تقارير

المناضلات الحقيقيات بالسجون.. وريما بنت بندر تدعي الدفاع عن المرأة

تاريخ النشر:2024-02-01

لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية باع طويل في تحليل وقراءة وتفنيد الأحداث بالمملكة السعودية واستنباط ما تحمله قرارات السلطة من أهداف، وبرز دورها بقوة منذ اغتيال أبرز كتابها السعوديين الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2018، ولذلك تحظى تقاريرها بمتابعة متأنية من السلطة السعودية.
وتقابل تقارير الصحفية الأميركية بمجابهة ومعارضة قوية من السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين والذباب الإلكتروني؛ واتضح ذلك في رد السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية ريما بنت بندر، على مقال افتتاحي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 25 يناير/كانون الثاني 2024، رافض لاستضافة المملكة فعاليات رياضية، ببيان شديد اللهجة.

ورفضت بنت بندر في بيانها الانتقادات التي وجهتها الكاتبتان كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا في مقالهما بعنوان "لم نساعد في بناء التنس النسائي لتستغله السعودية"، للمملكة حول استضافتها نهائيات اتحاد التنس النسائي؛ وإيفرت ونافراتيلوفا هما عضوتان في قاعة مشاهير التنس الدولية بين عامي 1974 و1991، وفاز كل منهما بـ 18 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى.
الكاتبتان أعربتا في مقالهما عن رفضهن موافقة اتحاد لاعبات التنس المحترفات تنظيم نهائيات الاتحاد في المملكة السعودية دون التشاور الكافي مع اللاعبات اللاتي يشكلن أساس هذه الرياضة، وأكدتان أن هذا لا يتوافق تمامًا مع روح وهدف التنس النسائي واتحاد لاعبات التنس المحترفات نفسه.
وأعلنتا معارضتهما منح البطولة للرياض لأن قيم اتحاد لاعبات التنس المحترفات تتناقض بشكل صارخ مع قيم المضيف المقترح "السعودية"، حيث لا ينظر إلى النساء على قدم المساواة فحسب، بل إنه بلد يشتمل المشهد الحالي فيه على قانون وصاية الذكور الذي يجعل المرأة في الأساس ملكًا للرجل.
وأشارت لاعبتا التنس السابقتان إلى أن الوضع غير المتساوي للمرأة متجذرًا بعمق في القانون السعودي، والنساء اللاتي يحتجن بنشاط على هذا الظلم يتعرضن لخطر السجن لأجل غير مسمى - لأنهن بحاجة إلى إذن ولي الأمر الذكر لمغادرة السجن حتى بعد قضاء مدة عقوبتهن.
ورداً على ما قالته اللاعبتان، قالت سفيرة السعودية بواشنطن: "باعتباري امرأة كرست حياتها لقضية المرأة، آلمني بشدة قراءة مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست، الذي يعترض على استضافة المملكة العربية السعودية لنهائيات اتحاد التنس النسائي بسبب حجج نمطية عفا عليها الزمن ووجهات نظر غربية حول ثقافة مجتمعنا".
وأضاف أن الفشل في الاعتراف بالتقدم الكبير الذي حققته المرأة في المملكة العربية السعودية يشوه رحلتنا الرائعة، متابعة: "مثل العديد من النساء حول العالم، نظرنا إلى أساطير التنس كرائدين ونماذج يحتذى بها، لكن هؤلاء الأبطال أداروا ظهورهم لنفس النساء اللاتي ألهموا بهن، وهذا أمر مخيب للآمال للغاية".
وردت على قول الكاتبتان، إنهما لا يعتقدان أن الفتيات السعوديات يجب أن يتمكنّ من مشاهدة بطولة تنس احترافية في بلدهن، وأن القانون السعودي يجعل "المرأة في الأساس ملكاً للرجال"، قائلة إن ما يشار إليه غالباً بـ"الولاية" لم يعد يصف وضع المرأة السعودية اليوم، ولا تحتاج المرأة إلى موافقة ولي الأمر للسفر أو العمل أو أن تكون ربة الأسرة.

