تقارير

10 قرارات عاجلة على السلطات السعودية اتخاذها لتأديب الاحتلال ومناصرة لغزة

تاريخ النشر:2023-10-19

 

بات لزاما على السلطات السعودية أن تنفض عنها غبار الانبطاح للاحتلال الإسرائيلي، وتتخذ مواقف أكثر صلابة وذات تأثير ووقع سياسي قوي، تجاه عدوانه المتصاعد على قطاع غزة المستمر لليوم الـ12 على التوالي، بقصف المدنيين بالأسلحة المحرمة دوليا واستهداف المستشفيات والمساجد والمقار الحكومية وتدمير البنية التحتية، وارتكابه جرائم حرب.

الاحتلال ارتكب في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ظل دعم غربي غير مسبوق وخذلان عربي، مجزرة مروعة بقصف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بغزة، مخلفا 500 شهيد ومئات المصابين، غالبتيهم من النساء والأطفال غابت ملامحهم، وبعضهم بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وخروج للأحشاء -بحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية-.

كما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 إلى 3540 شهيدًا، و13300 مُصاب، واستشهد 28 كادرا يعملون في القطاع الصحي، وأصيب العشرات منهم، جراء العدوان، عدا عن تضرر 15 مركزا طبيا جراء القصف المتواصل.

وبدورها، أدانت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها مستشفى "المعمداني"، وأعلنت رفضها بشكلٍ قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يُعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني، داعية لفتح ممرات آمنة، لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في غزة.

ولم يلق البيان السعودي قبولا لدى السعوديين، خاصة أن السلطة متهمة بارتكاب جريمة اغتيال بشعة بحق الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان بحسب ما أثبتته تقارير مخابراتية وحقوقية، ولازالت تحظى بردود فعل واسعة. 

وسخرت المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الدكتورة مضاوي الرشيد، من البيان قائلة: "يدين ويشجب وهو من أسبوعين فقط يتهافت على التطبيع وينتظر غنيمة أكبر من أمريكا ثمنا للتطبيع"، قائلة: "لا يغرنكم صراخ النظام السعودي ضد مجازر إسرائيل في غزه فكله فرقعات موجهة لأمريكا هدفها غنيمة أكبر مقابل التطبيع في المستقبل".

وأضافت: "لا تنتظروا إنسانية من حاكم يقطع رجلا مسالما في قنصلية"، مؤكدة أن النظام السعودي يشعر بأنه مضطر إلى إثارة بعض الضجيج ضد المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لكن من الصعب تصديق ذلك.

ولذلك فإن السلطات السعودية عليها استخدام كافة أوراق الضغط التي تمكنها من استعادة بعض من إنسانيتها وتأديب الاحتلال الإسرائيلي ودعم فلسطين، منها إنهاء أحلام رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، في عقد اتفاقية تطبيع علاقات بين الرياض وتل أبيب، ووقف كافة أشكال التطبيع المعلنة وغير المعلنة كالتطبيع الرياضي، والإعلامي، والفني، والسياحي، وغيره.

كما يستوجب على السلطات السعودية أن تدعو الدول الخليجية المطبعة مع الاحتلال "الإمارات والبحرين" لوقف التطبيع وسحب السفراء، وأن تطلق سراح الفلسطينيين المعتقلين في سجونها، وتفرج عن السعوديين المعتقلين جراء مناصرتهم القضية الفلسطينية وتبينها والتعريف بها وإعلان تضامنهم مع غزة في أحداث سابقة.

وعلى ولي العهد السعودي أن يسمح لخطباء المساجد والأئمة والمعلمين والإعلاميين وكل من يملك أي منبر في وسائل التواصل الاجتماعي بالتوعية بالقضية الفلسطينية وأن يقفوا وقفة صادقة مع الفلسطينيين ويخصص الخطباء دعواتهم في صلواتهم الجهرية للدعاء على الكيان المحتل، والتعريف بأهمية الصمود في وجه المحتل ودور الأمة تجاه القضية الفلسطينية.

