مقالات

دعونا نفتح نافذة الحرية

الكاتب/ة بدر الشهراني | تاريخ النشر:2023-11-05

اليوم هو اليوم العالمي الدولي "لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين" وهو يوم دولي معترف به من قبل الأمم المتحدة ويتم الاحتفال به سنويًا في 2 نوفمبر . أتخذ هذا اليوم لوضع الحد على الذين ينقلون الحقائق وهذا الأمر خطير لا على المجتمع فقط بل على كل من يريد الاستمرار في الركوب على مطية الجهل.
كنت أريد أن أجعل المقدمة أطول حول الصحفيين والصحافة وهذه المهنة التي تعد سكينا لا تدري متى تقتل نفسك أو غيرك بها. ولكن أضع أوزار هذه التعريفات المعتادة والتي يمكنكم أن تبحثوا في النت عنها بتخصيص بضع دقائق. وننتقل إلى السعودية والصحافة السعودية والعياذ بالله الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين في بلادنا..

تستقبل السعودية الفنانين والشخصيات البارزة والعالمية والإعلامية لتحسين وجهتها الإعلامية وحتى الآن دخل الكثير من هؤلاء في بلدنا وكذلك تستدعي الكثير من الصحفيين البارعين في عملهم الصحفي لكي يقوموا بتغطية الفعاليات والمهرجانات. ما نعرفه نحن هو أننا نملك صحفيين بارعين في عملهم وحسب اعتقاد كل من يفهم شيئا من الصحافة، يجب علينا أن نحترمهم ونعطيهم المجال للعمل بحرية.
ولكن ..
الأمر في السعودية مختلف..
فالصحافة لا تخرج عن إطار الحكومة، بل توظفت لكي تكون في خدمة الدولة ولا تعرف لها أدنى استقلال في أي مجال حتى وإن كان رياضيا .. هذا وقد أقدم من خلال هذه السطور بعض الصحفيين السعوديين لكي يتبين الأمر ..
أولا لا شك بأن كل محاولة للنقد ينتهي الأمر بها إلى السجن أو النفي أو المنع من كتابة أي سطر وإن كان يتعلق بالأطفال ..
الصحفي السعودي الشهير جمال خاشقجي الذي كان يعتبر نموذجا عاليا من الصحافة السعودية، قدم بعض من نقده البناء لترسيم خطة واضحة للبلاد ومن قرأ كتبه عن السوق السعودي و رؤية 2030 قد يصدق هذا الأمر ولكن في نهاية المطاف كان يلتمس ذرة من حرية التعبير والنهايته معروفة .
الصحفي تركي الجاسر الذي تميز بالواقعيه وهذا الصدق أو الشفافية أنهت حياته ومصيره غامض وهو يقضي حياته في زنزانته وتحت التعذيب.

الصحفي صالح الشيحي الذي عرف بـ "صوت المواطن" وقد اشتهر بدفاعه عن المظلومين والمقهورين في البلاد حتى عرفه الناس بتاق #الراتب_ما_يكفي_الحاجة وخلال سجنه أصيب بمتحور كرونا ومات بسب الإهمال الطبي.
أما ما يثير التوجه هي المخالفات التي ارتكبها هؤلاء وتشمل:
النقد بصورة عامة لتحسين أوضاع البلد
المطالبة بحرية التعبير
الوقوف ضد التطبيع مع الاحتلال
المطالبه بالإصلاح بين السعودية وقطر أبان الأزمة القطرية (سامي الثبيتي ، جميل الفارسي ، ربيع حافظ ، يوسف الملحم ، البناخي )
المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية (صالح الشيحي وعصام الزامل)
تقديم توصيات اقتصادية – سياسية للتجنب من الأزمة (عصام الزامل وعبدالعزيز الدخيل)
والكثير الذين سأذكرهم هنا بالأسماء وهم: مروان المريسي ونوف عبدالعزيز وعبدالرحمن السدحان ومها الرفيدي وعبدالله الدحلان وعلي الصفار وخالد العلكمي، أحمد الراشد، يزيد الفيفي.

ولم ينتهي هذا الحصار الشامل على الصحفيين الداخليين فقط بل طال الصحفيين الأجانب الذين كانوا يعملون في السعودية ومنهم:
الصحفي الأردني "عبدالرحمن فرحانة" الذي أعتقل بسبب دفاعه عن فلسطين
الصحفي السوداني "أحمد علي عبدالقادر" الذي اعتقل بسبب تغريدات وتصريحات، انتقد فيها سياسة المملكة في السودان.

والصحفية المصرية "رانيا العسال" التي أعتقلت من دون توجيه أي تهمة رسمية
والكثير من النشطاء الغير سعوديين الذين يقبعون في السجون .

ووفقا لـ"منظمة مراسلون بلا حدود" تدهورت حرية الصحافة في المملكة في هذا العام بينما كنا في تصنيف هذه المنظمة في المرتبة 166 في سنة 2022 حتى إزداد الأمر سوءا وأصبحت المملكة في مرتبة 170 من أصل 180. وحتى هذا اليوم يصل عدد الصحفيين المعتقلين إلى 24 بغض النظر عن الصحفيين الذين لا نعرف مصيرهم.
قد قدمنا هذه المقدمة -وإن طالت- لكي نتعرف على الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين في بلادنا وخاصة بمناسبة هذا اليوم أي "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين"
ونطالب من أي إنسان حر أن يقف معنا في تنديد هذه الجرائم. سابقا وبجهود النشطاء في "مؤسسة داون" و"حزب التجمع الوطني" مرر قانون خاشقجي Khashoggi Act في الكونغرس والذي يقنن فيه "حظر خاشقجي" ضد منتهكي حقوق الإنسان، ويرفع الحصانة القانونية عن قتلة خاشقجي والمنتهكين. ومع هذا نحتاج للمزيد من الاجراءات التي توقف كل من انتهك حرية الصحفيين فحتى الآن لم يتم محاسبة قتلة خاشقجي من محمد بن سلمان حتى سعود القحطاني وغيره وحتى الآن لم يتم أي اجراء ضد جواسيس السعودية في تويتر "علي آل زبارة" و "أحمد المطيري" وكذلك الحال مع "ابراهيم الحصين" الذي تحرش بالناشطات وحاول الحصول على مواقعهم .. ولايزال هؤلاء مستمرون في انتهاكاتهم لأن "من أمن العقوبة أساء الأدب"!!

وهذا هو الحال فيجب التنديد والمقابلة مع الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين ويجب محاسبة المجرمين لكي لا يبطش الظالم على المظلوم ولكي لا يخرس الحق ولكي تدور نسيم الحرية في بلادنا.