لانختلف معاً منذ رؤية "رونالدو" في نادي سعودي قد حلقنا في السماء. قد كان الأمر مخيباً بعض الشيء لأن الهدف من انضمام لاعب أربعيني إلى الفريق ليس قدراته الجسدية بل الغرض إما أن يكون الاستفادة من خبراته في المجال الرياضي وإما أن يكون الغسيل الرياضي واستغلال شهرته للتبييض. وهذا ما نعتقده نحن حول الاستثمارات الرياضية التي اشرأبت في شرايين السلطة السعودية.
فنحن هنا نتكلم لا على صعيد حقوق الإنسان بل على صعيد الفائدة من الاستثمارات في الرياضة أو كرة القدم بالأحرى. فحينما نستثمر في مجالٍ ما ننظر إلى العوائد والفوائد والتغيير الحاصل من خلال ذلك. فلنرى مدى التأثير من جلب نجوم كرة القدم الذين هم على وشك التعاقد. الأثر الأول يجب أن يكون في منتخبنا على الصعيد الدولي.
ما هي أنباء المنتخب السعودي الذي يمثل أبناء الوطن على المستوى العالمي؟
ما هو مستوى لاعبي الأندية التي تلعب في دوري روشن؟
نظراً إلى المباريات الأخيرة التي قدمها المنتخب الوطني يجب القول بأنها كانت مخيبة للآمال وأعتقد بأن الجميع قد يوافقني بأن طريقة اللعب ومستوى اللاعبين كان ضعيفاً جداً. ومن الممكن ألّا نتأهل في كأس العالم أو لن نكون من المنافسين أصلاً. قد ألقت السلطة والوزارة اللوم على مدرب المنتخب "روبرتو مانشيني" وأقالوه من منصبه ورأوا الحل في إعادة "رينارد" إلى تدريب المنتخب. ولكن السؤال هو ما السبب الرئيس في هذه الخسائر التي باتت تلاحق المنتخب رغم قيادته من قبل مدربين عالميين "مانشيني" و"رينارد"؟ نعم، إن المشكلة ليست في أبطال المنتخب بل في السلطة التي لجأت إلى "الغسيل الرياضي" لتبييض سمعتها. فبات الأمر يضرنا نحن أولاً. فبدلاً من جلب اللاعبين الكبار نحتاج إلى من ينقذ المنتخب من الهاوية. فهذا المنتخب الذي يمثّل قدرات الشاب السعودي أولى بالإهتمام من استضافة "رونالدو" أو استضافة المباريات العالمية الكبرى.
فلا يفيد الغسيل إلا لمن يبحث عن ضالته فيه أي السلطة ولا لأبناء البلد الذين يواجهون الصعوبات ورغم الظروف يسعون إلى تقديم ما هو أفضل لتمثيل بلادهم. فحينما يتجه الاهتمام إلى الغسيل في الرياضة يصبح الأمر سياسياً بحتاً لا رياضياً. وما الضير في ذلك إلا أنه يهيّج خيبة الأمل عند الرياضيين والرياضيات من أبناء جلدتنا. وهذا ليس تحليلنا نحن فقط بل أكد مانشيني في مقابلته مع قناة MBC "أتمنى أن يتم الاعتقاد على اللاعب السعودي بشكل أكبر في أرض الملعب أنه يستحق ذلك حقاً". فقد عَرف المدرب الاضمحلال الذي يمرّ به اللاعب السعودي بسبب اهتمام الدولة باللاعبين الأجانب. ومن جانب آخر أكد بأن اللاعبين الأجانب وكثرتهم في الدوري السعودي يتأثر سلباً على المنتخب.!!! إنها الحقيقة يا السلطة. إن اللاعبين الأجانب الذين تم جلبهم من أجل الغسيل الرياضي إلى الدورى يشكلون 60% من لاعبي الأندية وقد حذّر مانشيني والذي يعترف الكثير باحترافية في مجال الكرة عن خطورة هذا الغسيل الرياضي على منتخبنا.
فما الذي حصلنا عليه من هذه الاستثمارات الفارغة؟! هل تقدم الدوري السعودي؟ هل رأينا أي تقدم في أداء منتخبنا؟ والجواب هو لا بكل ما تعنيه الكلمة. إن السلطة تضيع مستقبل شبابنا بهذا الغسيل والاستثمارات غير المجدية. وكذلك تقضي على الكثير من الأموال التي كان من الممكن أن تساهم في خلق البنية التحتية اللازمة لتربية أجيال يحملون همَّ الوطن على أكتافهم. فاذا لم يتوقف هذا الغسيل ستعم الكارثة ويخيم الفشل والكآبة على كل الرياضيين السعوديين والدليل ما رأيناه في أولمبياد باريس..
فنعيد ونكرر بما نملكه من صوت بأن "الضحية الأولى لهذا الغسيل هم شبابنا" ..