مقالات

2 أكتوبر 2018: احفظ هذا التاريخ جيدًا

الكاتب/ة فهد محمد | تاريخ النشر:2021-05-09

قبل هذا التاريخ ظنّ العالمُ أجمع بأن المملكة العربية السعودية تسعى نحو الإصلاح بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكن في المقابل كان هناك صحفي شريف يدعى جمال خاشقجي، كان يطالب بإصلاحات لإصلاحات ولي العهد، وهذا الأمر نابعٌ من قلبه الصادق وغيرته تجاه وطنه، حيث لم يسعى إلى منصب بل كان هاربًا تاركًا أسرته من خلفه وأبناءه للخارج خوفًا من دولته في أن تقبض عليه وتضعه في غياهب السجن كما تفعل في السر مع كل من يعارضها أو يسعى للإصلاح، كما يحدث حاليًا مع سلمان العودة وعلي العمري وأعضاء جمعية حسم وغيرهم الكثير، الذين وضعتهم بالسجن وأقفلت عليهم وأصبحوا نسيًا منسيًا في زوايا حجرهم التي أصبح يسكنها العناكب منتظرين فرجًا يسوقه الله إليهم.

ففي الوقت الذي يسعى فيه خاشقجي جاهدًا لتحسين وضع بلاده بسلاح الإصلاح، كانت المخابرات السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان تخطط إلى قتل جمال وإسكات صوته، وهذا ما حدث فعلًا عندما تم تقطيع الشهيد جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا في التاريخ المذكور أعلاه الذي لا يمكن نسيانه، التاريخ الذي غيّر ملامح الحرية في السعودية، عندها انكشفت جميع أوراق إصلاحات ولي العهد الكاذبة في السعودية، فماذا حدث؟!

بعد تاريخ مقتل خاشقجي أصبح العالم أجمع يعرفون تمامًا ماذا يحدث في أزقة السجون السعودية، وكيف تتم معاملتهم، فعندها رأينا كيف الحكومة السعودية تسارع في إنجاز قضايا من سجنتهم ظلمًا لديها بأسرع وقتٍ ممكن، ليس لأجل صالح حريتهم، ولكن خوفهم من المجتمع الدولي، فرأيناها تهرع إلى إفراج سراح الدكتور وليد فتيحي، وحدث الأمر ذاته مع لجين الهذلول التي اعتبرتها الدولة “خائنة” والخائن عقوبته قاسية دومًا، ولكن تم إطلاق سراحها بشكل مفاجئ.

كما أطلق سراح الناشطة نوف عبدالعزيز وعزيزة اليوسف ورقية المحارب وإيمان النفجان وغيرهم الكثير، ما يدل بأن موت جمال خاشقجي كان باب حريةٍ لغيره، هذا الأمر أضعف من سيادة المملكة أمام المجتمع الدولي والقضائي، بل أصبح مقتل جمال كشوكة سمكة علقت في حنجرة سلطان لم يكن يحسب حسابها، والمضحك في الأمر بأن ولي العهد الذي تصدر قائمة أكثر 10 شخصيات مؤثرة في العالم لمجلة فوربس عام 2018 قبل مقتل جمال، وبعد مقتل الشهيد أصبح المتهم الأول في التقارير التي نشرتها المخابرات الأمريكية في قضية مقتل الشهيد جمال خاشقجي، وفي الختام يجب بأن يعلم الأمير محمد بن سلمان وحكومته ودولته بأن الحرية ثمنها قاسي جدًا على كل من يقمعها.