سنة تمر على تأسيس حزب التجمع الوطني، الحزب السعودي المعارض والذي يتخذ من لندن مقرا له، كانت سنة مليئة بالأحداث السياسية التي هزت المملكة خصوصا والمنطقة عموما، جائحة كوفيد، موجات التطبيع العربي مع الكيان، وكذلك سلسلة من الاعتقالات والعقوبات التي طالت عدد من المناضلين.ات والنشطاء في المملكة، المطالبين.ات باصلاحات فعلية وجذرية أمام وحشية وقمع النظام من جهة وإهدار أموال الشعب في مشاريع خيالية من جهة أخرى، في هذا السياق تستضيف صحية صوت الناس عدد من المعارضين والنشطاء الحقوقيين للحديث عن حزب التجمع الوطني ودوره في مقارعة ديكتاتورية بن سلمان.
يسعدنا في الحلقة الأولى من سلسلة اللقاءات التي تجريها صحيفة الناس الحديث مع الناشط علي عسيري، وهو ناشط وسياسي سعودي، عضو حزب التجمع الوطني ومحاضر في أكاديمية جمال خاشقجي.
صحيفة صوت الناس: في البدء نرحب بك استاذ علي، لو تحدثنا عن الحزب، ظروف نشأته وفي أي سياق ولدت فكرة تأسيسه
اهلا وسهلا بكم، سعيد بوجودي معكم ضمن هذا اللقاء، في البداية، يجب أن أشير الى نقطة في غاية الأهمية، وهي أنه مما لا شك فيه أن أي عمل معارضة في أي دولة كانت إذا استمر بشكل أفراد فلن يحقق نتائج ملموسة ما لم يتحد بعض الأفراد على شكل كتل وحركات وأحزاب تترجم أعمالها بلغة قوية وتحقق نتائج ملموسة، فقد ولدت فكرة الحزب إيمانا بفكرة العمل الجماعي الحزبي، وكذلك خرجت فكرة الحزب بما وصلت به البلاد لحالات غير مسبوقة من التخبط السياسي الناتج عن سلطة فردية استبدادية، مما جر البلد إلى أزمات اقتصادية وسياسية انعكست على سمعة البلد على المستويين الإقليمي والعالمي.
صحيفة صوت الناس: تحدثت عن الأزمات الاقتصادية والسياسية للسعودية على المستوى الإقليمي والعالمي، هل للحزب مقترحات أو مخرجات حلول لما حدث ويحدث؟
جميع الأزمات السياسية والاقتصادية ناجمة عن حصر القرار والسلطة بيد فرد واحد، وهذه الطبيعية الفردانية في الحكم والاستبدادية تخلق مشكلات في جميع الأصعدة حتى على المستوى الحقوقي والانساني، لذلك ولحل تلك الإشكالية، خرج الحزب بديباجة البيان التأسيسي كأصل توضح فيه مقترحات الحزب والحلول الجذرية، وكان من أهمها هو تعزيز مبدأ الديمقراطية في الحكم الذي يحمي الأوطان والشعوب من منزلقات خطيرة تكلف الأمم سنوات عدة لإصلاح تلك الأوضاع.
صحيفة صوت الناس: تحدثت عن أهمية الديمقراطية كمبدأ رئيسي في حماية الأوطان، ولكن نلاحظ دائما لدى عدد من المناصرين للنظام ممن يعتبرون أن الديمقراطية غير قابلة للتطبيق في المملكة، فما رأيك في ذلك.؟
حينما نلقي نظرة على نظم الحكم في العالم، ستجد أن آلية الحكم الديمقراطي تم استخدامها ونجاحها في القارات السبع، من أوربا الى أمريكا اللاتينية وصولا الى آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية والهند، على اختلاف الشعوب واللغات والأديان، تجد الديمقراطية فعالة وممكنة وناجحة، لذلك لا يوجد خاصية تميز تلك الشعوب عن الشعوب العربية لاسيما الشعب السعودي، وما يذكره مناصري النظام بأنها غير ممكنة ماهي الا محاولة لتزوير حقيقة بديهية تمنع مناصري النظام من استغلال موارد الدولة والاستئثار والاستمرار بالحكم.
