مقالات

دعونا نشعر و لو لمرة!

الكاتب/ة عالية الشهري | تاريخ النشر:2023-10-05

لـم يسبق لي أن كتـبتُ مـقـالاً مـن قبـل، كمـا لم تتـاح الفرصـة للكتابـة بحريـة تامـة «وإن كانـت نسبية» سـواء في الإعـلام أو حـتى عـلى وسائل التواصل الاجتماعـي.. 

نحـن نعلـم ثمـن ذلـك في بلادنـا جيـدًا..وجـدت هنـا فرصـة رائعـة واعتقـد أنهـا فرصـة للجميع لتكسر قيود الخـوف حلقـة حلقـة، وتجعـل مـن أقـلام أحرارنـا سـيوفاً للحـق يصقلونهـا في وجـه المستبد..

سـأدخل في صميـم الشـعـور الـذي لطالمـا تمنيت كتابته، منـذ زمـن لا أعلـم هـل هـو بعيـد أم أنـه وليـد مرحلـة عـرفـت بهـا أنـني أفتقـد وطـني، وقـد حال بيني وبينـه نظـام قمعي جائـر، سأكتب الشعور الـذي حبسـته كثيرا بداخـلی، واختنقـت به أكثر..أعلم أن هنـاك مثـلي الكثير ممـن انتظـروا هـذه الفرصـة الـتي يفصحـون بهـا عمـا يـحـرق كرامتهـم ،وينخـر في قلوبهـم حزنًا وهمـا وغمـا..

لا بأس دعونـا نـكـتـب، لا بأس في أن نصيـغ غضبنا كحروف قـد تتحـول يومـا مـا إلى صفعـات عـلى وجـوه الظلمـة.. دعونـا نفـكـر ونقـرأ ونفهـم .. دعونا نشعر ولـو لـمـرة..

لا أعلـم مـتى وكيـف استيقظت لأجد نفـسي غارقـة بدموع عائـلات سـجناء الكلمة، بصرخـات فـقـراء وطـن غـني لكـنـه لـم يمـد يده للجميع!؟، بأفكار علماء ودعاة غُيبوا خلف قضبان الطغاة، بابتسامات الخونة السارقين..

احترق بكل حرف أقرأه خجولاً من فم حُر، أراد قول شيئاً ما! ولكن لعنات المستبد أمسكت زمام قلمه وجعلته يصيغ التغريد أو المقال بشكلٍ لا يثير غضبهم فيضيفوه لقائمة الأحرار المغيبون..سأكتب اليوم وغداً وبعد غد أنتم تقتلوننا..أنتم تحطمون عقولنا..

تستنزفون مشاعر الإنسانية الكريمة الحقّة..جعلتمونا نتقاتل فيما بيننا ..

قسمتم الوطن حتى أصبح التراشق بالطوائف هو المتنفس الوحيد نحن نعلم وأنتم تعلمون أن الأرض للجميع..والحقيقة أنكم بهذا تحولون الجميع لشخص لا يخاف فيها فقد شيء! فمن فقد حريته..من فقد قريبه..من فقد عقله وفِكره وشعوره بالكرامة..من فقد العدالة..من فقد المساواة والمشاركة..

ما الذي يخاف فقده؟ هل كان يظن الطغاة من قبل أنهم سيصيرون إلى زوال؟ أنتم تعلمون أن الضغط يولد الانفجار ونحن نعلم أن الجميع في مرحلة ما قبل الانفجار ، فشعور اللامبالاة، وموت الرغبة بالبقاء تعتري الجميع..من تحدث فقد استيقظ، ومن صمت فمازال في غفوة سيفيق بعدها لا محالة..

لن أقول أرجوكم فلو كان منكم لكان قد أجدى من قبل..إنما أرجو الأحرار في هذا الوطن ألا يتخاذلوا عن حق أو مظلمة..لا ينسوا إخوتهم الذين ضحّوا بأجسادهم وحرياتهم في سبيل حقوقنا..لا تنسوا أننا أبناء هذه الأرض..هذا وطننا وحقّه علينا ألا يرتبط ولاؤنا به بالمستبد، الوطن أنا وأنت وهذا وذاك المغيب وذاك المنفي وذاك المريض الذي لا يجد علاجاً وذاك الفقير وذاك وتلك ..الوطن عدالة..الوطن مساواة..الوطن للجميع.