وبدورها، سخرت عضو حزب التجمع الوطني  ترف عبدالكريم، من قول بنت بندر إنها كرست حياتها لقضية المرأة، قائلة: "هنا يجب أن نتذكر نساء دافعنّ عن حقوق المرأة وكرسنّ حياتهن فعلاً للدفاع عن قضاياها حد اعتقالهن وتعذيبهن، مثل عزيزة اليوسف، سمر بدوي، نسيمة السادة، لجين الهذلول وغيرهن الكثير من المناضلات".
وأضافت في حديثها مع صوت الناس: "يسرني أن أرى النساء في بلادي متقدمات وناجحات في كل المجالات وأن تصبح الرياضة أسلوب حياة، لا تجارة، لأن المرأة حين تهم للالتحاق بنادٍ رياضي تجد التكلفة مرتفعة بخلاف الرجال، وهذا ينطبق أيضاً على حصول المرأة على رخصة قيادة السيارة حيث الغلاء بينما يحصل عليها الرجل بأرخص ثمن".
وتابعت عبدالكريم: "كم تمنيت أن أرى المرأة تصل إلى أعلى المناصب ولديها القدرة على التعبير والإبداع، ولكن لا مجال لذلك لأن وصولهم هو لمصلحة ولي العهد محمد بن سلمان في تلميع صورته في دولة حديثة من وجهة نظره، بلا حريات"، مؤكدة أن المملكة ليس بها حماية للنساء اللاتي اضطرهن الفقر والحاجة للعمل في أعمال متدنية.
وأشارت إلى أن هؤلاء النساء يتعرضن للتحرش والمعاملة المهينة، من قبل أرباب العمل بلا قانون فعلي يقدم لهن الحماية، ويعلي من شأنهن، قائلة: "أما عن ولاية الرجل على المرأة فهي لم تسقط بعد، حيث العنف المنزلي وغيره من التهديدات والقهر، فعندما تلجأ المرأة إلى حماية السلطات من ذويهن لا يجدن الحماية المنشودة، بل تتواطأ السلطات مع الأهالي مما يفاقم المشكلة".
وذكرت عبدالكريم، بقضية وسام السويلمي التي أصبحت قضية رأي عام، بعدما لجأت إلى الشرطة لتشتكي والدها الذي يتحرش بها ويعنفها ويضربها، لكنها في كل مرة لا تجد نصيراً لها مما اضطرها للهروب إلى ألمانيا، وذلك أجبر السلطات على الاستجابة لها ولو بشكل صوري. 
وأضافت: "نعم المرأة، تستطيع السفر، ولكن عندما يعلم ولي أمرها بذلك ويرفع عليها قضية عقوق ويقف معه القانون، فلا تجد من ينصفها ونعود للمربع الأول، أن الولاية لم تسقط بعد، وأخيراً أين النساء الفاعلات واللاتي أردن أن يساهمن في نهضة البلاد!؟ للننظر إلى السجون فهي تغص بهن.. والحقيقة أكبر من أن تحجب".

الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود صدر أمر ملكي تعيينها سفيرة لدى الولايات المتحدة الأميركية بمرتية وزير في 23 فبراير/شباط 2019، وبذلك أصبحت أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ المملكة، وحلت بذلك محل الأمير خالد بن سلمان، الذي طالته اتهامات بالتورط في استدراج خاشقجي إلى المملكة قبل اغتياله.
كانت وسائل إعلام أميركية كشفت عن رصد الاستخبارات الأميركية مكالمة هاتفية بين خالد وبن سلمان يبلغه فيها بـ"ضرورة التخلص من خاشقجي"، وهي العملية التي يشتبه بأنه ساهم فيها من خلال إقناع الأخير بأن السفارة الأميركية في واشنطن لا يمكنها أن تمرّر له معاملة إثبات الطلاق التي كان يطلبها قبيل مقتله، وطمأنته قبل السفر إلى إسطنبول لإتمامها.
وعقب اغتيال خاشقجي تدهورت العلاقات بين الرياض وواشنطن، وأكد مراقبون أن اختيار بنت بندر لهذه المهمة الدبلوماسية يأني ضمن مساع ولي العهد لتهدئة الأجواء بين البلدين وتخفيف الضغوط الأميركية وإخماد الانتقادات الدولية، وتحسين صورة المملكة وفتح صفحة جديدة بتقديم بوادر لمنح المرأة السعودية حقوقاً لم تكن موجودة في السابق.
إلا أن هذه الخطة فضحها الإعلام الغربي، وسلط الضوء على أن بنت بندر ليس لها تاريخ في الدفاع عن الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون المملكة، ولم يسبق لها تولي أي منصب دبلوماسي، ونظر إلى منحها هذا المنصب على أنه جزء من حملة علاقات عامة لتحسين صورة المملكة القاتمة واسترضاء السعودية للحليف الأميركي.
وترسخت هذه الصورة عن دوافع السلطة لتعيين ريما لأنه جاء في أعقاب حرب اليمن، وسجن الناشطات المطالبات بحقوق المرأة وقتل خاشقجي؛ كما صدرت الأوامر الملكية بتعيينها مذيلة بتوقيع بن سلمان، وبصفته نائباً للملك، حيث كان الملك سلمان بن عبدالعزيز يزور مصر لحضور القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ.
وعلقت محررة الرأي والقضايا الدولية في صحيفة "واشنطن بوست"، كارين عطية، على تعيين بنت بندر سفيرة لدى السعودية بالقول: "جميعنا نعلم أن محمد بن سلمان يستخدم النساء بسخرية لتبييض صورتهم أمام الغرب"، داعية إلى استجواب الأميرة ريما عن النساء السعوديات المسجونات.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا لكريم زيدان تحت عنوان "تبييض الرياضة: كيف تقوم السعودية بالضغط على المؤسسات الرياضية الأمريكية الكبرى"، أكد فيه أن الاهتمام السعودي النسبي والمفاجئ بالرياضة يمكن أن ينظر إليه على أنه تكتيك من القوة الناعمة لحرف النظر عن انتهاكات الحكومة السعودية المستمرة في مجال حقوق الإنسان.
وسلط الضوء على استعانة السلطات السعودية بشركات علاقات عامة واللوبي المتركز على الرياضة، في ظل الحاجة الماسة لإعادة تأهيل نفسها وتبييض صورتها بعد جريمة اغتيال خاشقجي وتقطيعه بمنشار عظام ولم يعثر على جثته أبدا؛ وقال النائب العام السعودي إن الجريمة كانت مدبرة، فيما توصلت المخابرات الأمريكية إلى أن بن سلمان هو من أمر بالقتل.
فيما قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، إن السعودية تتجه نحو عالم التنس، بعد دخولها عالم المنافسة في رياضة الغولف ورياضات أخرى لتلميع صورتها، مشيرة إلى أن اتحاد لاعبي التنس المحترفين يخطط لإقامة نهائيات بطولة الجيل القادم في السعودية، وهي بطولة استعراضية سنوية للاعبي التنس الشباب.
وقالت لاعبة التنس الشهيرة والمدافعة عن حقوق الإنسان بيلي جين كينغ، إن إقامة بطولة السيدات في السعودية يعني أن الخطوة مجرد محاولة للغسيل الرياضي، حيث تستغل المملكة ودول أخرى مثل روسيا والصين وقطر الرياضة لتحسين صورتها العامة، مضيفة: "من الواضح أن التنس سيكون هو التالي".
ويحدث ذلك بينما تؤكد المنظمات الحقوقية أن النساء ما زلن يواجهن التمييز في معظم جوانب الحياة الأسرية، فقد قالت منظمة القسط الحقوقية في تقريرها السنوي الذي خلصت فيه إلى اتساع الفجوة بين الرواية الرسمية والواقع القاسي لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، إن النساء في السعودية ظلوا مواطنات من الدرجة الثانية.
وأشارت إلى أن ذلك يحدث على الرغم من الإصلاحات المتبجح بها، مؤكدة استمرار استهداف نشطاء حقوق المرأة – وحتى الأفراد الذين يعبّرون ببساطة عن دعمهم لحقوق المرأة- وتعرضهم للاعتقال والمحاكمة.

https://www.washingtonpost.com/opinions/2024/01/24/evert-navratilova-wta-saudi-arabia

orts/tennis/2024/01/30/saudi-arabia-ambassador-tennis-evert-navratilova/e766b0b4-bfc4-11ee-a4c6-8f5c350e9316_story.html

https://www.alaraby.co.uk/%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%22%D8%A3%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9%22-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87

https://arabi21.com/story/1162285/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86

https://mbsmetoo.org/%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3-%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%B5

https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81

https://alqst.org/ar/post/widening-gap-between-official-narrative-and-harsh-reality-of-human-rights-abuses-in-saudi-arabia