مقالات

يوميات | جسد مقموع وروح محرومة

الكاتب/ة منى هدهد | تاريخ النشر:2021-04-28

 ما هذا القدر! لماذا اخترت لأعيش في هذه الدولة وبين هذا الشعب! من ارتكب الخطيئة لأتحملها أنا! هل غلطة آدم نتحملها نحن!

اسمي منى هدهد ولا يهمني متى استيقظ من النوم. أحيانا ابدأ إفطاري الظهر وينتهي يومي صباح اليوم الثاني! حين استيقظ من النوم أتردد كثيرًا من النزول من سريري. أنظر إلى سقف الغرفة وأقول ما هو تاريخ ثم أقول لنفسي وما يهمك ذلك! وبمجرد أن تلمس قدماي الأرض اشعر أنني في عالم جديد كأنني في أول يوم صف أولى ابتدائي، حيرة قلق وشعور بالفشل يخنقني يجعلني استلقي مرة أخرى على سريري، هذه المعاناة يوميا توجهني لأنني لا أشعر بأنني حرة تقدم بي العمر ومن حقي أن أعيش حرة.

حينما كنت طفلة كان لي حرية الخروج من المنزل بدون عباءة، أو غطاء الرأس، ولا أسمع أحد من أهلي يقول لي “غطي يا بنت!!”، كنت العب في الشارع مع الأولاد وأتحدث معهم وأعرف أولاد عمي وأولاد خالتي ويدور بيننا السلام في وقت الزيارات، في فترة تغيرت معالم جسمي وأقول لكم إنه ليس من اختياري، ولكن هذه سنة الحياة، فلم أتوقع أن سنة الحياة لعنة! كبر جسمي ويواكب ذلك تفكير متطرف يقمعني يزداد كل ما كبر جسمي! أجبر على تغيير حياتي ولبس العباءة، وأتغطى ولا أقابل أحد من الأولاد أو حتى يدور بيننا السلام! صدمت مرة حينما دخلت منزل عمي وكان ابن أخي يمشي أمامنا ويقول “طريق!!”، ابن أخي الذي كنت اعتني به حينما كان طفلًا أصبح يقول لي “غطي وجهك!!”. بسبب سنة الحياة كنت طفلة حرة وحينما كبرت نزعت مني هويتي وحقوقي بسبب القمع الحكومة والمجتمع!

هي الحكومة التي سنت تلك القوانين وروجت لها عبر القنوات التابعة لها وأجبرت الشعب على اتباع تكل القوانين التي وضعتها، وإن لم تتبعها ستُعاقب! استغل تلك القوانين المتشددون وأصبحوا يجبرون المواطنين عليها ويحشرون أنوفهم في منازل المواطنين ويتحدثون عما يجب أن يحدث في منزلك وما يجب ألا يحدث، عبر القنوات الحكومية، أي بموافقة الحكومة!!

قبل سنوات كنت أشارك في وسم إسقاط الولاية، وكانت مطالباتنا بسيطة، نطالب أن نكون مثل نساء العالم. كنت اعتقد أنها لو سقطت سيكون لنا حرية مطلقة كبقية نساء العالم، بعد ذلك وللأسف، حصل الأسوأ سلمت الحكومة السعودية قوانينها المطاطية للشعب ليمارس قمعه داخل المنزل، وإن خرجت سيتم سجني في دار الرعاية! 

حينما أقول إن المرأة السعودية جسدها مقموع أعني أنك كفتاة سعودية بمجرد بلوغك سيتم قمعك بسبب جسدك!

وحينما أقول إن الروح محرومة أعني أنك كفتاة سعودية مقموعة بسبب جسدك ولا خيار لكِ، فهل تتوقعين أن لكِ روح؟!!

رسالتي للفتاة السعودية: سلامًا على جسد وروح ولدا في هذه الأرض!