في انتهاج للمسار الديمقراطي الذي تأسس عليه حزب التجمع الوطني، وقع الاختيار مطلع أبريل/نيسان 2024، على عضو الحزب أحمد حكمي ليكون متحدثاً رسمياً باسم الحزب، خلفاً للدكتورة مضاوي الرشيد، لتحل الذكرى الرابعة لتأسيس الحزب في 23 سبتمبر/أيلول وهو لا يزال لم يكمل النصف عام في منصبه.لكن الأشهر القليلة التي قضاها في منصبه الجديد كانت عامرة بالأعمال والجهود المثمرة، والتي كان أبرزها مشاركته في إقامة مؤتمر البحث عن الديمقراطية بواشنطن في مايو/أيار 2024 حول مبادئ الرؤية الشعبية للإصلاح في السعودية التي انطلقت كمبادرة شارك في صياغتها مثقفين ومثقفات ونشطاء وأكاديميات وأكاديميين من بنات وأبناء الوطن.
وذهب حكمي رفقة الأمين العام للحزب الدكتور عبدالله العودة لدعوة سفيرة بلادهم في الولايات المتحدة ريما بنت بندر، لحضور المؤتمر الذي رآه خطوة لانتزاع الديمقراطية والبحث عن المشاركة السياسية لضمان الحقوق وانتزاعها من سطوة الاستبداد.وتبع المؤتمر بمشاركة كوادر الحزب وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة بلادهم للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي في سجون السلطات السعودية، كما اتخذ من حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي منابر للتذكير بالمعتقلين و المعتقلات داخل سجون السلطات السعودية وتسليط الضوء على معاناتهم والمطالبة بإطلاق سراحهم.
وأفصح حكمي في تصريحات وحوارات صحيفة عن آراءه في الخلافات بين السعودية والإمارات، وتسييس الحج، والأحكام التعسفية الصادرة بحق دعاة وأكاديميين بالسجن مدد طويلة بتهم كيدية ملفقة وتغريدات دونوها على حساباتهم الشخصية، وندد بتزايد استخدام السلطات السعودية لعقوبة الإعدام.كما استنكر منح الجنسية السعودية لمشاهير وعدها تكريسا لقيم الاستبداد، واستهجن تبديد أموال المملكة على إقامة مهرجانات وحفلات، وكانت له أراء بارزة كناشط سعودي معارض ومتحدث رسمي باسم حزب التجمع في قضايا أخرى، الأمر الذي دفع "صوت الناس" لمحاورته في الذكرى الرابعة لتأسيس الحزب للإطلاع عن المنجزات ورصد المستجدات.
* بداية، حدثنا عن الكيفية التي تم بها اختيارك متحدثاً رسمياً باسم الحزب؟
- تنص لائحة الحزب الداخلية، على أن الأمين العام المنتخب للحزب يعيين متحدثاً رسمياً له، وبناء على هذا فقد اختارني الدكتور عبدالله العودة متحدثاً رسمياً لدورته، وصادق أعضاء الأمانة العامة على هذا الاختيار.
* كيف تمارس دورك وما المعوقات التي تواجهك وكيف تتغلب عليها؟
- دور المتحدث الرسمي في الحزب أن ينقل مواقف الحزب ويعلن عن قراراته للعامّة، ومعوقات العمل طفيفة كفوارق التوقيت في البلدان التي يتواجد فيها أعضاء الحزب كونهم في دول مختلفة.
* ما تقييمك لأداء الحزب ودور أعضاءه خلال السنوات الأربعة؟
- حقّق الحزب نجاحاً باهراً حتى وصلت أصداؤه المعمورة كلها، في هذه الأربع سنوات، حيث استطاع أن يمتاز بثقة عالية حتى صار أعضائه مرجعاً مهماً لكثير من الوثائق القانونية والإعلامية.
* ما الذي حققه الحزب من أهدافه المعلنة؟
- بدأ الحزب من أول يوم له بالعمل نحو إقامة دولة ديمقراطية بنشر الوعي بالحرية والحقوق والمشاركة السياسية، وكوّن في سنواته الأربع عدداً كبيراً من الحلفاء الداعمين لرؤيته ومبادئه.
- مثل الحزب صوت الشعب ونشره على أوسع نطاق وأوصله إلى العديد من المجالس الشعبية، مؤكدين ما نهدف إليه من تعزيز تعاون الدولة مع العالم إقليمياً ودولياً بما يخدم مصالح الشعب، وإلى الحفاظ على البيئة وتعزيز آليات حمايتها وفق المعايير الدولية، وإلى انتهاج الدبلوماسية والتعاون مع المؤسسات الدولية في حل الخلافات الخارجية، واحترام سيادة الدول وتأييد سعيها للديمقراطية.
* ما مدى تأثير الحزب في القضايا الداخلية والخارجية؟
- يشارك الحزب هموم وقضايا شعبنا وما يتعلق بها خارجياً أولاً بأول، فتراه معلقاً ببياناته ومؤتمراته وعبر منصّاته على هذه القضايا.
- أحد أهم التأثيرات التي يساهم بها الحزب هو مناكفة الاستبداد وإثبات أن شعبنا يستحق الحرية والديمقراطية بدلاً عن حالة الظلم والقمع الحاصلة تحت النظام الحالي.
