كل سنة في مثل هذه الأيام أتذكر الكارثة التي أحدثتها الدولة السعودية في تهجير الحويطات قسرياً.
تحاول السلطات السعودية تدمير القبائل بذريعة تطوير المشاريع الوهمية، كان "ذالاين" هو إحدى هذه المشاريع وكان من المفترض أن يكون مشروعاً يضم سلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة يبلغ ارتفاعها 500 متر وطولها 170 كيلومتر !!
أجبر بن سلمان قبيلة الحويطات التي كانت تسكن في المنطقة "تبوك" على مغادرة أراضيهم لتنفيذ المشروع، وتم اعتقال كل من رفض التهجير القسري، منهم "حليمة الحويطي" وعائلتها وتم قتل "عبدالرحيم الحويطي" الذي كان من رافضي التهجير ..
أكد العقيد رابح العنزي ضابط أمن السعودي السابق، في مقابلته مع "بي بي سي"، أمر بن سلمان للقوات العسكرية باستعمال القوة المميتة ضد أفراد القبيلة الحويطات في حالة رفضهم عمليات الإخلاء والتهجير.
رغم تهجير الحويطات قسرياً واعتقال أحرارها، لم ينته مشروع "ذالاين" الوهمي حتى اليوم ويبدو مستحيلاً كاملاً بالنظر إلى حالة الميزانية السعودية.
فضلا عن ذلك يرى الخبراء بأن المشروع لن يكون مؤهلاً للسكن بشكل دائم بسبب حرمانه من ضوء الشمس مباشرة وعدم امكانية توفير ظروف الإسكان بسبب موقعه الجغرافي.
لم تكن قبيلة الحويطات الضحية الوحيدة لـسياسات بن سلمان بل تطال القضية قبيلة عنزة أيضًا، قام بن سلمان بتهجير أفراد قبيلة عنزة قسرياً والاستيلاء على أراضيهم لتنفيذ مشروع "العلا". كل من احتج على هذه القضية تم اعتقاله وقمعه من قبل قوات الأمن كما قال أحد أفراد القبيلة لـ "بلومبيرغ" بأنهم يخافون من الأجهزة الأمنية، التي اعتقلت أقاربهم بسبب تحدثهم علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
لا تستثني مشاريع بن سلمان الأخرى كـ "العلا" من التحديات الجديرة لـلعناية منها الموقع الجغرافي الخاص والابتعاد عن الامكانيات الضرورية للحياة وإلخ.
كل هذه المشاريع ليست الا دعاية وتلميع صورة بن سلمان في العالم.
كان بن سلمان يدعي بأن هذه المشاريع ستكون مربحة للسعودية بسبب جذب السياح الأجانب ولكن تختلف الحقيقة عما نشهده على أرض الواقع.
فشلت مشاريع بن سلمان في استقطاب السياح وواجهت خطط الحكومة عجزاً في الميزانية حتى اضطرت السعودية لبیع الصکوک.
كل هذه الأسباب تظهر أولاً تطوير المشاريع الخيالية التي يقوم بها بن سلمان ليس لها سوى الجانب الإعلاني وغير قابلة للتنفيذ، ومن ناحية أخرى تهجير القبائل ليس له غرض سوى تدمير هوية القبائل في المملكة.