مقابلات

في ذكرى التأسيس.. عبدالله العودة يكشف في حوار مع "صوت الناس" إنجازات حزب التجمع

تاريخ النشر:2023-09-23

●    تأسيس الحزب لا يهدف للاختصام مع المجتمع ولا لضرب العمق الشعبي
●    عدونا واحد وهو الاستبداد والظلم والقمع والسلطة المطلقة
●    الاحتفال الحقيقي يوم التحرر من تفرد الطاغية بحكم البلاد
●    نريد أن نرى الشعب يمارس تداول السلطة
●    حزب التجمع إصلاحي ديمقراطي منحاز للشعب

قبل ثلاث سنوات، وفي مثل هذا اليوم، أعلن معارضون سعوديون بارزون عن تأسيس حزب التجمع الوطني المعارض، في حدث تاريخي لقي تفاعلا ودعماً كبيرين آنذاك، كونه تزامن مع اليوم الوطني السعودي، ويعد أول كيان سعودي معارض معلن، وأول تحرك سياسي منظم خارج البلاد ضد السلطة الحاكمة في السعودية.
وحرص أعضاء الحزب منذ اليوم الأول لتأسيسه على تطبيق مع نادوا به من ممارسة الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة نزيهة وتداول سلمي للسلطة، وتأسيسا لذلك المسار استقال الأمين العام السابق للحزب يحيى عسيري من منصبه، ودعا للتصويت لاختيار خلفاً له، وتم انتخاب الدكتور عبدالله العودة أمينا عاما للحزب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وفي ذكرى مرور ثلاث سنوات على تأسيس الحزب، حاورت "صوت الناس" العودة للتعرف على إنجازات الحزب خلال الفترة الماضية، ومدى تأثيره في الداخل والخارج، وقدرة الحزب على ممارسة الديمقراطية ورسائله من وراء إجراء انتخابات في السنة الأولى من تأسيسه، ومدى رضا أعضاءه عما تحقق وطموحاتهم للفترة القادمة.

إليكم نص الحوار

** بداية ما الرسالة التي أردتم إيصالها من خلال اختيار اسم "حزب التجمع الوطني" وإعلان تأسيسه بالتزامن مع العيد الوطني السعودي؟ 
- اخترنا في البداية اسم حزب التجمع الوطني لأننا أردنا أن نقول إنه تجمع لأطياف مختلفة من خلفيات متنوعة، وأن وطننا يزخر بالتنوع الأيدلوجي والثقافي والقبلي والمناطقي والمذهبي وغيره، وإن كنا نطمح لتأسيس بلد ديمقراطي فينبغي على هذا الحزب الذي يقول إنه يدفع باتجاه الحركة الديمقراطية أن يكون متنوعا ومتعددا بتعدديه المجتمع وغنى المجموعات المختلفة داخلها.
- أما اختيار وصف الحزب بأنه "وطني" لأنه يريد إعادة الوطن وتعريف الوطن إلى المواطن وإعادة الدفة إلى الاعتراف بالشعب والناس والوطن كأداة أساسيه كأرضية أساسيه لفهم ما هو الوطن، ونحن نقول إننا لن نترك للاستبداد فرصة ليحاول تشويه صورة الوطن عن طريق ترميز الأصنام والطغمة الفاسدة والشخص الواحد والفرد الطاغية.
- نحن مع الوطن الذي يمجد الشعب، والشعب وحده بعد الله سبحانه وتعالى، نحن لا نقبل بتعريف للوطن يجعل المواطن مسحوقا مهمشا على قارعة الطريق، نحن نقول إن الوطن الذي ندعو له هو الذي يرتكز حول المواطن ويدافع عن الشعب ويحمي حقوق الناس.
- لذلك الرمز الذي اخترناه هو الاسم في الانجليزي "NAS" لأن  Na هي اختصار ناشونال (National ) ، و AS هو اختصار (Assembly) واختارنا هذا تحديدا لأن هذين الكلمتين يعبران أيضا بالعربي عن مفردات "الناس" التي تعبر عن المجتمع والشعب، ونرجو أن يكون حزب الناس، ولذلك اخترنا هذه المفردات المتعلقة بمفاهيم الحزب.
-  أما عن اختيار إعلان تأسيس الحزب في اليوم الوطني، لأننا نقول إننا مع الوطن، وأن تأسيس الحزب والدفع باتجاه عمل قوى المعارضة ليس لأجل الاختصام مع أي شريحه من شرائح المجتمع ولا حتى محاولة ضرب العمق الشعبي؛ هذا النوع من تسميم العلاقات الاجتماعية هو ما يفعله المستبد.
- نحن نطمح إلى الدفع بالقيم الوطنية، ولذلك اخترنا اليوم الوطني لإرسال رسالة قوية بأننا نحتفل مع الناس، ولكن نريد الاحتفال بشكل حقيقي في اليوم الذي يتحرر فيه الناس من استبداد المستبد ومن ظلم الظالم ومن تفرد هذا الطاغية بحكم البلاد و مصادرها الطبيعية.

