مقالات

لقد حان وقت التغيير الديمقراطي في السعودية!

الكاتب/ة مضاوي الرشيد | تاريخ النشر:2023-09-23

بقلم د.مضاوي الرشيد و د.عبدالله العودة 

يوم 23 سبتمبر/أيلول عام 2020، ريثما احتفلت السعودية بعيدها الوطني من خلال دعايات للنظام تمجد 90 عامًا من الازدهار والأمن، أعلنت مجموعة من المنفيين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأماكن أخرى عن تشكيل حزب التجمع الوطني، وهو حزب يتجذر في المبادئ الديمقراطية سعيًا إلى استعادة الحقوق الأساسية للمجتمع السعودي، مثل حرية التعبير والمساءلة والانتخابات واحترام القانون الدولي.
نحن نعتبر أن كسر حاجز الصمت إزاء القمع الداخلي المستمر من قبل النظام السعودي وانتهاك المعايير الدولية مسألة ملحة للغاية.

بعد مرور عامين على جريمة القتل الوحشية التي تعرض لها جمال خاشقجي، يواصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حكمه بحد السيف. من اعتقال النشطاء والنسويات والمثقفين في السعودية واضطهاد النقاد في الخارج إلى الحرب السعودية المدمرة منذ خمس سنوات في اليمن، يستمر النظام في الإفلات من العقاب. وفي الوقت نفسه، لا يزال المجتمع المدني السعودي الضعيف والخائف محرومًا من الحق في تحدي الاضطهاد بالوسائل السلمية، وقد شجّع تهاون بعض الجهات الفاعلة الدولية وتواطؤها محمد بن سلمان.
لهذا السبب أعلنّا عن حزبنا وإعلاننا للمبادئ مدركين أن النظام سيستهدفنا أيضًا في الخارج ويرهب عائلاتنا في الداخل. لكننا نتعهد ببذل كل ما في وسعنا لمنع البلاد من الانزلاق إلى الاضطرابات والعنف أثناء نشوب المزيد من الحروب الإقليمية بصفتنا جزءًا من المجتمع السعودي الأكبر في المنفى.

نعتقد أن الاستقرار لا يتحقق إلا من خلال الديمقراطية وسيادة القانون. نريد أن نضمن العدالة لكل شخص من دون تمييز لضمان المساواة بين المواطنين – وإنشاء قضاء مستقل وعادل يتبع دستورًا توافقيًا عامًا.

يتكون حزبنا من مجموعة متنوعة من مختلف المناطق والقبائل والطوائف والتيارات الفكرية. هدف حزب التجمع الوطني هو تمثيل الشعب السعودي، ونحن نرحب بجميع المواطنين السعوديين، بمن فيهم قادة الأعمال وأفراد العائلة المالكة لكي نعمل سويًا من أجل إنقاذ المجتمع السعودي من حافة الانهيار.
لا يتوقع الحزب أن تتعارض الديمقراطية مع التقاليد الإسلامية السعودية. لقد نجحت العديد من الدول الإسلامية في التحول نحو الديمقراطية. في الواقع، يعتبر الحزب المجتمعات الدينية جزءًا من أي مجتمع مدني قوي. الأمر الأكثر إلحاحًا في السعودية هو تحرير الدين من قبضة الدولة – دائمًا ما يستخدمه النظام في السياسة الداخلية والخارجية كمظلة مرسلة من الله لغرض التستر على أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان ولتبرير العنف والتصرفات السيئة التي ترعاها الدولة.

مع صراع على السلطة الملكية يلوح في الأفق بداخل عائلة آل سعود بعد وفاة الملك سلمان، يريد حزب التجمع الوطني حماية المجتمع السعودي من انعدام الاستقرار السياسي والاضطرابات. نظرًا لأن محمد بن سلمان لم يصبح ملكًا بعد ويتلقَّ قسم الولاء من زمرة من أفراد العائلة المالكة المهمشين والمذلين – وبالتالي تحطيم أسطورة الإجماع الملكي – فإن لدى حزبنا إجابة واحدة واضحة لتجنب أزمة قيادة محتملة: الناس.

يتطرق الحزب إلى فراغ السلطة في المجتمع تحت حكم محمد بن سلمان. لقد شاهد العالم بكل رعب تجاوزاته لكنه فشل في الرد بشكل مناسب. حتى العدوان السعودي في اليمن لا يزال بعيدًا عن التوقف حيث يختار الداعمان الرئيسيان للنظام، الولايات المتحدة وبريطانيا، عدم الضغط عليه لإنهاء هذه الحرب التي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين ودمرت بلدًا يعاني أساسًا من الفقر، مما تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

بالنسبة للحزب، فإن الشأن الأول هو السماح للسعوديين داخل البلاد بالتعبير عن رؤيتهم ليصبحوا مواطنين أحرارًا يتمتعون بالحقوق السياسية والمدنية الأساسية. الهدف هو رفع مستوى الوعي وتقديم نماذج بديلة للنشاط. ثانيًا، يريد الحزب الانخراط مع المجتمع الدولي والمجتمع المدني العالمي لتحويل السعودية إلى مشارك محترم بدلًا من دولة مارقة – لا يُتساهل معها إلّا لثروتها وإمكاناتها كمستورد للسلاح ووجهة لاستثمارات رأس المال العالمية.

لفترة طويلة جدًا، تساهل العالم مع الطغاة من أجل تحقيق ما يراه البعض “استقرارًا”. ومع ذلك، فقد أثبتت الشخصيات المارقة الاستبدادية مثل محمد بن سلمان أنها مصدر كبير لعدم الاستقرار في الداخل والخارج. من مصلحة كل من السعوديين والمجتمع الدولي دعم حزب التجمع الوطني والعمل معنا لتحقيق نظام ديمقراطي مستقر ينقذ البلاد من الانهيار الوشيك من الداخل، لأن العواقب ستكون مدمرة للجميع.