مقالات

قراءة مهمة لقرار "مجلس الأمن" بوقف الحرب والتحالف الدولي

الكاتب/ة عماد الجاسر | تاريخ النشر:2024-06-24


اجتماع مجلس الامن في 10 يونيو /حزيران 2024 يحمل الرقم SC/15723 والذي تم تمريره بموافقة الجميع وامتناع روسيا عن التصويت كان بالنسبة لي واضحاً بكل تناقضاته، ويكشف اللعبة الإعلامية السياسية التي تجري على مستوى التصريحات والمستوى السياسي العسكري، سوف أورد نص تعليق المندوب
 الإسرائيلي لدى "مجلس الامن" حيث قال ما نصه: 

((‏وقالت ممثلة إسرائيل إن أهداف بلادها كانت واضحة للغاية منذ غزو حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول: إعادة الرهائن إلى الوطن وتفكيك قدرات تلك الجماعة الإرهابية. وشددت على أنه "بمجرد تحقيق هذه الأهداف، ستنتهي الحرب". مشيرًا إلى أنه إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وسلمت نفسها "فلا داعي لإطلاق رصاصة واحدة"، ومع ذلك، لا يزال 120 رهينة محتجزين لدى حماس، التي تواصل تحقيق هدفها المتمثل في "قتل كل إسرائيلي". ولاحظت أن "الجهاديين الذين بدأوا هذه الحرب" هم الذين يمنعون الحرب من الانتهاء، مشددة على أنه يجب ممارسة الضغط على حماس و"يجب إلقاء اللوم على المكان الذي ينتمي إليه"، ومع ذلك، فإن هذه الجماعة الإرهابية لا تهتم بما يجب على المجلس القيام به وقالت إنها لم تتحمل المسؤولية قط، وذكرت أن الضغط على الإرهابيين كان ينبغي أن يبدأ منذ فترة طويلة، ولكن "لم يفت الأوان بعد".))

المصدر موقع مجلس الامن

https://press.un.org/en/2024/sc15723.doc.htm

خلاصة رد ممثل إسرائيل في "مجلس الأمن" على قرار المجلس: 1- الحرب مستمرة حتى تحرير الرهائن وتفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية.
 2- لن يتم المشاركة في أي مفاوضات لا معنى لها بدون ما سبق. من هذا يتضح ان رد إسرائيل على مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن التي ينسبها لهم غير متوافقة على المستوى الرسمي. الشيء الاخر المهم في تسبيب ممثل روسيا في "مجلس الأمن" لتبرير سبب الامتناع عن التصويت هو كالتالي: 
1- لا يوجد موافقة إسرائيلية على مبادرة بايدن. 
2- صرحت إسرائيل انها ستواصل الحرب حتى هزيمة حماس. 
3- تمرير هذه الوثيقة يقوض سلطة مجلس الأمن. 4- عدم استخدام الفيتو ضد هذا القرار كان مجاملة للمجموعة العربية في المجلس. 

لذا وربطاً بما سبق اعتقد ان كل شيء أصبح واضحاً: 
1- إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار. 
2- أمريكا تناور سياسيا.
 3- تقويض سلطة "مجلس الأمن" وفق هذا القرار وما يتبعه من قرارات لاحقة لابد أن تكون مبنية عليه.

 نظريتي هو اننا على اعتاب تحالف دولي ضد "حماس" على غرار التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا، وهذا يحقق تخفيف الضغط السياسي والعسكري والقانوني في المحاكم الدولية على إسرائيل.
 كذلك يحقق نصراً لمصلحة بايدن وهو على اعتاب الانتخابات الاميركية بتحقيق انجاز دولي.

 احتاج الى الرجوع الى التاريخ حيث كان الوعي السياسي العربي عام 1939 في مستوى حسن النية مقابل الوعي السياسي البريطاني، إذ تمّ طرح اللعبة السياسية المسمّاة " الكتاب الأبيض" والذي كان هدفه إجهاض الثورة الفلسطينية. كان حاضراً في اجتماعات تخصّ هذا الجانب حافظ وهبة ممثلاً للملك عبدالعزيز والذي طلب منه عدم إبداء أي رأي سلبي او إيجابي حول " الكتاب الأبيض" وفق ما ذكره وهبة في كتابه "جزيرة العرب" والذي يتضمن تفاصيل ووثائق مثيرة عن فلسطين.

 استمرت المحاولات آنذاك حتى تم امتصاص الثورة باتفاقيات هدنة بين الأردن ومصر، بعدها تضاءل دور امين الحسيني واستمر الإسرائيلي بالتوسع على كافة الجهات. يتكرر الامر بوجوه جديدة وبطرق أحدث عن تلك التي كانت في العام 1939 ولكن يبقى الهدف واحد القضاء على المقاومة. 
كلّي أمل أن يدرك المعنيون في المقاومة حول ما يحاك ضدهم، ان كانت هناك نوايا لبناء تحالف دولي ضدهم يضمن لإسرائيل راحة لوقتٍ طويل. هذا الامر سيشّكل تطوراً كبيراً وغير مرغوب لدى المقاومة. 

*هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط، ولا يعني أن ذلك يمثل او يوافق توجهات "صوت الناس".