ويتحتم على بن سلمان الضغط على الاحتلال باستخدام ورقة إغلاق المجال الجوي الذي أباح استخدامه لطيران الكيان للعبور من وإلى الدول الأخرى وصولا إلى تل أبيب، وأن يقيد دخول المسؤولين الإسرائيليين إلى المملكة ويمنع تواجد أي شخص يحمل جواز الكيان، ويلزم المؤسسات الدينية القيام بواجبها الأخلاقي ومسؤوليتها تجاه القضية وحماية المقدسات.

 

كما يستلزم الإجرام الإسرائيلي والإمعان في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر موقفا عمليا مناصرا من السلطات السعودية قد تكون بدايته بالسماح بحرية الرأي والتعبير ودعم خروج فعاليات مناصرة للفلسطينيين ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي، 

 

إنهاء مفاوضات التطبيع

قبل نصف شهر تقريبا من شن المقاومة الفلسطينية عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعترف ولي العهد بأن في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، بأن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجاءت العملية لتحرق مخطط الاحتلال ومساعيه لإعلان صفقة تطبيع، وتسببت في انتكاسة كبيرة للمفاوضات.

إلا أن أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي يتوجهون إلى "إسرائيل" والسعودية لحث الجانبين على مواصلة المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بينهما -بحسب تصريحات أدلى بها السيناتور عن ولاية ساوث كارولاينا الأميركية ليندسي غراهام، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لبرنامج تبثه شبكة (إن بي سي).

وعلى السعودية أن تدافع عن غزة المحاصرة وتنتصر للحق الفلسطيني وتوقف الهرولة نحو الاحتلال، وتغادر مصيدة التطبيع التي نصبت لها لتحقيق مكاسب أميركية تصب في صالح الرئيس الأميركي وتؤهله للتربح السياسي من ورائها واستعمالها كورقة في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وأن تعلن انتهاء مسيرة التطبيع، وتمد اليد إلى الفلسطينيين والمقاومة.

وبدوره، ذّكر حزب التجمع الوطني، بأنه حذَّر سابقًا من دعم الاحتلال وما سيؤول إليه هذا الدعم، قائلا: "نعلم أن إعطاء هذا الاحتلالِ المزيدَ من المشروعية سيساهم بالمزيد من جرائم الحرب التي يرتكبها منذ تأسيسه حتى آخر جريمة مأساوية من قصف غاشم لمستشفى المعمداني وإبادة جرحاه وطاقمه".

وأضاف في بيان له: "إنَّ الاستسهالَ في هدر حق الشعب الفلسطيني سيساهم بالمزيد من هذه الجرائم، ونحن في الحزب نرى بأنه لا يمكن إيقافها إلا بوقف الاحتلال والتوقف التام عن دعمه وكافة أشكال التطبيع معه".

 

رفع المباركة عن المطبعين

بات لزاما على السعودية أن تتراجع عن مباركتها تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال، المعلن في 2020 بوساطة أميركية، والذي أيدته المملكة بصمتها، وأثبتت الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة، أنه لم يخدم القضية الفلسطينية في شيء، وأن الدول المطبعة لا تملك أي تأثير على الخيارات السياسية والعسكرية التي يتخذها الكيان المحتل.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت في سبتمبر/أيلول 2020، إن إعلان البحرين انضمامها للإمارات في إقامة علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال، لم يكن ليحدث بدون مباركة السعودية، مشيرة إلى أن السعوديين مارسوا تاريخيًا ما يرقى إلى مستوى الفيتو على السياسة البحرينية.

وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط حينذاك، إن السعوديون أعطوا موافقة ضمنية على قرار الإمارات تطبيع علاقتها مع الاحتلال بإعلانهم علنا أنهم سيسمحون للطائرات التجارية التي تسافر بين إسرائيل والإمارات بالتحليق فوق الأراضي السعودية.

