب العمل السياسي. 
- التفاوض لن يكون إلا إذا كان هناك إثبات حقيقي من قبل النظام السعودي للتفاوض على الملفات الهامة لأبناء الشعب.