** في البيان التأسيسي للحزب، تحدثتم عن مبادئ عامة للإصلاح وعن ضرورة المسار الديمقراطي لبلادنا، وبعد ذلك رأينا ممارسة الحزب للديمقراطية داخليا بانتخاب الأمين العام والمتحدث الرسمي والمكتب التنفيذي ومجلس الأعضاء، لماذا اخترتم الديمقراطية كنظام سياسي بديل ينادي به الحزب؟ 
- فيما يتعلق بالبيان التأسيسي للحزب نعم تحدثنا على مدار عام عن مبادئ التأسيس الديمقراطي وقدمنا ممارسة داخلية لأننا إذا كنا ندعو للديمقراطية فنحن نطبقها على أنفسنا أيضا، فأجرينا عدة انتخابات داخلية لمجلس الأعضاء ومرت عدة شخصيات في إدارة مجلس الأعضاء ورئاسة مجلس الأعضاء، ومرت عدة شخصيات في رئاسة المجلس التنفيذي، ومرت شخصيتان في منصب الأمانة العامة للحزب، وتم التجديد للمتحدثة الرسمية باسم الحزب الدكتورة مضاوي الرشيد، بسبب دورها المحوري والتاريخي في المفاهيم الديمقراطية، ودورها أيضا في العالمين العربي والغربي.

** وما الرسالة التي تريدون إيصالها من خلال الممارسة الدورية للانتخابات داخل مؤسسات الحزب؟
- نستهدف تطبيق ممارسة الديمقراطية على أنفسنا، وتدريب كوادرنا ومؤيدينا والمتعاطفين معنا على العمل الحزبي والديمقراطي وتداول السلطة، لأن هذا ما نريد أن نراه في شعبنا ومجتمعنا بممارسات تداول السلطة وممارسات الانحياز للشعب دائما وأبدا.

** في خارطة الطيف السياسي.. أين يمكن وصف موقع الحزب؟ وهل يمكن القول إنه حزب إصلاحي ديمقراطي؟
- نعم الحزب إصلاحي ديمقراطي في الصميم، فلا يمكن تصنيفنا بأننا يمين أو يسار، نحن مع أطياف مختلفة من الشعب، والمبادئ الأساسية مستقرة ومتفق عليها بين كل كوادر الحزب وقياداته ومؤسسيه، وهي القيم الديمقراطية والانحياز للشعب وللناس واحترام اختياراتهم.

** وما هي فلسفة الحزب في تعدد وتنوع أيديولوجيات أعضاءه مع إجماعهم على مبادئ ورؤى الحزب؟
- هذه جزء أساسي من تشكيلنا وتكويننا كمجتمع ونحن نرغب في البقاء والحفاظ على هذا المجتمع وتنوعه وقيمه، ونتمسك برفض فرض أي قيم لم يتم اختيارها أو فرض سلوكيات لم يتم القبول بها شعبيًا.

** في مايو الماضي، أعيد إطلاق الرؤية الشعبية للإصلاح وهي وثيقة شعبية تضع مبادئ أساسية للإصلاح في بلادنا ووقع عليها ناشطين من مختلف التوجهات ومنهم قادة الحزب، فهل يمكننا القول إن الحزب تبنى الرؤية واعتبرها مشروعا سياسيا يعبر عن رؤيتكم في الحزب لمستقبل البلاد؟ 
- الأغلبية الكبيرة من الحزب وقع على هذه الرؤية وتم تبنيها بشكل غير رسمي من الحزب، ودفعنا بها أيضا في العالم الغربي لتكون أرضية مشتركة حتى للحلفاء خارج الحزب، كما دفعنا بها سياسيا في كل المجالات.
-  أريد قول ثلاث أشياء سريعة فيما يتعلق بالرؤية، أولا أن فكرتها أنها تكون جامعة حتى للشخصيات خارج الحزب، وحاولنا فعليا تشكيل هذا النوع من الحلف الأكبر، ثانيا عقدنا مؤتمر في مايو/أيار الماضي شاركت فيه مجموعات ممتازة ودعونا فيه المنظمات الدولية للانحياز لنا ودعم أفكارنا، وشارك فعليا 23 منظمة حول العالم وهذا عمل غير مسبوق ومبادرة ضخمة جدا ومهمة ووقعوا على دعم الرؤية الشعبية للإصلاح وعلى الدفع الديمقراطي الذي يدعون له.
- وكان من أبرز المنظمات المشاركة في المؤتمر والموقعة على البيان "هيومن رايتس واتش والعفو الدولية ومنظمات أخرى في واشنطن وفي لندن وفي أوروبا وفي أماكن مختلفة حول العالم، واعتقد أنها سابقه في تاريخ العمل السياسي والإصلاحي في الخارج.
- ثالثا: "نعدكم بالمزيد لأن هذه الخطوة تمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي الداخل السعودي من داخل الأطياف المختلفة للنقاش حول مبادئ الرؤية وتطويرها والقبول بالمبادئ الأساسية، أما المرحلة الثانية هي الدفع بالمنظمات الدولية والعالم والمجتمع الدولي للدفع بمسار القبول بهذه الأفكار، والمرحلة الثالثة تتمثل في الدفع بالضغط السياسي الدولي وتقديم مناسبات كبرى ومؤتمرات كبري لدعم هذا الاتجاه إلى عالم أرحب وأكبر.
 