وطالب عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض ناصر العربي، كافة الدول العربية والإسلامية بإعلان مقاطعة هذا الكيان المجرم، ولعن القتلة المجرمين وأعوانهم، قائلا: "والله لم أتخيل أن أشاهد في حياتي حتى أسوء احلامي إبادة جماعة تحدث أمام أعين العالم ولا أحد يحرك ساكنا وخصوصا الانظمة العربية الفاسدة الجبانة".

وناشد الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، الأنظمة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي بأن تطرد سفراء الكيان وتقطع العلاقات مع الاحتلال، ووصفهم بأنهم "أنظمة الخسة".

 

إطلاق سراح الفلسطينيين 

لا يزال عشرات الفلسطينيين والأردنيين ممكن كانوا يقيمون على أرض المملكة، معتقلون في سجون السلطات السعودية ضمن حملة واسعة شنتها ضدهم في أبريل/نيسان 2019، على خلفية تهم تتعلق بدعم المقاومة وقضايا لا تخالف القانون ولا تمسّ أمن المملكة، بل يتشرف بحملها أحرار الأمة؛ وفي أعقاب تصاعد الأحداث في غزة خرجت مطالبات بالإفراج الفوري عنهم.

وقال عضو حزب التجمع عمر بن عبدالعزيز، إن أولى خطوات الدعم السعودي لأهل غزة يجب أن تكون بإطلاق سراح ٤٠ معتقل فلسطيني من السجون السياسية السعودية، وتهمتهم الوحيدة أنهم تابعين لحماس، مذكرا بأن هؤلاء المعتقلين دخلوا السعودية وعملوا فيها تحت إشراف الحكومة السابقة بعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولا ذنب لهم.

 

فك قيد المناصرين

يقبع في سجون السلطات السعودية عشرات المناصرين للقضية الفلسطينية ممن اعتقلوا على خلفية دعمهم للفلسطينيين ومهاجمتهم للاحتلال الإسرائيلي، من بينهم الداعية السعودي البارز الدكتور سلمان العودة، الذي دأب على مناصرة غزة وتوجيه التحية للصامدين في أرض فلسطين.

 

ويقبع أيضا في سجون السلطات السعودية الشيخ بدر المشاري صاحب الخطب المزلزلة التي بكي فيها على أهل فلسطين، ووجه النداءات لمن باعوا القضية الفلسطينية وفرطوا في الأقصى؛ والشيخ خالد الراشد صاحب المؤلفات والكتب والدروس والمحاضرات عن فلسطين وأهلها، والمناهض لتقصير الأمة العربية في واجبها تجاههم.

ويغيب في السجون السعودية الداعية الدكتور عوض القرني، الذي حذر من أن هدف الصهاينة بعد فلسطين سيكون مكة والمدينة وغيرها، وصاحب فتوى بضرورة استهداف مصالح "إسرائيل" في كل مكان نصرة لسكان غزة، والدعاء والتبرع لهم ومعاونتهم طبيا وإغاثيا وماديا، ومقاطعة البضائع الصهيونية وانتاج الشركات التي تتعامل مع الصهاينة في أي مكان بالعالم مقاطعة حقيقية.

وتجدر الإشارة إلى أن المذكور أسمائهم مجرد نماذج ضئيلة جدا من كثيرين مغيبين في السجون لكبح تأثيرهم في الرأي العام، وبالتزامن مع التعاطف الواسع مع المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني، تتصاعد المطالب للسلطات السعودية بضرورة الإفراج عن جميع معتقلي الرأي في سجونهم ومنحهم الفرصة لممارسة دورهم في توعية الرأي العام.

 

السماح للخطباء والإعلاميين

حالة التضيق التي تفرضها السلطات السعودية برزت أيضا طالت المنابر والإعلام، فقد سيطر ولي العهد على الأئمة والخطباء بما فيهم خطيب الحرم المكي عبدالرحمن السديس، الذي وصف بن سلمان في أحد الخطب بأنه "شاب طموح ومحدث ملهم"، ومنذ وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017 غاب الحديث عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.

