في مثل هذا اليوم 1948 مايو /ايار أنهى البريطانيون فترة انتدابهم لفلسطين، وفي نفس اليوم أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفيد بن غوريون إقامة دولة " إسرائيل"
وتم الاعتراف بهذة الدولة المُحتلة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقاً بعد أن مكنت بريطانيا الصهاينة وجردت الفلسطينيين من دولتهم.
هذا ما يعرف بيوم النكبة الفلسطينية الذي تم فيه تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسراً من بيوتهم وأراضيهم.
هذه النكبة والكارثة التي بدأت تكبر شيئاً فشيئاً في القرن الثامن عشر خلال حملة نابليون بونابرت على عالمنا العربي إذ نشر بياناً يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين.
ومن بعدها نمت هذه الفكرة وتبنتها بريطانيا وأُقيمت المؤتمرات لأجلها، وصولاً إلى وعد بلفور عام 1917 ذلك الوعد المشهور الذي جاء في رسالة كتبها وزير الخارجية آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وإيرلندا.
وحدثت بعدها أحداث ممهدة لبناء المستوطنات الصهيونية، رغم مقاومة الفلسطينيين الباسلة بوجه هذا الاحتلال وداعميه، بات وجود دولة الاحتلال الاسرائيلي وهذا الكيان الغاصب حقيقة مُرة، تنخر في جسد العالم العربي الذي انكفأ لاحقاً وتقوقع على مشاكله الداخليه ورعاية مصالحه الخاصة حتى تمدد ذلك الجسم الغريب بيننا، بعدما قتل وهجّر وأعتقل دون هوادة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني وبدعم من أكبر القوى العالمية.
تأتِ ذكرى النكبة ال 76 بجراحها ومآسيها ليس فقط على الفلسطينيون وحدهم بل على جميع الأحرار في هذا العالم المترامي الاطراف الذي يشاطرهم نفس هذا الهم والألم على أمل الخلاص، بينما يحتفل الصهاينة بهذا اليوم التاريخيّ بالنسبة إليهم.
يوم النكبة ليس يوماً فقط بل عقوداً من الزمان تضخمت فيه الاعتداءات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال تجاه الفلسطينيين، وتراكمات وجراحات وتهجير جماعي..
هي نكبات مستمرة ومتواصلة وعلى أشدها تحدث ويتم توثيقها على مرأى ومسمع العالم.
يوم النكبة يتكرر كل يوم لا سيما منذ السابع من اكتوبر العام المنصرم، مع ذلك يتحلى أهل فلسطين عامة وفي غزة خاصة بالإيمان والصمود والشجاعة ومقاومة المحتل الغاصب، وهاهي المسيرات والفعاليات تقام في مدن عدة في الضفة الغربية إحياءً للنكبة الفلسطينية، تأكيداً على حق العودة لأراضيهم التي هُجروا منها قسراً، وأن هذا الحق وغيرها من الحقوق لا تسقط بالتقادم.
هذا الصمود اللافت الذي بات العالم الذي ينحاز إلى العدالة والإنسانية وصار شبه يائس من انعدام الحراك تجاه إيجاد حل لإنهاء هذه الحرب الغاشمة، يستمد من صمود الفلسطينيون صموده وأمله في تحقيق الانتصار، وكف يد الظلم والاعتداء على فلسطين وأهلها.
لستم وحدكم يا أهلنا في فلسطين، ثمة بواكي لكم، ثمة من يحدث نفسه لفعل ماهو أكثر، وإن كان من بيده صُنع القرار قدم الخذلان وآثر التطبيع على حساب القضية العادلة، أن يوقف التبادل التجاري بين دولته ودولة الاحتلال، أن يقطع العلاقات الدبلوماسية ، ولكنهم رأوا أن لا شيء أهم من المصالح الضيقة، التي أُقيمت بالأصل على أساس فاسد، لا شك سينهار يوماً ما، وسنتذكر بيوم لا محالة آتٍ بيوم النصر.