مقالات

مبادرة شامير-بيريز.. وعام على الإبادة 

الكاتب/ة خلود العنزي | تاريخ النشر:2024-10-07

في هذا اليوم يكون قد مرّ عاماً بأكمله على عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة في السابع من اكتوبر 2023   
والتي ما زال العالم بأكمله يشاهد ما فعله المحتل دون تزييف و مازال يرتكب الجرائم الوحشية بل والإبادة دون هوادة إلى يومنا هذا.

عاماً بأكمله على الإبادة التي طالت المدنيين في غزة ولم تستثني أطفالاً أو نسوة ولا شيوخاً، حتى مسهم الجوع وبات من لم يمُت من القصف حتماً سيموت من الجوع، في ظل خذلان بل تواطؤ الحُكام الذين لم يكتفوا بالمشاهدة بل المشاركة في تسهيل مهمة إبادة اهلنا في غزة! 
منهم من يشعل الحماسة بخطاباته التي تخطف ألباب الجماهير ، ولكن تجارته حققت أعلى الأرباح مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي توجه فيه أسلحة الاحتلال صوب الأبرياء! ويتيحون المجالات الجوية لطائرات الكيان الصهيوني، يغلقون المعابر بوجه المساعدات المتجهة لدعم الفلسطينيين في غزة حتى صدقنا أن لهذه الدول سيادة ، والدول التي طبّعت مع الكيان الصهيوني نزعت بفعلها هذا آخر شعرة للحياء وللإنسانية ولم يكن يُتوقع منها أن تقطع حبال الذُل مع ذلك الكيان المحتل، والمملكة السعودية بكل ثقلها تسعى إلى التطبيع مع محتل غاصب ومجرم بحجة تأمين دولة فلسطينية للفلسطينيين وتارة بحجة المصلحة المترتبة على ذلك السلام المزعوم، حيث أتساءل كيف يكون للسلام مكان مع محتل مجرم، حتى أنه لم يرسم حدود دولته حتى اليوم لذلك ليس له دستور؟ حيث الأطماع في الدول المجاورة وتفتيتها قديمة ومعروفة، والفلسطينيون وحدهم هم من يجب أن يقرروا إن كانوا يريدون دولة أم لا، وإن كانت دولة الاحتلال لا تريد.

هل قرأتم مبادرة شامير-بيريز؟!
كتب نعوم تشومسكي:
" أتمت إسرائيل والولايات المتحدة مساعيها الدبلوماسية الخاصة بهدف إبعاد خطر أية معاهدة سلام حقيقية، ففي سنة1989 اقترح الائتلاف الحكومي بين حزب الليكود وحزب العمل خطة شامير بيريز. وتتمثل المبادئ الرئيسية لهذه الخطة في: 
أنه لن توجد دولة فلسطينية أخرى في قطاع غزة والمنطقة الواقعة بين إسرائيل والأردن.. ولن تُجري إسرائيل أية مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية..ولن يطرأ أي تغير وضع يهوذا والسامرة وغزة خارج نطاق خطوط المواجهة التي أشارت إليها حكومة إسرائيل" 

كما تشتمل المبادئ الأساسية على اللاءات الأربعة التي جاءت في برنامج حزب العمل وهي: 
- لا للعودة إلى حدود سنة1967 
- لا لإزالة المستوطنات 
- لا للمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية 
لا للدولة الفلسطينية"
كل شيء واضح، ولكننا لا نقرأ، ومن بيده القرار يخدعنا

القلة التي تماهت مع توجه السلطات السعودية في سعيها للتطبيع ورفع أصوات الترفيه والبذخ واللامبالاة، في الوقت الذي علت فيه أصوات القصف وتخضبت فيه الشوارع بدماء المدنيين، وانتشرت رائحة الموت في كل مكان، كانت تحاول الترويج إلى تهميش القضية الفلسطينية ومحاولة التلاعب في وعي المواطنين بأن التطبيع هو "سلام إيجابي"وهو في الحقيقة عبارة عن سلام خائن، تلك القلة لا رادع لها لأنها صوت المستبد وأدواته، بينما معشر المواطنين تعنيهم فلسطين وقضيتها، يتألمون لهذا المصاب الجلل، يأسفون على حالهم وهم مكبلين بقيود الاستبداد لا يستطيعون الوقوف مع أهلنا في غزة، أسوة ببقية مناصري العدالة والإنسانية في كل مكان في اصقاع العالم ، حيث الإنسانية وحدها هي من تحرك أهل الضمائر الحيّة، يحتجون يتظاهرون يفعلون أقصى ما باستطاعتهم للوقوف مع أهلنا في غزة، دون الخوف من الاعتقال او الفصل من الوظيفة او ما سيترتب على ذلك من عقوبة. 

الصمت على هولوكوست الصهيونية وحده من قِبل السعودية وغيرها يعتبر خيانة للقضية وخزي وعار، فما بالنا بما هو أكثر من الصمت! 
عاماً مضى والأزمة تتفاقم وقد رحل من رحل، نحسبهم عند الله شهداء عليهم رحمة الله، بل أنّ قصف المحتل تعدى غزة إلى لبنان، ومحبي العدالة ومناصريها يعتصمون ويهتفون.. أوقفوا الحرب، ومن بأيديهم القرار صمتوا واختاروا الوقوف بصف المتفرجين بل والمتواطئين. 
وأهلنا في غزة منذ أن بدأت هذه الحرب وهم صامدون بقوة وعزم لفتت أنظار العالم لهذا الثبات والإيمان، وما يجب أن يبقَ هو الأمل بأن هذه الدماء الزكية لن تذهب سدى والحق حق والباطل يبقَ باطل لن ينتصر. 

 لا القهر حلاً لهذا المصاب الجلل 
وما كان الصمت دواءً لمن به ألم 

من يحكموننا على صدورنا جثموا
وصوت الإبادة أسمعت من به صمم

وبقائهم جلب إلينا العار والعلل..
ونحن لسنا دُمى لتعبث بنا الرمم.