أما الإعلام السعودي فيلتزم بأجندة تضليل ممنهجة لا يحيد عنها، يغير فيها المسميات ويتجنب وصف "إسرائيل" بالاحتلال ، ويجعل من الضحية جاني ومن الجاني ضحية، ويتبنى في بعض الأحيان الرواية الإسرائيلية، وبرز ذلك، في وصف قناة العربية مجزرة مستشفى المعمداني بـ"مأساة" و"فاجعة" وكأنها قضاء وقدر وليست نتيجة قصف إسرائيلي، أما صحيفة عكاظ، فدأب كتابها على شيطنة المقاومة الفلسطينية.

ويفترض أن تراجع السلطات السعودية حساباتها في هذين الشقين وتلزم الخطباء بتأييد ومؤازرة القضية الفلسطينية، وتحتم على الإعلام السعودي تناول الأحداث وفق المعايير المهنية والأخلاقية.

  

إغلاق المجال الجوي

وتستطيع السلطات السعودية أن تغيير مسار الأحداث وتردع الاحتلال الإسرائيلي وتوقف عدوانه المتواصل على قطاع غزة، إذا أغلقت المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي، خاصة أن مراقبون قالوا إن الأجواء السعودية من بين الأجواء التي يستخدمها جنود الاحتلال للوصول إلى تل أبيب للانخراط في القتال الدائر ضد الفلسطينيين.

السعودية مكنت بناء على طلب من الإمارات بعد تطبيعها مع الاحتلال، الرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات والمغادرة منها من التحليق فوق أجوائها واستخدام مجالها الجوي للوصول إلى تل أبيب، بإعلانها أنها وافقت على السماح بعبور أجواء المملكة لكافة الدول -دون ذكر إسرائيل بالاسم-، وهي الخطوة التي احتفى بها نتنياهو.

وفي عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، فتحت السعودية أجوائها في يوليو/تموز 2022، "لجميع الناقلات الجوّية" بما فيها الطائرات التي تحلق من وإلى إسرائيل، بالعبور نحو كافة البلدان؛ وبرزت الحفاوة الإسرائيلية والأميركية بالقرار مع التلميح إلى التنسيق الأكبر الذي سيحدث بين الرياض وتل أبيب خلف الكواليس.

وبذلك فإن السلطات السعودية عليها التزام أخلاقي وإنساني بغلق مجالها الجوي أمام وصول المقاتلين الإسرائيليين إلى كيانهم، لقتل مزيدا من الفلسطينيين وارتكاب مجازر أكثر بشاعة مما ارتكبها الكيان حتى الآن.

 

منع دخول الإسرائيليين

وعلى السلطات السعودية أن تمنع دخول أي مسؤول إسرائيلي يحمل جواز الكيان إلى أرضها، خاصة أن الأشهر القليلة الأخيرة شهدت وصول شخصيات إسرائيلية بارزة إلى أرض الحرمين، منهم وزير سياحة الكيان الإسرائيلي حاييم كاتس، في سبتمبر/أيلول 2023، والتي كانت أول زيارة رسمية علنية لوزير إسرائيلي إلى المملكة، وتبعه وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي.

وبعيدا عن المستوى الدبلوماسي، فتسمح السلطات السعودية للإسرائيليين بأن يصولوا ويجولوا في أرض المملكة بحرية تامة، ويتراقصون في شوارعها ويظهرون مرتدين الزي السعودي واليهودي، ويروجون إلى أن ذلك انفتاحا وانتصارا غير مسبوق يتحقق في عهد ولي العهد الحالي بن سلمان.

ومن بين الإسرائيليين الذين يروجون لذلك الحاخام اليهودي يعقوب هرتسوغ، الذي نشر فيديو على حسابه بتويتر والذي يعرف فيه نفسه بأنه "رجل أعمال وحاخام في المملكة العربية السعودية"، وهو يرقص بجانب أعضاء فرقة سعودية كانت تؤدي رقصة "العرضة" التقليدية.