** اليوم، وبعد مضي ثلاث سنوات على إعلان تأسيس الحزب.. ما تقييمكم بشكل عام لدور الحزب خلال السنوات الماضية؟ وما أهم تطلعاتكم وأهدافكم لدوره المستقبلي؟
- تقييمنا بأن الحزب قدم مبادرة ممتازة لتدريب أنفسنا ومجتمعنا على التعددية الحزبية، وقدمنا إنجازات معنوية وعلى الأرض، وأهم الانجازات المعنوية هو التدريب على العمل السياسي، والحزبي وإبراز ثقافة ديمقراطية والعمل بشكل تنوعي وتعددي.
- قدمنا أيضا بديلا مهم جدا للعالم وللداخل والخارج عن الاستبداد والسلطة المطلقة ورسخنا بشكل كبير بأننا لا ندخل في أي صراعات مع أي من الأطياف المختلفة، وأننا لدينا عدو واحد وهو الاستبداد والظلم والقمع والسلطة المطلقة، وحافظنا على هذا النفس والسلوك لأنه ليس لدينا وقت للخصومات والتشتت الفرعي مع المشاريع والشخصيات المختلفة حتى التي تقصر معنا، ومشكلتنا الأساسية والوحيدة هي مع الطغيان السياسي والاستبداد والسلطة المطلقة.
- وأهم إنجازات الحزب تشكيل كوادر مختلفة ومتنوعة فقد قدمنا لأول مره مجموعة من العمل السياسي تعمل بشكل جماعي ليست مرتبطة بفرد أو شخص واحد، وقدمنا رؤية تعددية وبإمكان أفراد مختلفين من مناطق وأنماط وخلفيات مختلفة العمل بشكل مشترك حقيقي وصادق.
- من نجاحات الحزب أننا أنشأنا مؤسسات في دول مختلفة حول العالم منها "الحقوقية والبحثية" وهذا أشبه بأدوات ضغط سياسية وإعلامية في مناطق مختلفة حول العالم، وأصبحنا رقما صعبا في كل من التغطيات الإعلامية فيما يتعلق بالشأن السعودي لدرجه أنه أكاد أقول إنه لا يمكن لأي صحفي حول العالم تناول الشأن السعودي من غير أن يتحدث عن القضايا التي غطيناها، وعن الأحداث التي ناقشناها أو حتى استشارة معنا أو مع أعضاء الحزب.
- أضرب مثلا سريعا حين قررت القناة الأميركية المقربة من الجمهوريين فوكس نيوز استضافة ولي العهد محمد بن سلمان، دعانا أكبر مركز للجمهوريين في واشنطن دي سي الذي يحتضن أهم الشخصيات الجمهورية من أجل إلقاء كلمة والحديث معنا، واستأذن في أخذ الصور لأجل يقولوا للشعب وللعالم ولقواعدهم الجماهيرية أنهم ليسوا مع المستبد الطاغي الذي خرج على قناة فوكس نيوز وأن هناك مجموعة أو جناح داخل الحزب الجمهوري يفهم حقوق الإنسان ولا يرغب ببقاء الطاغية بهذا الشكل.

** ما هي رسالتكم الختامية ونحن اليوم نحتفل بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيس الحزب؟ 
- نؤكد أن المعركة لا تزال في بدايتها وأعدكم بأن في الجعبة الكثير بإذن الله تعالى، أبقوا بالانتظار، هناك أحداث قادمة مهمة جدا، وسنحرص في الذكرى السنوية للحزب على عمل مؤتمر سنوي، وأيضا هناك فعاليات فيما يتعلق بذكرى مرور 5 سنوات على مقتل الشهيد جمال خاشقجي رحمه الله تعالى، ونحاول عمل المزيد في هذا الإطار والدفع بتشريعات أو قرارات في بعض البرلمانات الدولية ومنها الكونجرس الأميركي.
- ختاما نقول إن المستقبل للشعب شاء من شاء وأبى من أبى وإن رغمت أنوف فكونوا بالجوار وعلى الانتظار.