صحيفة صوت الناس: ما هو دور الحزب إذن في تعزيز ثقافة الديمقراطية في المملكة؟
قام الحزب بالكثير من الأعمال المعززة لثقافة الديمقراطية، كان من أبرزها بيانه التأسيسي المُأصل لهذا المفهوم، وايضا تم إنتاج سلسلة من الوثائقيات المرئية التي تتحدث عن قيم المقاومة السلمية المنشورة في قنوات الحزب، وأيضا كان هناك عدة دورات تثقيفية لأعضاء الحزب حتى يقوموا بدور توعوي بكثير من المفاهيم والثقافة السياسية، وكذلك كان هناك جملة من الحملات الإعلامية والاتفاقيات والندوات قام بها الحزب والتي هي أحد أساليب الضغط السلمي، فالحزب يقوم بدور تثقيفي ملموس بمفاهيم الديمقراطية سواء بالممارسة أو بالمواد العلمية المكتوبة والمرئية.
صحيفة صوت الناس: وإلى أي مدى وجدت هذه المفاهيم والأنشطة تفاعلا، خاصة في الداخل السعودي؟
كان هناك تفاعلا ملموساً مع أنشطة الحزب، حيث أن طرح المفاهيم والثقافة الديمقراطية لاقت انعكاسا وجدلا واسعا في أوساط وسائل التواصل الاجتماعي، تمخض عنه ردود فعل شعبية تترجمة الى تزايد أعداد المنتمين والراغبين بالإنضمام إلى الحزب.
أما موقف السلطات من الحزب كان واضحا باستخدام السلطات جيوشه الالكترونية لمحاولة التشوية والهجوم والشتائم، لكن هذه المفاهيم لامست وجدان الشارع السعودي فشعر بأن الحزب يتحدث عن همومه وحقوقه الأساسية.
صحيفة صوت الناس: من المهم جدا الترويج لهذه المفاهيم وإشعاعها على الداخل السعودي، خاصة أمام التصحر الثقافي الذي تسلطه المملكة، ولكن ما هي الخطوات القادمة الحزب من أجل ترسيخ هذه المفاهيم كممارسة؟
التصحر الثقافي بدأ يتلاشى بوضوح مع ثورة الاتصالات والمعلومات، ومع تزايد أعداد المثقفين والمتعلمين والقراء وتزامن مع صعود جيل جديد يرى ويتابع ما يحدث في دول العالم المتحضر، فتتطور الشعوب والدول بالتأثر والمنافسة، وهذا ما يميز الجيل الجديد.
أما خطوات الحزب القادمة فهي الاستمرار في توسيع قنوات الاتصال مع المواطنين لنشر تلك القيم والمفاهيم بشكل أوسع وأكثر احترافية، وكذلك توسيع دائرة الاتصال مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الاختصاص.
صحيفة صوت الناس: ولكن يعتبر العديد أن هذا يحدث بمعزل عن الداخل السعودي، كل هذه الأنشطة وما يترتب عنها تحدث في الخارج حسب تعبير البعض، فما رأيكم؟
للحزب الكثير من الأعضاء المنتمين من الداخل، وهذا دلالة على أثر غير وسائل التواصل التي جعلت العالم قرية صغيرة يسهل التواصل مع البعيد مكانيا.
ولا ننسى أن كثير من التغييرات التي حصلت في كثير من الدول في القرن العشرين كانت بدور قوي من أطياف المعارضة في الخارج، رغم أن وسائل الاتصال كانت تقليدية مقارنة بالتطور في الوسائل اليوم.
صحيفة صوت الناس: شكرًا جزيلا على هذا التفاعل والاجابات، والأن، على سبيل الختام، هل من كلمة توجهها لشباب وشابات السعودية خاصة من هم وهن في الداخل؟
جل ما أريد قوله للشباب والشابات هو أن يعرفوا أن عدوهم الحقيقي هو الاستبداد، هو ما جعل وما سيجعل الأوضاع مأساوية، وأيضا أن لا يستهينوا بقوة الكلمة في خلق رفض شعبي تلقائي وسلمي لتجاوزات السلطات السعودية بحقهم.