وسبق وأفاد الحاخام اليهودي بأن حوالي 15 ألف يهودي يعملون في المملكة بموجب عقود عمل مختلفة، وينظر لهم كمركب اجتماعي له وزن ويروج إلى أن عيش "الشعب اليهودي" في المملكة لن يواجه مشاكل؛ وفي يوليو/تموز 2022، كشف موقع Jewish Insider العبري، أن مجموعة تضم 13 شخصا من القادة اليهود الأمريكيين أجروا جولة سياحية في السعودية.

وأوضح الموقع أن هذه الجولة هي الأولى من نوعها لقادة منظمة UJA إلى المملكة، وذلك بتخطيط واستضافة منظمة "رابطة العالم الإسلامي" برئاسة محمد العيسى، والرابطة ممولة سعوديًا ومخصصة لتعزيز ما يوصف بـ"السلام والتسامح"؛ وكان الإعلام الإسرائيلي يتلقف هذه الأحداث ويتناولها على أنها تمثل إحراز تقدم نحو اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرياض.

 

تحريك الكيانات الدينية

ويتسم دور رابطة العالم الإسلامي، تجاه التصعيد العسكري الإسرائيلي الحاصل على غزة والذي استهدف مئات المساجد والجامعة الإسلامية، بالضعف، ومنذ البداية لم يستنكر أمينها الذي يرفع شعارات "التسامح والانفتاح" وغيرها من الشعارات، تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى، وتصعيدهم عدوانهم عليه خلال احتفالاتهم بالأعياد اليهودية.

وقابل العيسى إجرام الاحتلال، ببيان حذرت فيه الرابطة التي يرأسها مما وصفته بالتصعيد الخطر بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع مستوى العنف الدائر هناك، وأكدت أن التصعيد والعنف المتبادل سيدفع ثمنه الجميع، مهيبة بأهمية عمل الجميع على مساعي السلام العادل والشامل، وإيقاف كل الممارسات التي تقوض السلام.

وفي أعقاب استهداف مستشفى المعمداني، أصدرت بيان آخر أدانت فيه الاستهداف ونددت بالجريمة الوحشية التي تجرد مرتكبوها من كل القيم الدينية والإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه حماية المدنيين من هذه المجازر المروعة التي تعد انتهاكا صارخا لكل قوانينه وأعرافه.

ولم تعتذر الرابطة عن استضافتها للإسرائيليين في السابق ولا عن ترويجها لما تسميه "سلام" مع من لم يثبتوا أي نية أو عزم عن اللجوء للسلام، ولذلك فإن من بديهيات مناصرة غزة أن توجه السلطات السعودية الرابطة لممارسة دور أكثر فعالية في الأحداث بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة ويجعلها أكثر وعيا بسلوكيات المحتل الإسرائيلي ومساعيه ونواياه.

 

مواقف تؤلم العدو

ولان خزانة الإدانات السعودية لجرائم الاحتلال امتلأت، فعلى السلطات السعودية من أعلى رأسها إلى أسفلها أن تكف عن إصدار بيانات بدباجات متشابهة لا تساوي الحبر الذي تكتب به، وتتخذ مواقف صلبة تؤلم العدو الإسرائيلي، خاصة أن التنديد والاستنكار لما يتعرض له الفلسطينيين في غزة من حرب وحشية انتقامية لم يكن يوما قرارا مؤثرا.

وبرزت مناشدات للسلطات السعودية بترك الدبلوماسية واتباع الأسلوب الخشن واتخاذ موقف تاريخي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الولايات المتحدة الأميركية وكل الدول المؤيدة للكيان والداعمة للعدوان على عزة، بإشهار سلاح وقف تصدير النفط إليهم، وأطلقوا وسم #أوقفوا_النفط_عنهم، مؤكدين أنه سلاح فعال وسيكون موجع لهم.

 

حرية الرأي والتعبير 

سماح السلطات السعودية لشعبها بممارسة حقه في حرية الرأي والتعبير وإتاحة الفرصة له للخروج في مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني ومناهضة للاحتلال، فهو من أقوى الاسلحة المعنوية والنفسية الت تستطيع منحها للفلسطينيين.