- يعطي الحزب كذلك خطةً حقيقية للتحول الديمقراطي في البلاد ويدعو أبناء وبنات الوطن للمشاركة في بناء هذا الحق الأصيل للشعب.
* ما هي نظرتك للهيكل الداخلي للحزب وكيف تسيير شؤونه في ظل تواجد أعضائه ومؤسسيه في بلدان مختلفة؟
- أشرت إلى أن فارق التوقيت قد يشكل عائقاً لسرعة التنفيذ نظراً لوجود الأعضاء في بلدان مختلفة، ولكنه طفيف يكاد لا يذكر، هذا لأن أعضاء الحزب رغم البعد والمشاغل المختلفة، لا يتوانون لحظة في إجابة الاجتماعات المجدولة والطارئة.
- في الحقيقة، لقد حوّل الأعضاء هذا البعد إلى إيجابية حيث أن الحزب بتواجد أعضائه يصل إلى مناطق مختلفة حول العالم ويبني علاقات مع حلفاء متجددين يتميز من خلالهم على كل الأصعدة الاجتماعية والسياسية.
* حدثنا عن تجربتك في الحزب؟
- تجربتي مع الحزب تشكل نقلة نوعية في حياتي، العمل مع أعضاء الحزب المختلفين وخصوصاً الأمين العام الدكتور عبدالله العودة أضاف وما يزال يضيف إليّ الكثير.
- إن الحزب يسعى سعياً حثيثاً إلى تطوير أعضائه وتمكينهم بكل ما يؤدي إلى نجاحهم ونجاح الحزب من مهارات ومعارف وتجربة فريدة من نوعها.
* هل تحقق جانب العمل الجماعي داخل الحزب؟
- نعم تحقق بشكل باهر فاق المتوقع، إن ممّا يميز أعضاء الحزب تفانيهم وتخلصهم من حظوظ النفس، ما يجعل العمل الجماعي مثمراً ومؤثراً.
* تعرض الحزب خلال السنوات الأربعة لحملات تشويه وإساءة متعمدة من قريبين من السلطات السعودية كيف ترى هذه الحملات؟
- أصحاب هذه الحملات يسيرون على خطى سيء الذكر سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي والمتورط في جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، إن لم تكن هذه الحملات أصلاً من تخطيطه إذ سبق وأنشأ وسم أسماه "القائمة السوداء" حث فيه الناس على كتابة كل من ينتقد الحكومة بكلمة أو تغريدة، وبكل تأكيد كان على رأس القائمة أسماء معارضة تفضح جرائم الاستبداد.
- هذه الحملات تخلق جواً من المكارثية الخانقة تهدف إلى أمرين إثنين، الأول تشويه صورة المعارضة وثني الناس عنها، والآخر وهو الأهم للسلطة، بث الخوف والترقب والتوجس في قلوب المواطنين في الداخل، وهذه المكارثية والنافخين في حطبها هم العدو الحقيقي للوطن والمواطن، فاحذروهم!
* وبرأيك ما مدى تأثير هذه الحملات على المواطنين بالداخل وهل يصدقوها؟
- تلك الحملات لا تزيد المواطن إلّا ثقةً بالأصوات المعارضة المدافعة عنه والتي خرجت لتدافع عنه وعلى رأسها حزب التجمع الوطني، الحزب الذي يجعل الديمقراطية وحقوق المواطن السياسية والمدنية نهجه وتعريفه.
- لم يخرج المعارض للظلم والاستبداد شاهراً قلمه وحنجرته إلا حباً في الوطن وأهله وكان يسعه أن ينضم إلى بوقة سيء الذكر والتنفع من المستبدّ.
* يرى البعض أن لا حاجة للمعارضة ويرددون ما تروجه السلطة بأن الأمور على ما يرام وأنهم يثقون في ملكهم وأميرهم، فبماذا ترد؟
- لا ينمو الوطن ويرقى إلا بأصوات النقد والمحاسبة للسلطة، وفي الوطن الديمقراطي الذي نسعى إليه، يعيش المواطن آمناً منعماً وهو ينقد السلطة ويحاسبها بل ويصوت لإزالتها إن لم تحقق مطالبه.
- أقوله لهم لا يغرّكم صياح الأتباع المرتفع عبر معرفات وهمية في الغالب، إنّ صوت المواطن الحقيقي يؤيد من يدعم حقوقه ويدافع عن حريّاته، فلا تسمع للوهم الداعم الاستبداد والقمع، واستمع لصوت الناس!
* وجه كلمة لمن هم خارج الحزب؟
- أقول ما قاله نبي الله نوح داعياً إلى النجاة من الغرق "اركب معنا" ندعوهم للنجاة من غرق الاستبداد والظلم وإهدار موارد البلد بالركوب في سفينة الحرية والديمقراطية والعدالة للجميع.
* ما هي رؤيتك لمستقبل الحزب؟
- مستقبل مشرق، يشارك فيه أحزاباً أخرى في منافسةٍ سلمية حضارية على خدمة الشعب في نظام ديمقراطي عادل بعد أن ننفي الاستبداد وخبثه عن بلادنا.
* وجه كلمة للحزب وأعضاءه في عامه الرابع؟
- فخور بكم يا رفاق!