تمر الأيام سريعاً وهاهي الذكرى الثامنة لاعتقال الإصلاحي وعالم الدين المعروف الشيخ سلمان العودة الذي تم اعتقاله في مثل هذا اليوم التاسع من سبتمبر من عام ٢٠١٧ تحل علينا وهو مغيباً خلف القضبان، ولم يفرج عنه أسوة بغيره من معتقلي الراي الذين تم الإفراج عن بعضهم في الأشهر الماضية، في مثل هذا اليوم اعتقلته قوات الأمن من منزله وأخذته إلى سجن ذهبان في جدة.
بعد نشره تغريدة على حسابه في منصة تويتر سابقاً وإكس حالياً دعا فيها إلى "تأليف القلوب" بين حكّام قطر والسعودية أثناء خلافٍ سياسي بينهما.
حيث نُقل أواخر 2019 - نُقل من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحائر بالرياض.
ومنذ اعتقاله في سبتمبر إلى يوليو ٢٠١٨ تم احتجاز العودة دون تهمة أو محاكمة، وقد تعرّض لسوء معاملة شديد بما في ذلك الحرمان من النوم والاستجواب المتكرّر وحجب الأدوية الحيويّة.
والجدير بالذكر أنه في يناير 2018 - تم نقله إلى المستشفى لفترة وجيزة نتيجة لتدهور صحّته.
ووفقاً لمنظمة القسط لحقوق الإنسان أنه في سبتمبر 2018 - بدأت محاكمته والنيابة العامة تطالب بإعدامه، حيث وُجهت له سبعة وثلاثون (37) تهمة منها: 1
) "تأليب المجتمع على الحكام"،
2) "السعي في الإفساد المتكرر"
3) "الارتباط بشخصيات وتنظيمات تتبع الإخوان"
4) "عدم الدعاء لولي الأمر بما فيه الكفاية"
5) "دعوته للتغيير في الحكومة السعودية"
6) "دعوته وتحريضه للزج بالبلاد بالثورات".
ومنذ ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٠ أُجلت عشرات من جلسات المحاكمة لأسباب مجهولة.
وعند سؤال نجله الأمين العام المساعد بحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة عن حال والده الدكتور سلمان العودة في حوار سابق معه في صحيفة صوت الناس أجاب:
والدي لا يزال في العزل الانفرادي ، صحته مستقرة
ومعنوياته عالية ، ولا يوجد جديد.
المحاكمة معلقة من عدة سنوات وهذا يدل على هزلية المحاكمة وعدم وجود إجراءات فعلية في السعودية .
في 6 يوليو 2021 - حضر آخر جلساته حتى الآن عند المحكمة الجزائية المتخصصة، ، ورغم أن السلطات أخبرت عائلته أنّها ستعقد جلسات أخرى، فلم تحدد أي مواعيد للجلسة وما زالت محاكمته مستمرة.
ومن أبرز الانتهاكات التي تعرض لها العودة منها أن صحته تدهورت تدهورًا فظيعًا في السجن حتى فقد نصف بصره وسمعه، وقد قاسى العودة معاملةً سيئة للغاية منذ اعتقاله التعسفي في سبتمبر 2017، بما في ذلك حرمانه من أدوية ضغط الدم والكولسترول.
في يوم ٤ سبتمبر من الشهر الجاري نشر الأمين العام المساعد الدكتور عبدالله العودة منشورا على منصة إكس قال فيه: في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام بالضبط.. بدأت المحاكمة الهزلية لوالدي د. سلمان العودة وطالبت النيابة العامة بالقتل تعزيراً في حقّه على ٣٧ تهمة ملفّقة تتعلق بنشاطه العلمي السلمي وبجهوده في الإصلاح..
بعدها بثلاثة أسابيع قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية وكانت كاشفة لدمويتهم وتوحشهم.
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام بالضبط.. بدأت المحاكمة الهزلية لوالدي د #سلمان_العودة وطالبت النيابة العامة بالقتل تعزيراً في حقّه على ٣٧ تهمة ملفّقة تتعلق بنشاطه العلمي السلمي وبجهوده في الإصلاح..
بعدها بثلاثة أسابيع قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية وكانت كاشفة لدمويتهم وتوحشهم pic.twitter.com/CdBl69STBH— عبدالله العودة (@aalodah) September 4, 2025
وقد علقت الأكاديمية والمعارضة البارزة الدكتورة مضاوي الرشيد على بعض الاقتباسات من كتاب سلمان العودة- أسئلة الثورة- عندما كتب "لن يقوم بمشروع الأمة فَصِيل واحد من فصائلها، بل مجموع أفراد الأمة؛ بإسلامييها وغير إسلامييها، من كافة تياراتها واتجاهاتها الفكرية والمذهبية، ومن غير المسلمين الذين هم جزء من شعوب عربية وكان لهم أدوار تاريخية"
وتساءلت: هل يسجن من يقول هذا ؟ اعتراف بشمولية التغيير السياسي وضد التفرد بالمشروع ونبذ الاقصائية التي يتبناها النظام وبعض المعارضات الفاشلة.
هل يسجن من يقول هذا ؟ اعتراف بشمولية التغيير السياسي وضد التفرد بالمشروع ونبذ والاقصائية التي يتبناها النظام وبعض المعارضات الفاشلة https://t.co/h0sE9kjTSn— Madawi Al-Rasheed (@MadawiDr) September 20, 2023
وأضافت الرشيد في منشور آخر "السجن للمجرمين في حق المجتمع والدولة. أما هذا الشيخ الفاضل يجمع بين الخلق الحسن والفكر التجديدي الذي يتطور لا الذي يتقوقع في الماضي - سموه تنويري ليذكره لكنه بالفعل أضاء انوارا في عتمة الفكر"
السجن للمجرمين في حق المجتمع والدولة. أما هذا الشيخ الفاضل يجمع بين الخلق الحسن والفكر التجديدي الذي يتطور لا الذي يتقوقع في الماضي - سموه تنويري ليذكره لكنه بالفعل أضاء انوارا في عتمة الفكر https://t.co/h0sE9kjTSn— Madawi Al-Rasheed (@MadawiDr) September 20, 2023