ذكر العضو المؤسس لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض يحيى عسيري، بعالم الدين والداعية السعودي سليمان الدويش، المختفي قسريا منذ 22 أبريل/نيسان 2016، عقب خروجه لأداء صلاة الجمعة ومازال مختفيا إلى الآن، مشيرا إلى أن ذويه بحثوا عنه في كل مكان ولم يجدوه.
وعد في تغريدة على حسابه بمنصة إكس في 5 فبراير/شباط 2024، ما حدث مع الدويش "قصة غريبة"، قائلا إن "الأغرب والأصعب من هذا أن ابنه الكبير مالك الدويش الذي كان يبحث عن أبوه حتى هو راح من شهر 6 عام 2022 وللآن ما رجع، الله يردهم بالسلامة".
الدويش اعتقل بعد كتابته سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع إكس "تويتر سابقا"، اعتبرتها السلطات إساءة إلى ولي العهد محمد بن سلمان وتحذير غير مباشر للملك سلمان بن عبدالعزيز، من منح الثقة لابنه "المراهق والمدلل"، إذ كتب تحت عنوان "فائدة تربوية": "لا تفرط في منح ابنك المراهق المدلل مزيدا من الثقة والصلاحيات دون مراقبة ومحاسبة وإلا فانتظر كل يوم فاجعة تأتيك منه حتى تهدم بيتك".
وأضاف الدويش: "محبتك لابنك وترك محاسبته تنمّي عنده شعورا يوصله غالبا إلى الاستخفاف بك والاعتداد بنفسه بحيث لا يبالي بخسارتك لمنجزاتك التي كنت تفخر بها".
وكانت منظمة القسط لحقوق الإنسان قد كشفت في مارس/آذار 2021، عن معلومات وصلتها وتأكدت منها عن تعرض سليمان الدويش للتعذيب على يد أحد كبار المسؤولين السعوديين في سجنٍ غير رسمي أقيم في قبو أحد القصور الملكية بالرياض، ويديره أعضاء من الدائرة المقربة لولي العهد.
وأشارت إلى أن مجموعة من الديوان الملكي اعتقلت الدويش بعد يوم من نشره تغريدات يظن أنه ينتقد فيها الملك سلمان ونجله الذي كان نائبًا لولي العهد وقتها، واقتادته إلى منشأة تابعة لوزارة الدفاع في جدة، وقلّته طائرة إلى الرياض ليلتها وأخذ بعد ذلك إلى أحد القصور الملكية، حيث تطاول عليه أحد كبار المسؤولين بالضرب المبرح حتى غرق بالدماء وتدخل بعض الحضور للحؤول دون قتله، ولم تكن تلك آخر مرة يعذب فيها أثناء احتجازه.
وأفادت القسط بأن الدويش معتقل في قبو أحد القصور الملكية حيث أقيمت زنازين خشبية وأدوات للتعذيب، ومن المعتقد أنه مخصص للمنافسين من العائلة المالكة وكبار المسؤولين، ولربما يحتوي قرابة 150 سجينًا، ويديره المستشار سعود القحطاني المقرب من بن سلمان، وعضو الحرس الملكي ماهر المطرب، أحد أعضاء فريق الاغتيال الذي أرسل لإسطنبول لقتل جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وأوضحت أن آخر مرة ظهر الدويش وفق التقارير في يوليو/تموز 2018، ولم ترد منذئذ أي أخبار عنه أو عن صحته أو مكان وجوده.
واستنادا إلى تقارير القسط، تساءل موقع ميدل إيست مونيتور، في مارس/آذار 2019، عن "مصير المحتجزين في السجون السعودية"، وأوضح أن "هناك خمسة ربما لم يسمع بهم أحد من قبل، وقد وثقت قصصهم من قبل منظمة القسط التي تتخذ من لندن مقرا لها"، مشيرا إلى أن أول المحتجزين الذين تطرق إليهم التقرير هو الدويش.
وذكر الموقع بأن الملك سلمان عندما صعد إلى العرش، أعطى سلطة غير مسبوقة لابنه الذي كان يبلغ من العمر 28 عامًا فقط آنذاك، ولقّبه كنائب لولي العهد، ثم عينه وزيرا للدفاع ورئيسا لصندوق الاستثمار العام في المملكة ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، وتولى أيضًا شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة طاقة في العالم". 
واعتقلت السلطات السعودية أبناء الدويش "عبدالوهاب، ومالك" بعد ظهورهما في فيديوهات يتحدثان للإعلام الغربي عن والدهما، وأفرج عن عبدالوهاب في أغسطس 2022، فيما لا يزال مالك مخفي قسريا.